إكرام المحاقري ||
مواقف خلدها التاريخ الإسلامي في أنصع صفحاته، حيث قامت قائمة للدين بدماء الصادقين، حين بذلوا أموالهم واروحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل نصرة المستضعفين، ومن موقف (ابو الفضل) العباس في كربلاء، إلى أبو (فاضل طومر)، وجميع الابرار في اليمن، قد تجلت معجزات الله تعالى واقعا جليا لمن جهل عظمة المجاهدين في سبيل الله.
كانت قصة عظيمة لمن استحضر النصر في قلبه وجعل الجنة نصب عينه، وكان رضى الله هو شهادة تقديره، هناك حيث تجسد الوفاء والإخاء ملاحم بطولية خيالية حركت عقارب الساعة إلى ما قبلها لنستحضر عظمة الباذلين في سبيل الله ونقف وقفة إجلال لمن اجتاز وابل من الرصاص الحي، وهو يحمل صديقه على كتفه، وكانت تلك حقيقة معجزة عظيمة، وجميعهم اولياء الله.. وجميعهم تخرج من مدرسة الحسين عليه السلام.
كان الموقف العظيم والصارم لـ أبو فاضل قد جسد ما تحمله الثقافة القرآنية من مبادئ نوارنية وخُلق عظيم ورحمة اختصها الله للعالمين، وفي طرفة عين تناثر كيد العدو مع هبة ريح لطيفة ويبقى الأثر، وهذا أثر الصالحين من عباد الله يُضرب بهم المثل في وقت الشدة والبلاء، هم الصادقون حقا، وهم القادة إلى صراط الله المستقيم.. (ونكتب ماقدموا وأثارهم).
وماعلينا تامله في تلك المشاهد ونسبح الله ونحمده عقبها على ما هدانا إليه، هو: لماذا لم نرى لاي مرتزق موقف واحدا مثل هذه المواقف؟! لماذا لم نلتمس منهم سوى التخاذل والفرار وترك اصدقائهم خلف ظهورهم جرحى يعانون سكرات الموت؟! فـالإجابة واضحة، فمثل هؤلاء هجرته لما هاجر إليه، لا يمتلكون قضية ولا هدف يضحون من أجله، بينما (جند الله) قد جسدوا الدين ومثلوا قصص القرآن الكريم، وطبقوا آيات الذكر الحكيم، واصبحوا بذكرهم قرآنا يتلى آناء الليل واطراف النهار، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.
https://telegram.me/buratha