عفاف محمد ||
اراد العدو بغدره ان يحرق أكبادنا وان يُنكس قضيتنا، وسعى لأن تخمد مقاومتنا، لكن... عبثاً حاول!!
بتلك الصواريخ المحمومة الغادرة إستهدفوا الأبطال بغية منهم كسر شوكة الأحرار، وهز محور المقاومة، وبث الرعب في قلوب الشرفاء، وإرباكهم من الداخل وطعنهم في الصميم. لكن هيهات ان تتحقق مراميهم.
لم يدركوا انهم باستهداف الأسود يفجرون ثورة غضب عارمة، ثورة الحق ضد الباطل. وبفعلتهم الشنيعة تلك، تغلي دماء رجال الله البواسل، وتستشاط الحمية والغيرة وتتأجج كالنار في عروق رجال الجهاد في سبيل الله.
وفي هذه الذكرى العظيمة للشهداء الحق رجال المواقف الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الحاج أبو مهدي المهندس ومن رافقهم من رجال الله الصادقين نستذكر مواقفهم العظيمة التي تبعث الفخر والمجد والكبرياء
ونتأمل لعظمة الوسام الآلهي الذي كرمهم الله به. فهم لم يسقطوا قط إنما ارتفعوا للسموات العلا.
تلك النفوس الزكية بذلت وما وهنت طوال سنوات حتى توّجت وارتقت أرواحهما للسماء، وجاورت الصديقين والانبياء. وأثمر ذاك الطهر وذاك النقاء، المنبثق من تاريخهما المجيد المشرف.
من هنا اليوم في ذكرى استشهادهما ترتسم ملامحهما لنا ،فتمتلئ أنفسنا غبطة وسروراً، اليوم طيفهما يزورنا ويخبرانا عن تلك الحياة الأبدية التي يعيشانها وعن ذاك النعيم الدائم .
تتحدث قسمات وجههما المنيرة عن انفسهما السوية السخية ،وعن ايمانهما العميق ،وعن خلقهما الرفيع.
هناك حكايا لهم سيدخرها الزمن يفوح ليعلم الاجيال القادمة معنى الوفاء والعطاء والتضحية. ونقتطف من بساتينهما مُثلاً وقيماً عليا.
تلك السمات التي عرفناهم بها هي تيجان تبرق ولازال بريقها يستحوذ على افئدتنا وكل جوارحنا.
فهما المنبع العذب الذي نرتوي منه، وهما شعلة المجد التي تضيء عتمة أرواحنا،و هما المدرسة التي نستقي منها الدروس.
لن تموت مبادئهما، ولن تخمد شعاراتهما، ولن تضيع سبلهما. سنكمل دربهما ونواصل المسير حتى يكرمنا جلّ علاه بإحد الحسنيين النصر أو الشهادة.
فسلام الله على أرواحهما الطاهرة .
وفي ذكرى استشهادهما نستلهم من تاريخهما الرفعة والمجد والدروس البليغة، فمن تلك الحياة التي عاشوها تركوا لنا بصمات لا تُُزال ولا ينمحي اثرها الطيب. ستبقى منارة مشتعلة للأجيال القادمة، يستضيئوا بها الدرب، ويخطوا نفس الخطوات بثبات نحو العلا والمجد، وفي هذه الذكرى الحافلة بالعطاء والتضحية نزداد إيماناً وثباتاً، نزداد فخراً وعزة ونستجمع تلك المناقب العظيمة لشهدائنا وننثرها وروداً تنعش أرواحنا وتزيدها صموداً وعنفواناً واتقاداً.
من اليمن الحر إلى إيران الشموخ وإلى عراق الحضارة نزف التهاني والتبريكات بهذه الذكرى الخالدة المشرفة الممزوجة وجعاً على فراقهما والفواحة رياحييناً وشذى. فتلك التضحيات في سبيل الله قد شقت طريقها لتبني صروح مجد لاحدود لها. تقهر العدى وتسومهم العذاب وتكبدهم الخسران والذل. فتلك الجيوش الجرارة حتما ستثأر لدماء سليماني والمهندس وكل الشهداء الأبرار. فبدمائهما الزكي عمدا النصر وعبدا لنا طريقه .
فهنيئاً لهما هذه المرتبة العظيمة وهنيئاً لنا نهجهم الذي سنخطوه بثقة حتى نحقق حلمهما الذي قطعوا فيه شوطاً طويلاً.
فيا احرار العالم فلنخطوا نحو الرفعة ولنكمل دربهم ونعلم الامريكان والصهاينة واتباعهم دروساً بليغة لا ولن ينسوها.