✍️ عادل الصداقي ||
حقكم أن تفرحوا يا أنصار الله، فلماذا كل هذا التجهم من تصريح بومبيو القاض بتصنيفكم ك (جماعة إرهابية)!؟
أنا استغرب لماذا إنزعجت وغضبت جماعة أنصار الله وغيرها من اليمنيين وأحرار العالم من تصريح بومبيو الذي صنف فيه أنصار الله كجماعة إرهابية. ولماذا كل هذا العويل والبكاء؟ والله يقول في محكم كتابه: ( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) (النور 11).
فمن وجهة نظر عملية، إن تصريح بومبيو لا يعدو عن كونه إذانا لأنصار الله وكل الأحرار في العالم بالفرح والإحتفال بهذه المناسبة، التي يشهد فيها العالم اليوم بروز كيان جديد على الساحة الدولية، وبإعتراف أمريكي، ألا وهو (جماعة أنصار الله)، وللأسباب الآتية:
أولا: إن تصريح بومبيو يعد بمثابة إعتراف كامل وصريح بوجود أنصار الله ليس فحسب على الساحة اليمنية بل وعلى الساحة الإقليمية والعالمية. فكم من حركات وكيانات في العالم كانت تشكل مجرد جماعات محلية بسيطة، وصارت بفضل التصنيف الأمريكي كيانات ذات ثقل ومعروفة عالمية.
وفي نهاية المطاف ليس كل العالم غبي سينجر وراء التصنيف الأمريكي، بقدر ما سيتحفز البعض منه للتعرف على هذا الكيان الجديد في العالم، ويحاول أن يربط علاقات جيدة معه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بدعوى المصالح المستقبلية المحتملة، وخاصة أن فرص أنصار الله باتت أكبر لتسيد المشهد السياسي في اليمن بفضل هذا الإعتراف الأمريكي الغير مباشر بقوتها. وهذه الحقيقة تعيها فعلا كثير من دول العالم اليوم. ولنا في ردود الفعل المناوئة والمستنكرة لذلك القرار من قبل بعص الأوساط الأمريكية وبعض دول العالم لخير دليل على محاولات التقرب من هذه الجماعة ضمن سياسة توقع وتأكيد المصالح المستقبلية المشتركة مع تلك الجماعة.
وهذا هو الأهم في الموضوع برأيي.
فشكرا لك يا سيد بومبيو.
ثانيا: إن أنصار الله وغيرهم من اليمنيين والمسلمين الأحرار في العالم إختاروا لأنفسهم بأن يرفعوا شعارا صارما في وجه الإرهاب والترهيب الأمريكي في العالم. وكانوا أهلا لذلك. وما تصريح بومبيو إلا خير دليل على صدق ذلك الشعار وفاعليته كمنهج أنصاري وإسلامي حر في مواجهة ومقاومة الإستبداد الأمريكي.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
Allah (God) is great
Death to America
Death to Israel
Damn the Jews
Victory for Islam
ثالثا: إن قدر الكيانات المقاومة في العالم سواء كانت دول أو جماعات، والتي نذرت نفسها لمواجهة الإستبداد الأمريكي في العالم تعرف قدرها مسبقا، ولا يمكن لها (أو ينبغي لها) أن تهتز أو تأبه لمجرد فزاعة أمريكية حمقاء و وهمية لم ترعب أحدا من قبل، ولن ترعب أحدا الآن، ولا حتى مستقبلا.
بل وأن تلك التصنيفات والتهديدات كانت دوما مؤشر جيد ومطمن لبقاء الكيانات المقاومة لأمريكا في الواجهة لفترة أطول من أي كيانات أخرى عميلة لها.
هذا لأن زوال الدول والكيانات يكون أسرع عندما تفرط هي بكرامتها واستقلالها وترتهن لعدوها ولو بدى لها بصورة صديق.
ولنا في التاريخ شواهد كثيرة عن أنظمة عميلة لأمريكا أو غيرها سقطت سقوط مدويا، لم تسعفها العمالة لأمريكا من عدم السقوط بل وكانت أسرع سقوطا من غيرها، ولم يرحمها أحد عند سقوطها سواء كان عدوا أو صديقا. وليتعض العملاء الأغبياء من حوادث التاريخ المشهودة.
رابعا: ما عاد ينطوي على أحد الحيل الأمريكة البغيضة للسيطرة على العالم برمته وإخضاعه بأي طريقة، فما بالك بتصنيف جماعة ناشئة كأنصار الله كإرهابين، نحو تحقيق رغبات أمريكا الشيطانية ضمن ما يعرف ب (الحلم الأمريكي)، والذي يرتكز أساسا على الهيمنة على العالم ومقدراته.
فقدر تلك الدول والكيانات في العالم، و التي تحاول أن تفتك من الهيمنة الأمريكية، وتعيش مستقلة ذات كرامة هو المواجهة ولا شيئ سوى المواجهة وليس العويل والبكاء.
وأخيرا أقول:
هنيئا لكم يا أنصار الله الإعتراف الأمريكي بوجودكم على الساحة الإقليمية والدولية فقد بات وجودكم حقيقيا الآن.
ولكن استعدوا للمواجهة، واجمعوا الناس من حولكم وأحسنوا إليهم لكي تستقوا بهم، فالمواجهة القادمة شرسة وأنتم لها، حيث وربكم يناديكم لنصرته كما نادى نبيكم من قبلكم:
(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّرهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (البقرة 120).
وكما قال الله عز وجل في هذا الشأن: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون)َ (الأنفال 60)
وقال أيضا: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم 47)
اللهم فاشهد
عادل الصداقي
جامعة إب
13 يناير 2021
https://telegram.me/buratha