عبدالملك سام ||
بالأمس كان النظام السعودي وأزلامه يتحدثون عن دخول صنعاء عقب الخيانة التي جرت في نهم ، وهي أقرب نقطة وصل فيها العدوان لحدود حسم المعركة لصالحه ، وبحسب إعتقاده فقد كان هذا كفيل بسحق أنصار الله نهائيا ، وبحسب كلامه فإن هذا كان نهاية تدخله في اليمن . لكن الحقيقة بأنه حتى لو حققوا ذلك بدخولهم صنعاء فإن جعبة أزماتهم ما كانت لتنتهي ، ورصيد الحقد الذي يحملونه لليمنيين مايزال مليئا بالنوايا الشريرة ، وكل ما يفعلونه في الساحة اليوم يدل على ذلك !
الحصار لم يفك ولن ينفك عن تلك المناطق التي أحتلوها ، وما يسمونه "شريعة" ماتزال رهينة فنادق الرياض ، وما أنشئوه لتكون "حكومة" ماهي إلا واجهة لتمرير ما يقرروه هم بحق شعب كامل . فرئيس لا يتعدى دوره إلا أن صار "بغلا" يأكل ويشرب ويعربد في غرفته ، أما في غرفة الإجتماعات فهو يسمع فيطيع ، طبعا هذا لو كانوا يكترثون للاجتماع به أصلا ! وأتباعه يشكون للسعودية ما يواجهونه من أعتداءات على أيدي من تدعمهم السعودية أيضا !! وهم مذعنون لها سواء بمقابل أو بدون مقابل ، وعلى مذبح الغباء قدموا آلاف القتلى والجرحى لإرضاء سيدهم السعودي .
أما الشعب في الجنوب ، فهو قد أحاط نفسه بالكثير من علامات الإستفهام والإستغراب ؟!! وقرر أن يطئطئ رأسه ويتفرج على ما يحصل له بصمت ، ربما منتظرا معجزة كمعجزة سيدنا موسى عندما فلق البحر ! منعوا عنه الرزق وأعطوه الوعود وقاسموهم أنهم لهم من الناصحين ، وكثرت الأختلالات والأغتيالات والبطش ، وأنتشر الإرهاب في ظل رعاية سعودية ، وأنتشر الفساد وأستمر الحصار وأغلقت المنافذ ، وكل هذا خوفا من "البعبع" الشمالي ، وفي الحقيقة فنحن لا نعرف ماذا سيفعل الأعداء أكثر لو كان هؤلاء هم الأصدقاء ؟!!
هذا النموذج يؤكد أن الحل يكمن في خيار المقاومة ، وكم أكدنا أن الحل يكمن في البداية بالاعتراف بالأشياء كما هي عليه حقا ، فهذا (احتلال) لا يمكن أن يحرر أرض ويحميها ، وهؤلاء (سعوديون) لا يمكن أن يحملوا خيرا لليمنيين ، وهؤلاء (عملاء) لا يصح أن يكونوا زعماء وطنيين ، وهؤلاء (أرهابيون) لا يمكن أن يحققوا أمنا وسلاما ، وما يتم هو (أغتصاب) ولا يمكن أن تسميه نكاحا شرعيا ! وقد قالها مسؤول سعودي في لحظة تجلي : وكأنكم تسألوني لماذ تضرب زوجتك ؟!!
أما الخطوة التالية فتكمن في مواجهة مخاوفنا التي زرعها الإحتلال في قلوبنا ؛ فلو قال العدو بأن فلان سيء فبإمكاننا أن نتيقن من ذلك بأنفسنا ، وحتى لو تيقنا بأنه سيء فعلا فهذا ليس مبررا أن نقبل بأن يعاملنا الآخرون معاملة العبيد ، ولنبداء بحماية أنفسنا وبلدنا بأنفسنا ، ولنتحرك كالأحرار الذين واجهوا عدوا أشد من هؤلاء السفلة الأقزام وأنتصروا ، فكلما تأجل تحركنا كلما واجهنا المزيد من المآسي على يد هذا العدو الحقود الجبان ، والذي لولا الخونة والعملاء ما كان ليتجرأ على بلد الحضارة (اليمن) .
اليوم السعودية بصدد قتل اليمنيين جميعا ، وهي من تطبع العملة بكثرة ، وهي من توزعها على عملائها ، وهي من تشدد الحصار ، وهي من تعتزم أن تسبب أزمة خانقة بقرارها طرد العمال اليمنيين دون وجه حق ، وهي من تنهب النفط والغاز والآثار ، وهي من تبني القواعد وتحشد المرتزقة من كل بقاع الأرض ، وهي من تشعل الفتن ، وهي من تمنع الغذاء والدواء على المواطن المسكين وأسرته ، وهي من تنشر الأوبئة وتغتال المرضى وتنشر الفساد ، فبعد هذا كله وأكثر ، من البهيمة المعاقة الذي مازال يظن أن آل سعود أصدقاء لليمنيين ؟!