اليمن

صلصة الوطن !

2157 2021-09-04

 

عبدالملك سام ||

 

تعبت من الكلام مع حضرة المسؤول "المهم" ، فهو لا يحب أن يسمع إلا صوته هو ، وفي برجه العاجي يشعر بالفخر بنفسه وهو يجرب أبتكاراته علينا ، ودائما ما يشعر بالضجر من سماع رأي يخالف رأيه ! لذلك سأخرج للشارع اليوم لأتحدث في السياسة والاقتصاد مع مواطنين آخرين بسطاء من عامة الشعب ، الست فردا من الشعب ؟! وكل واحد منكم فرد من الشعب أيضا ؟! وككل يمني نحب أن نتكلم في أي موضوع بحرية وإسهاب ، إذن دعونا نتكلم ببساطة ..

في البداية أنا لم أقصد بكلامي مسؤول بعينه ، بل عنيت أي مسؤول بيروقراطي معتد بنفسه لدرجة لا يقبل معها أن يسمع لأي مواطن آخر ! ودعوني أذكر مسؤولنا العزيز بقول الإمام علي (ع) : "من شاور الرجال شاركهم عقولهم" ، أو كما قال . فلا عيب أن نسمع من بعضنا البعض ، فربما أن مواطن بسيط يستطيع أن يلهمك لفكرة تساعدك في عملك ، ولا شيء متوفر لدينا كالكلام ! فما الضير في ذلك ؟!

أذكر مرة أني كتبت مقالا في سنوات العدوان الأولى بعنوان "لكم عملتكم ولي عملتي" ، وكان هذا قبل أن أفكر بأن أنشر مقالاتي ، وكانت فكرتي يومها أن يتم فصل العملة القديمة عن العملة الجديدة التي طبعها العملاء وأغرقوا السوق بها ، واعتبارها عملة مختلفة ! وبصراحة لا أعلم من نقل الكلام ، أو ربما من خطرت له ذات الفكرة ، ولكني فوجئت - ويالسعادتي - بعد فترة بقرار فصل العملة القديمة عن الجديدة ، وأنا هنا لا أدعي أنني صاحب الفكرة الوحيد أو أطالب بمكافئة لا سمح الله ، ولكني سعيد بأن الفكرة طبقت وأفادتنا كثيرا ، وهذا دليل على أهمية أن نستمع بعضنا البعض .

لنتكلم في موضوع آخر .. مثلا دعونا نتكلم عن تجربتي مع الصلصة ! نعم الصلصة .. قررت في أحد الأيام أن أجرب كيف كان يعيش أهلنا قبل عصر الصلصة ، وبالفعل أشتريت الطماطم وطلبت من زوجتي أن تطبخ الإدام (الطبيخ) بدون صلصة ، ولكم أن تتخيلوا دهشتي من المذاق اللذيذ للطعام ! جربوه ولن تندموا .. المهم ، بدأ الهوس بالموضوع يستهويني ، وبدأت أحاول قدر المستطاع أن أستبدل المعلبات بمنتج محلي ، وبدأت أمشي مزهوا وأنا أتخيل أني شخص وطني ، فأنا أفيد أبن بلدي صاحب المنتج أولا ، ولا أعطي المال لعدوي الذي يحاصرني من جهة ، ويغرق أسواقنا بمنتجاته من جهة أخرى ..

المهم ، فقد تطور الموضوع أكثر ، وبدأ صاحب البقالة يشعر بالضجر من زبونه الذي لا يشتري إلا بعد أن يقرأ أين صنع المنتج الذي سيشتريه ، وحتى زوجتي بدأت تقلق من قضائي وقت أطول كلما ذهبت لأشتري شيئا من السوق ، وغالبا أعود بمنتح محلي قد يحتاج وقتا أطول ليستوي ، ولكن .. أتعلمون ؟! أنا أشعر بالرضا وأنا أفكر بأن هناك مزارع يمني ، أو صاحب معمل وطني ، يستفيد مما أشتريه أنا ، وأشعر بأني وفرت الكثير على نفسي وعلى بلدي ، كما أني أشعر - والله يشهد على صدقي - بأن صحتي أفضل بعد أن أستبدلت السمك والخضار والفواكه والعصائر الطازجة محل المعلبات التي كنت أشتريها ، وأصبح مذاق المأكولات ألذ وأشهى .

أنا لا أحاول أن أنظّر ، ولم أتكلم عن المقاطعة الاقتصادية التي هي برأيي مشروع عظيم تأخر تطبيقه كثيرا للأسف بسبب جمود الكثير من العقول خاصة التجار المحليين الذين لا يفكرون إلا بالربح السريع .. أنا أتكلم بشكل مبسط مع مواطنين يمنيين مثلي ، ولكم حرية التجربة فهي خير برهان ، فقط أرجو ان تشاركوها مع الآخرين لو أعجبتكم ، فما رأيكم ؟! ولنبدأ من الصلصة !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك