عبدالملك سام ||
هذا ليس إعلان لشركة تبيع الحديد او بائع متجول يبيع أكوابا زجاجية ، الموضوع هو أني كيمني لم أجد وصفا أصف به هذا الشعب المذهل إلا بأنه شعب أصلب من الصلب ؛ والسبب أنني عندما أفكر في الظروف السيئة التي حاول العدوان أن يفرضها علينا لنركع أشعر بالدهشة لسببين.
الأول: هو مدى الحقد غير المبرر الذي يكنه نظام آل سعود للشعب اليمني الطيب منذ أن زرعت بريطانيا هذا الكيان القذر حول مكة ، فهم لا يتورعون عن فعل أي شيء وبأي طريقة مهما كانت قذرة ، ولا يخفون عداوتهم وأحتقارهم لنا حتى في تعاملهم مع الخونة العملاء اليمنيين الذين أرتضوا أن يلعقوا أحذية آل سعود ويشاركوا في قتل وتعذيب شعبهم لأجل الفتات الذي يرمى لهم أو بدونه حتى !!
أما السبب الثاني لدهشتي : هو عندما أفكر بما فعله آل سعود بهذا الشعب المستضعف منذ بداية ظهور بذرة الشر في أرض نجد وحتى يومنا هذا ، ورغم كل ما سبق وما سيأتي ما يزال هذا الشعب صامدا ، بل وبنظرة بسيطة إلى الشارع ستكتشف أن الناس يمارسون حياتهم بشكل شبه طبيعي ، ولو أطلع آل سعود على أحوال الشارع لولوا فرارا وقهرا ورعبا !! فهم متأكدون تماما بأنهم قد أستخدموا أوسخ ما خطر ببال الشياطين من حيل واساليب قذرة ، ورغم هذا كله يمارس الناس حياتهم بشكل عادي ، فيتزوجون ويفرحون ، ويحتفلون بالأعياد والمناسبات ، ويخرجون في رحلات ، ويذهبون للجبهات ، ويتزاورون رغم العدوان والكورونا والحصار وكل ما يفعله المعتدون بنا ، وكلنا مؤمنون وننتظر يوم النصر والثأر !
لو حصل ما حصل بنا مع شعب آخر لانهار وتدمر وفني منذ سنوات ، حتى أمريكا نفسها ما كانت لتصمد وهي محاصرة وجيشها قد تم تفكيكه وشعبها يعاني من مشاكل داخلية ولديها رئيس رأسه كرأس الدنبوع !!
أضف إلى ذلك أن النظام السابق قد سمح لهم بالتغلغل إلى أدق التفاصيل ، ولدينا حزب كحزب الإخوان الذي لا يفهم شيئا سوى ما قاله أمير الجماعة الذي هو في الغالب يعيش في خارج البلد (تركيا ربما) ويقرر ما يشاء ، أضف إلى ذلك مشاكلنا الاقتصادية والفساد المزمن ، وأيضا تسلط شرذمة من الموميات لتتقاسم كل شيء فيما بينها حتى الشعب !!وغيرها من المشاكل والمصائب التي كنا نعاني منها سابقا والتي جعلتنا نعتبر العدوان شيئا شبه معتاد ؛ فنحن في عدوان منذ أن آتينا للحياة تقريبا !
المهم ماهو آت ، فنحن بحاجة لأن نعمل معا لتخفيف ما يتم التخطيط له حاليا ، ورغم معرفتي بأننا سنتخطاه ونتخطى ماهو أكبر مما يدبرونه ، وأعرف جيدا أنهم سيتعبون وسيعانون من مشاكل ومصائب لا حصر لها بسبب إستعلائهم وتكبرهم على شعب طيب كالشعب اليمني ، ونتيجة أيضا لفسادهم وشرهم وخبثهم ، ولكني وجدت أن سبب قوتنا يكمن في إستضعافهم لنا وعدم فهمنا ، وأننا رغم ما فعلوه مانزال محافظين على شخصيتنا الفريدة ومحبتنا وأسلوب عيشنا مع بعض ، ولا سبيل لكسرنا إلا إذا أستطاعوا - لا سمح الله - أن يفسدونا لنكون مثلهم ، لذا فمحافظتنا على ديننا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا هو سر صمودنا ، ونحن شاهدنا كيف تغير البعض منا فسقطوا تحت الأحتلال الذي يذيقهم الذل والهوان في معسكرات التعذيب وفي الشوارع والساحات ، وكما كان يقول والدي رحمه الله : الله معنا ولا نخاف.. ودمتم بود يا شعب اليمن العظيم .
https://telegram.me/buratha