✍️ * د. إسماعيل النجار ||
*ماذا بعد سقَوط مأرب؟
🔰 هل ستقتل السعودية عملائها لتخفي أسرار جرائمها في اليَمَن؟
سؤال بديهي وواجب والجواب عليه بسيط جداً وسهل للغاية.
** ففي كل عدوان يجري من دولة على دَولَة أُخرَى يلعب العملاء والخَوَنَة والمرتزقة دوراً رئيسياً فيه وأحياناً يتقدم دورهم على دور المعتدي الأصلي ليصبح ملكاً أكثر من الملك، تماماً كما حصلَ ويحصل كل يوم في الحرب الظالمة التي شَنَّها تحالف العدوان الأميركي السعودي على بَلَد صَدَّرَ الأصالة والعروبة الحقيقية لجيرانه، ومنه تنحدر أغلبية أصول القبائل العربية التي تسكن بلاد نجد والحجاز وبلاد الشام.
**اليَمن السعيد...
جعله محمد بن سلمان اليمن الحزين لأنه شبيه أجداده كما اقترفت ايديهم اقترَفَت يداه لا بَل أكثر منهم بكثير،
**عدوانهُ على اليمن الذي دخلَ عامه السابع لم يحصد له إلَّا الخزي والعار، رغم استجلاب عشرات الآف المقاتلين المرتزقة والإرهابيين من كل دوَل العالم في اضخم تحشيد لهؤلاء المرتزقة على ارض دولة عربية، بالإضافة إلى اكثر من ١٧ دولة شاركت جيوشها بشكل مباشر في الحرب على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا،
أما وبعد إن فرغَت أيديهم كما فرغَ بنك أهدافهم في ذلك البلد الطيب، وبعدما دارت الدائرة فوق رؤوسهم وبآن فشلهم وخزيهم واختلفوا وتنازعوا واقتتلوا فيما بينهم، إنقلبت الآية وأصبحَ المُعتَدَىَ عليهم في موقع الهجوم،
والمُعتَدي في موقع المدافع المهزوم المأزوم، بقيَت لهم محافظة مأرِب الغنية بالنفط والغاز آخر معاقل إبن سلمان في شمال اليمن، فبادرَ أنصار الله بالزحف نحوها من عدة جبهات،
السعوديون حاولوا الدفاع عن المحافظة لمنع سقوطها بالوكالة وزجوا بالآف المقاتلين المرتزقة والإرهابيين إلى ارض المعركة فيها لكن ذلك لم يمنع رجال الله من التقدم واحتلال كافة المناطق والجبال المحيطة بالمدينة حيث سقطت أقوى واكبر معاقلها (الطلعة الحمرا) من الجهة الغربية للمدينة بعد سقوط معسكر مآس العظيم على حدود المحافظة وباتت قوات صنعاء على مسافة كيلو مترات بسيطة من أسوارها تتقدم لتُهيئ نفسها لاقتحامها والتقدم إلى الداخل.
**السعودية زَجَّت بكل ثقلها الجوي في أرض المعركة في آخر محاولة منها لكبح جماح تقدم قوات صنعاء لكن الأمر لم يأتي لها بجديد فتلَقَت الهزيمة تلو الأخرىَ،
فسارعت الى الصُراخ في المحافل الدولية وبدأت بتحريك الدبلوماسية علها تنفع لكن صنعاء لَم تسمع إلَّا دَوِي المدافع ونيران الرشاشات في الميادين،
** بدأ الريال السعودي يتدفق إلى الجنوب في آخر محاولة من بن سلمان لتحفيذ الضباط اليائسين من الإستمرار في المعركَة لكن دون جدوَى فالخوف والخلافات كانت أكبر من أن يُرَوِضَهُم الريال لعضهم تراجع وبعضهم فَرَّ مع الأموال التي قبضها،
**بدورها القبائل داخل مأرِب إنقسَمَت بين مؤيدٍ لحكومة صنعاء وبين محايد في المعركة، والإرهابيين المحاصرين داخل المدينة لَن يُسمَح لهم بالخروج والإنتشار خارجها في مُدن الجنوب توخياً للأخطار التي ستنجُم عنهم إذا ما تمكنوا من السيطرة عليها،
** من هنا نستطيع القول أن المعركة أصبحت أصعب وستواجه القوات المتقدمة(أنصار الله) مقاومَة شرسَة داخل المدينة بعدما إنقطع كل رجاء مع قوات هادي بالإتفاق على التسليم، إلَّا في حال وقعَ صدام عسكري بين المرتزقة وتفرق شملهم وقرروا الإستسلام وهذا أمر غير مُستَبعَد.
**الإستخبارات الدولية لكل المشاركين في العدوان شعروا في الخطر الداهم من سقوط المدينة لَمَآ لها من رمزية سياسية وعسكرية وأقتصادية وجغرافية،
وضماناً لعدم البَوح في الكثير من الأسرار التي يعرفها المسؤولون الكبار وبعض الضباط القادة اللذين بدأوا يميلون إلى العودة إلى حُضن الوطن والإستفادة من قانون العفو العام الذي أصدرته القيادة اليمنية في صنعاء وإنفضاح أمرهم،
قَرَّرَ المُشغلون الأميركيون والسعوديون والإماراتيون تصفية هؤلاء وإنهاء حياتهم لتُدفَن معهم أسرار حقَبَة دموية كبيرة طالت لأكثر من ست سنوات قد تقيهم قَدَر الوقوف داخل قوس المحكمة الجنائية الدولية إذا ما بقيَ هؤلاء على قيد الحياة واعترفوا فيما بعد بما فعلوا وما يحتفظون به من أسرار من الحرب الظالمة التي شاركوا فيها.
** المعلومات الأولية تفيد أن عشرات الضباط والشخصيات الرفيعه الموالية لحكومة هادي والمجلس الإنتقالي لَقوا حتفهم في ظروف غامضة نُسِبَت أسباب موتهم لظروف مختلفة وأن وزارة دفاع هادي فتحت تحقيقات في هذه الوفيات الغريبة ولكنها لم تصل إلى أي نتيجة تُذكَر.
**أعداد القتلَى وضحايا الإغتيالات ستزداد في الأيام والأسابيع القادمة في الجنوب حتى بعد سقوط مركز مدينة مأرب بالكامل، وربما أن مُدُن الجنوب اليمني بالكامل ستكون على موعد مع الحرب الداخلية الطاحنة بين المجاميع المسلحة ستطيح بما تبقى من هذا البلد وستترك آثاراً سلبية على حياة المواطن فيه، وربما أن الدوَل المُشَغِّلة لهم ستتجه إلى إعلان تقسيم اليَمن والإعتراف في دولة الجنوب إتقاءً لإستمرار قوات صنعاء بالزحف نحو العاصمة الثانية عَدن وحمايتها وعدم إحتلالها.
🔰 السؤال المطروح هُوَ :
** هل سيستمر الزحف اليمني الشمالي بإتجاه الجنوب أم أن مأرِب ستكون محطتها الأخيرة؟
*الجواب يكمن في رأس السيد عبدالملك الحوثي ومساعديه
لكن ما نتمناه كمواطنين عرب هوَ أن يكون اليمن واحداً موحداً عزيزاً قوياً مقتدراً بجنوبه وشماله تحت رايته حفظه الله.
✍️ * د.إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha