✍️/عبدالجبار الغراب ||
مساعِ أممية حثيثة ومتواصلة, وتصاعدت وتيرتها التحركية خلال هذه الأيام القليلة الماضية والمستمرة حاليا وفق برنامج عمل محدد رسمتها وحددتها القوى الإستكبارية , وعبر صولات وجولات عديدة تم للمبعوثين للأمم المتحدة الى اليمن التنقل بين دول عديدة في المنطقه لوضع تصورات ومقترحات لحلول الأزمة اليمنية, وتماشت ضمن مستويات وآفاق مختلفة بعضها تتوافق مع ما يملئ عليها من تعليمات للعمل حولها وهي غالبا موضوعه ضمن مصالح قوى الشر والاستكبار , وبعضا منها بما يواكب معطيات الواقع المفروض وهو متاح لها للأخذ عليه والبناء من خلالها على حلول اوجدتها الوقائع , ولهذا سارت الأمم المتحدة في منوالها المتناقض وبوضوح , ووفق أجنده وأهداف من أنشاؤها, ولمصلحة المتحكمين بها, تم وضع الخطط والآليات المعتمدة للسير حسب منهجهم المختار وأساليبهم المشاهدة والمتابعة والواضحه, فتكرست للجميع عدم الوثوق بمنظمة حجمها عالمي بقوامها الكبير والنافذين كأمريكا وبريطانيا وفرنسا كمحور متنازع امام قوتين اختلافت عنهما حاليا كروسيا والصين ليكون للخمسة الكبار صناعه القرارات وتعطيلها حسب ما أعطيت لهم من نفوذ في مجلس الامن و باستحواذهم على حق استخدام النقض (الفيتو) ومع كل هذا تصاعدت هذه القوى في بلوغ مرامها وهدفها في خلق القوه العظمى وعدم استفراد أمريكا بها, وهي سرعان ما تقلصت نفوذ الأمريكان عالميا وأصبحوا في وضع محرج للغاية لأسباب عديدة وممارسات وافتعالات أحاديه الجانب خلقت على أثرها مواقف عديدة لمعظم الدول وأعلنت وقوفها ضد مشاريع وخطط أمريكا العبثية في الاستحواذ والسيطرة على بلدان ونهب ثرواتها وتدميرها.
هنا دآبت الأمم المتحدة في مسارها لخلق الحلول وإيقاف النزاعات حسب الأهداف من إنشائها كصورة فقط للترويج ليس لوضع الحلول, ومن هنا وعلى مدار سبع سنوات كان للأمم المتحدة دورها في اليمن فقد أرسلت لها ثلاثة مبعوثين لوضع آليات للعمل من اجل الأخذ بها للبناء لخلق حلول لإخراج اليمن من الصراعات والأزمات المفتعله بمخططات خارجيه, ليكون للعدوان الخارجي افتعاله للجرائم وتدميره للمقدرات وقتله للسكان وتشريده لملايين المواطنين اليمنيين واحتلاله للعديد من المدن اليمنية وجزرها ونهب ثروات اليمن, ومع رحيل المبعوث الأول الأممي الى اليمن جمال بن عمر وقدوم اخر جديد اسماعيل ولد الشيخ لم تحقق الامم المتحدة ما وجدت لأجله ولكن كان لتأمرها ظهوره في دعم العدوان وأسلوبها في مساعده الأمريكان لتحقيق أهدافه المنكسره والخاسره امام صلابه المقاتل اليمني, وما ان جاء الممثل البديل العربي اسماعيل ولد الشيخ ومن بعده البريطاني مارتن غريفث ليبرز دور بريطانيا بالمكشوف لاجل تحقيق ما عجزوا عنه عسكريا , ومع هذا كان للانتصارات اليمنيه التى حققها الجيش واللجان الشعبية قاصمة لظهور العدوان مما حيرت فرص الأمم المتحدة في فرضها للشروط على اليمنيين لتحقيق اختراق, وما كل التأخير والمماطلات الأمميه في الخروج بحلول عادلة للشعب اليمني , كانت للأحداث المتسارعه حقها في قلب الموازين فحدث تقدم سريع للجيش واللجان الشعبية وأصبحت اقرب من اي وقت مضى لتحقيق سيطرة كامله على محافظه مآرب وتحريرها من تحالف العدوان.
