✍️ * د.إسماعيل النجار ||
*ما هوَ مصير الحرب في ظِل التَعَنُت السعودي؟
🔰عندما أشعلها الأميركي كانت له أهداف سياسية وأمنيات، أهمها إبعاد ما أسموه الخطر الحوثي عن السواحل اليمنية وتحديداً مَمَر مضيق باب المندب الإستراتيجي، وفرض أمر واقع جديد موالي لها تكون له اليَد الطُولىَ بتأمين ملاحة السفن التجارية الصهيونية وغيرها من الأساطيل التابعة لدوَل حلفائه في العالم،
** المأزق الأميركي كبير فيما يخص موضوع الممرات البحرية فأكثرها أما تقع تحت سيطرة القوَى المعادية لها كمضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران، وباب المندب الذي يسيطر عليه الحوثيون، أو تكون تحت مرمى نيران ألجمهورية الإسلامية وحلفائها في المنطقة، لذلك كانَ القرار الأميركي واضح بتأمين باب المندب لعدم قدرتها عن تأمين مضيق هرمز.
🔰 لَم يأخذ الأميركي بالحسبان العنصر البشري اليمني، لأسباب عِدَّة أولاً :
** وضع اليمن الإقتصادي،
**القوَة التسليحية اليمنية البدائية،
** إستخدام العنصر اليمني باليمني،
**الإستعلاء السعودي على اليمني،
🔰هذا الخطاء بالحسابات الأميركية السعودية كانَ فادحاً لدرجة أنه أوقعهم بِشَر أفعالهم ودَمَّرَ إستعلائهم وكشف حقدهم وإجرامهم وغبائهم.
** وكانَ يجب على المخططون للحرب على اليمن دراسة العنصر البشري الشمالي تحديداً، من الناحية القِبَلِيَة والعقائدية من دون نسيان أو تناسي العقيدة الحسينية ألتي تربَّى عليها هؤلاء،
كذلك كان عليهم الأخذ بعين الإعتبار تاريخ اليمنيين القديم والحديث من الناحية الأخلاقية ألتي تمنع على الفرد منهم الخضوع أو الإنكسار أو التسليم وما يؤكد صِحَة ما أقول ما حصلَ خلال عملية أسر لمقاتل يمني أُفرِغَت جعبته من الذخيرة ولَم يستطع الجنود السعوديون إعتقاله وكان يهاجمهم بأيديه محاولاً تجريدهم من سلاحهم.
**أيضاً الشعور الذي تَوَلَّدَ لدَىَ كافة فئات المجتمع اليمني بأن بلادهم تُستَهدَف كحضارة وتاريخ وتراث وثقافة ومجتمع متمرِّد على السطوة السعودية الوهابية، التي يرفض الشبل اليمني أكثر مما يرفضه الأسد منهم أن يعطيهم إياه إعطاء الذليل.
🔰 لَم ينجح الأميركيون والسعوديون والإماراتيون في تحقيق أي هدف من أهدافهم في اليَمن بَل كرَّسوا واقعاً جديداً معادياً لهم وتسببوا بكسر هيبة الرياض وأبو ظبي وصواريخ الباتريوت الأميركية التي يتباهون بها،
فبعدما كان اليمني يستأذن لدخول الأراضي السعودية براً وجواً أصبَحت صواريخهم تعبر الأجواء طولاً وعرضاً بِلا إستئذان وتَدُك عنفوانهم وسط المُدُن الكُبرَى بعزٍ وشموخ وقوَّة.
**الحرب فَشِلَت في تحقيق أهدافها وزادت من رصيد ونقاط أنصار الله وجعلتهم أسياد كل اليمن بعدما كانوا أسياد أنفسهم فقط.
**فماذا أنجزوا بحربهم عليهم؟
🔰 الإدارة الأميركية تراجعت عن تصنيف الحكومة اليمنية وحركة أنصار الله كإرهابيين وأبقَت على أسماء بعض القادة الكبار كالسيد عبدالملك الحوثي، وهذا التراجع يشبه سحب السهم المسموم من الجسد لكن جرحهُ بقي مفتوحاً وسمومه داخله، فهي لا تنفع ولن تفلح أو تنجح لأن التأييد الدولي عارم لقضية اليَمن والتعاطف مع شعبهم كبير جداً وهذا فقط كافٍ لكسر أي حظر ورفع أي حصار مهما تمددَت الأيام العصيبَة وطالت الحرب، وسيأتي اليوم الذي سيقف فيه حكام السعودية والإمارات وضباطهم خلف أقواس المحاكم الجنائية الدولية للمحاسبة ودفع الثمن.
🔰بعد ست سنوات ونَيِّف من الحرب الظالمة على الشعب اليمني لَم تنتصر أميركا وحلفائها،
كما لم ينهزم اليمن ولم يركع اليمنيون ، لذلك نرىَ سؤالاً منطقياً يطرَح نفسهُ بنفسه،
** ما جدوَى الإستمرار في هذه الحرب وإطالَة أمدها؟
**هل هيَ هواية القتل لمجرد القتل الذي إعتاد عليه السعوديون؟
*هل آل سعود لَم يرتووا بعد من دماء اليمنيين؟
**إلى أين سيؤول مصير هذه الحرب التي رفع الأميركي الغطاء عنها؟
*هل يعتقد السعودي أنه سيستطيع الحصول على ما يريد في المفاوضات بعدما عجِزَ عن تحقيقه في الحرب؟
**من المؤكد لآآ لآن العارف بالعقل اليمني يُدرِك أن مَن يحلم بهذا هو كما يدور في الفراغ كطواحين الهواء بلا فائدة حتى لو طالت حربهم القذرَة مئَة عام كحرب داحس والغبراء.
🔰 إنتصَرَ اليمن وسيعترف بنصره أعدائهِ رغماً عن أنوفهم وأن غداً لناظره قريب.
♦ ✍️ د. إسماعيل النجار..لبنان ـ بيروت
*14/2/2021
https://telegram.me/buratha