فهد الجبوري ||
دخلت الحرب الظالمة التي شنتها السعودية وحلفائها على اليمن يوم أمس ٢٥ مارس / آذار عامها السابع ، وخلال ست سنوات من الهجمات الجوية ، تعرضت اليمن وشعبها العربي المسلم الى كارثة إنسانية كبرى تكاد تتفق كل الأوساط والمنظمات الإنسانية في العالم على وصفها بأنها أسوأ كارثة بشرية في التاريخ الحديث .
وتؤكد التقارير الموثقة التي تنشرها الوكالات التابعة للأمم المتحدة ، والمنظمات غير الحكومية ، إن حوالي ١٦ مليون يمني يعيشون في ظروف المجاعة ، وإن ٢ مليون ونصف المليون طفل يعانون من سوء التغذية وذلك بسبب هذه الحرب المدمرة والتي طالت البنى التحتية الفقيرة وجعلت عملية اعادة إعمارها مهمة صعبة وباهضة التكاليف .
ومن التقارير الجديدة التي تحوي على أرقام صادمة هو تقرير نشره الخميس ٢٥ مارس /آذار مشروع " معلومات اليمن " حيث قال إن التحالف الذي تقوده السعودية نفد ما لايقل عن ٢٢,٧٦٦ غارة جوية في اليمن ، وإن ما يقارب من ٦٥,٩٨٢ ضربة جوية نفذتها القوات السعودية لوحدها منذ أن بدأت حملة القصف في عام ٢٠١٥.
وقال التقرير إن ثلث المواقع التي قصفت هي مواقع مدنية غير عسكرية من بينها المدارس والمستشفيات والأحياء السكنية .
وطبقا لهذا التقرير فإن الحملات الجوية التي كانت دولة الإمارات شريكة فيها قد أدت الى مقتل ٨,٧٥٩ مدني وجرح ٩,٨١٥ آخرين .
ومنذ العام ٢٠١٥، نفذ التحالف بقيادة السعودية ١٠ غارات جوية كمعدل يومي ، وإن ٢٩٪ من جميع الضربات الجوية استهدفت مواقع مدنية .
وبعد ست سنوات من الحرب ، يوصف اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، مع وجود ٢٠ مليون و٧٠٠ ألف إنسان أو ٦٦٪ من السكان ، من بينهم ١١ مليون و ٣٠٠ ألف طفل ، في أمس الحاجة الى المساعدة .
إن تلك الحرب قتلت أكثر من ٢٣٠ ألف إنسان ، وتسببت في انتشار الأمراض والأوبئة ، وأوصلت اليمن الى حافة المجاعة .
وكل هذه الشواهد والمعلومات الموثقة عن كارثة اليمن لم تحرك الضمير الإنساني للعمل من أجل إنقاذ شعب يتعرض بأكمله للإبادة الجماعية من قبل حكومة ظالمة مازالت تعتقد أنها في مأمن من العقاب بسبب تواطؤ الاستكبار العالمي معها ، وتقديم كل أشكال الدعم لها لإدامة أسوأ حرب عرفها التاريخ الحديث .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha