اعتبر مراقبون ان عودة قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وحكومة صنعاء للسيطرة على مدينة مأرب بشكل رسمي، هي بمثابة عملية اعلان هزيمة مدوية لمشروع تحالف العدوان بقيادة السعودية في اليمن.
وقالوا ان مدينة مأرب كانت تعتبر نقطة انطلاق لتحالف العدوان السعودي الاماراتي للترويج بسرديتهم وبطولاتهم الوهمية التي حاولوا ترويجها على مدى سنوات بانهم قادمون يا صنعاء وان قواتهم اصبحت على تخوم العاصمة، غير ان الامر انقلب عليهم بعدما باتت مدينة مأرب تحت نيران القوات اليمنية المشتركة وهي ساقطة عسكرياً منذ اشهر، ولكن هناك قرارا من حكومة صنعاء بالتأني وتأخير الحسم فيها، بسبب وساطات من قبل شيوخ القبائل واطراف اقليمية حصلت من اجل تجنيب مدينة مأرب من المعارك وتسليمها وعودتها الى حضن الوطن.
واضافوا، ان السعودية عندما تيقنت ان هناك انهيارات تحصل في مأرب وقعت في ارتباك وشنت حملة تبادل اتهامات وتخوين مع الامارات ومرتزقتها، وبالتالي تم اتهام جماعة الاصلاح والسلفيين وغيرهم، كما تم اتهام جماعة عبد ربه منصور وعلي محسن الاحمر، معتبرين تبادل الاتهامات والتخوين هذه بانها مؤشر على ان قوى العدوان انهارت.
ولفتوا الى ان السعودية اتخذت قرارا بسحب الضباط السعوديين الموجودين في مأرب دون ان يكون هناك تغطية اعلامية او حتى اعتراف، ولكنها بخطوتها قد اعلنت رسمياً بفقدان مأرب ومشروعها في اليمن.
على خط آخر، اكد مسؤولون في حركة انصار الله، ان تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية الى مدينة مأرب جاء بعد نداء وجهه اهاليها بتخليصيهم ونجدتهم من جماعات قوى العدوان ومرتزقتها لما ارتكبوه من جرائم بشعة بحق الاهالي واخرها اختطاف 8 نساء من منازلهن قضت احداهن تحت التعذيب.
واكدوا ان هذا الامر دفع بالقوات اليمنية المشتركة للتقدم نحو مأرب، كما انه يدخل ايضاً في مسار تطهير الاراضي اليمنية من قوى الغزو والاحتلال التي عاثت فساداً وتدميراً للبلاد.
في المقابل، اكد باحثون سياسيون، ان معركة مدينة مأرب هي منتهية بشكل او بآخر وان اعلان تحريرها من قوى العدوان باتت مسألة وقت.
واكدوا انه تبين من خلال أداء الجيش السعودي ومرتزقته ومن يحارب في صفوفه بانه جيش لا يمكن الاعتماد عليه ليس فقط عن حلفائه وعبدربه منصور هادي في عدن بل حتى انه غير قادر عن الدفاع عن نظام آل سعود نفسه.
ولفتوا الى حقيقة مفاجئة وهي ان تواجد القوات السعودية ومن يحارب معها في مأرب، انما يأتي من اجل الدفاع عن النظام السعودي نفسه، وقالوا ان الجميع يعرف بان الحدود السعودية اصبحت مخترقة بشكل منتظم ولم يعد المجال الجوي السعودي آمناً للدفاع عن النظام السعودي، لذلك اصبحت هناك ضرورة على الاقل في الداخل السعودي المتململ باتخاذ اجراءات لرأب الصدع في ظل الازمة الاقتصادية التي تعصف به، فيما يتعلق باحوال معيشية قاسية والتي تسوء يوماً بعد يوم في الاراضي السعودية .
واوضحوا، انه بات من الضروري على النظام السعودي اتخاذ خطوات استراتيجية على الاقل لكي لا يسقط بسرعة، خاصة بعد وقف صفقات الاسلحة الامريكية التي كانت تضخ للسعودية في عهد ترامب شطف خلالها كل ما تبقى في السعودية من دولارات ولهذا عملت الادارة الامريكية الحالية بتجميد عملية الصفقات القادمة وليست الصفقات التي مضت سواء مع السعودية او الامارات ما شكلت صدمة لكليهما.
https://telegram.me/buratha