من هنا هرعت الأمم المتحدة الى تقديم العديد من الرؤى لانهاء الحرب في اليمن واضعه في جعبتها إنقاذ محافظه مآرب من التحرير , فكان لقيادة المجلس السياسي الأعلى حكمته في قبول محادثات كمخرج عادل شامل لحلول تخرج كامل اليمنيين من فضاعه المشاكل والحصار الذي طال , ولكن كانت للتحايلات والذرائع أساليب وحسابات اتخذها تحالف العدوان والأمم المتحدة كمحاولات لإيقاف تحرير مآرب, لليشتد الحصار المفروض على اليمنيين وبإستمرار همجي وجبان تم احتجاز متواصل لنقلات النفط والغاز والغذاء والدواء ومنعها من الدخول الى اليمنيين عبر ميناء الحديده وهي قد أخذت جميع تصاريح الدخول والموافقة من الامم المتحدة, وهنا لم يكن للأمم المتحدة مواقفها الصريح الداعي الى دخول ناقلات النفط والغاز والسماح لها بالعبور ضمن ما هو متفق عليه, لكن سارت على منوالها الداعم للتحالف العدواني لأغراض تحقيق أهداف تكون له كورقة ضغط لقادم مفاوضات ستضع من خلالها الابتزاز الإنساني كورقة تفاوضيه بديله للخساره العسكرية لتحالف العدوان.
أوراق إنسانية بنت في وضعها وترتيبها الأمم المتحدة لفرضها ورقة ضغط للحوار مع وفد صنعاء التفاوضي, وسارت على هذا الصعيد المتخذ من الحصار وإدخال النفط والغاز والغذاء وفتح مطار صنعاء لتحقيق انتصار عجزت قوتهم العسكرية عن تحقيقها طوال سبع سنوات, ومع دخول المبعوث الأمريكي على خط التفاوض لوضع المخارج توضحت النوايا والمحاولات بوضوح اكبر من السابق, وادخالهم لمبادره السعودية كمنطلق للحلول, ولكن كان لنفس منهجهم الاستعلائي الهمجي بمقايضه الملف الإنساني للتحاور عليه شرط إصرار لوضع مقدمة للمفاوضات.
لتتوالى المحاولات الأمميه المستتيمه في تحقيق نواياها في تأخير الحسم العسكري الأكيد لتحرير مأرب, ولبروز الردع المذهول الذي حققه الجيش اليمني واللجان على مختلف العمليات العسكرية وبضرباته الصاروخيه وطائراته المسيرة وبظهور مختلف الصناعات العسكرية ووصولها لداخل العمق السعودي ولأبعد من هذا: دكت مصافي ارامكو في مناطقها العديدة , فأحدثت هلع كبير ومخاوف طالت الغرب وأمريكا وخوفها على نفطهم في السعوديه, ومع الانتصار العظيم الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته الإسلامية على كيان العدو الإسرائيلي, كان للتحرك السريع لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفث ظهوره الجديد في المنطقة ومقابله الوفد الوطني بسلطنه عمان, ولكن نفس المنوال وورقة الابتزاز الإنساني ملازمة له وغير مفارقة, ومع العملية العسكرية النوعية للجيش اليمني واللجان داخل العمق السعودي في محور جيزان تأكدت مخاوف العدوان وسارع مبعوث أمم العار والارتهان للذهاب الى صنعاء بعد غياب طيلة أكثر من عام ليقابل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي استمع منه الى وضوح تام وقيم كامله ومبادئ سامية موضوعه من اول يوم ان الشعب اليمني له مطالب واضحة وعادله وكامله إيقاف العدوان ورفع الحصار وعدم المقايضه بحقوق الإنسان لجعلها أوراق بديله لتحقيق انتصار على حساب معاناه الناس, وما تصريحات المبعوث الأممي وتعابيره التى سردها في مؤتمره الصحفي في صنعاء عن شعوره بالإحباط الداخلي الا فشل متكرر لعدم تحقيقه مساعي العدوان وأمريكا وإسرائيل لإيقاف تحرير مآرب وانتصار سياسي على حساب الملف الإنساني.
والله اكبر وما النصر الا من عندالله.
https://telegram.me/buratha