احترام المشرف ||
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (23)} [سورة اﻷحزاب 23]
إذا لم يكن هناك توثيق مصور لمَ قام به أبا الفضل العباس، في كربلاء فهاهى آلة التصوير توثق ماقام به أبا فاضل طومر، في الجوف وماكان وحدث فى اللطف يعاد في اليمن، رجال كربلاء. موجودين في اليمن، رجال سبقو أعمارهم الزمنية، فهم لم يسمو صغار أبداً لأنهم ولدوا رجال،
سيدى أبا فاضل من كتبوا عنك قبلي كانت عبارتهم وكلماتهم إليك بدايتها ياولدى، ولهم كل الحق فأنت فى عمر الزهور المتفتحة ويتمنى كل أب وأم أن يكون لهم فارس مثلك،
أما أنا فلم أرى إلا طودا كبيرا شامخا. يقتحم الفيافي غير آبه بوابل النيران المنهمل عليه من كل حدب وصوب، وكيف للطود أن يخشى وكل شيء دونه صغير،
أعدت النظر. مرات ومرات لعلي أرى الشبل وهو يصول في ميدان الوغى، فلم أرى إلاضرغام كبير قد تسمرت الريح عندما رأته، يسابقها. حاولت النظر في ذلك المشهد، بالمنظور الذى شاهدوا به الفارس اليافع؛ ولكني لم أرى إلا سيدا كبيرا أخا له ولد قبلنا جميعا،
فكان لأبد لى بأن أخاطبك وأنديك بسيدى الكبير، فأنت كبير كبير،
سيدى أبافاضل، لقد أمضيت عدة أيام بعد أن ارتقيت شهيدا، وكنت أطالع بنهم كل ماكتب عنك وأحسدهم أن استطاعوا أن يطوعو الكلمات لترقى لوصفك، وكلما هممت أن أكتب. وأصف ماوصفوا أقف على قارعة الكلمات، ولاأجد ما أقول، فعرفت حينها سيدى أننى ما زلت صغيرةً في تطويع الكلمات في وصف الكبار .
تركت الكلام عنك، وقررت أن أكتب. عنما أحدثه مشهد سيدى أبافاضل طومر في نفسيتي،
سيدى أبافاضل لقد رأيت فيك ماكنت أتمنى أن أراه عندما اقرأ عن الإمام علي في الخندق، وهو يواجه عمرو ابن ود، رأيت الإمام الحسين في ساحة كربلاء، رأيت ابو الفضل العباس. وهو يسعى في سقى العطاش في يوم يشبه يومك وموقف يكاد يكون موقفك،
رأيت فيك ماكنت أتمنى رؤيته من أعلام الهدى ومالاقوه من أعدائهم وكيف كان صمودهم وثابتهم حتى ارتقوا شهداء، فعذرت قلمى إذْ وقف أمامك أبكم. وقد جف حبره. وانحنت ريشته. في حياء وخجل. أمامك وعذرت كلماتي وهي تعتذر لي أنها لم تجدفي موسوعتى البلاغية مايرتقى إليك،
سيدى أبافاضل. لقد حزت من الفضائل ماكان جدير بك وكان لك من لقبك نصيب وافر،
السلام عليك سيدى أبا فاضل.
https://telegram.me/buratha