عدنان علامه ||
كان إحتلال اليمن مخططًا صهيوامريكيًا وسعواماراتيًا بسبب الموقع الجيوسياسي الإستراتيجي لليمن. وبسبب الثروات المعدنية الهائلة ولا سيما النفط والذهب والمعادن في اليمن. ولم يتم إستثمار هذه الثروات بسبب "الزلط" الشهري الذي كان يتلقاه الرئيس السابق عفاش من السعودية والذي يقدر بملايين الدولارات لمنع إستخراج النفط.
فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المخزون النفطي اليمني يفوق بعشرات المرات المخزون النفطي السعودي الذي بات على وشك النفاذ؛ ونستطيع القول بأن اليمن عائمٌ على بحرٍ من النفط. والأهم من ذلك هي التكلفة المنخفضة لإستخراجه. وقد منَّ الله سبحانه وتعالى على اليمن في صحراء الجوف ب"نبع نفط ( فيديو مرفق) .
فالجميع يعرف بأن هادي انتخب كرئيس موقت لمدة سنتين؛ واتخذت دوائر الإستكبار الإستعمارية العالمية القرار ذريعة " دعم الشرعية" لإحتلال اليمن لموقعه الإستراتيجي وسيطرتهم على باب المندب وخليج عدن وبسبب العمق الطبيعي للموانئ اليمنية.
فالأطماع هي صهيونية بالأساس لضَمان حرية الملاحة في البحر الأحمر دون أي إعتراض. فقام العدو الصهيوني بالتنسيق التام مع الإمارات لتقوم بإحتلال اليمن بالنيابة عنه وخدمة لمصالحه؛ وبذلك يضمن عدم قيام اي مقاومة ضد الإمارات لأن الأسباب مهيأة . وإذا دققنا في تموضع الإحتلال الإماراتي نجده قد نفذ الاجندة الصهيونية بإحتلال كافة الواجهة البحرية وتحديدًا الموانى والممرات المائية وبالأخص جزيرة ميون (بريم) وسط باب المندب وحولتها إلى ثكنة عسكرية وانشأت مطارًا حربيًا فيها. وكما إحتلت مجموعة جزر سقطرى التي تمر معظم سفن العالم بالقرب منها . وفي المقابل نهبت الإمارات مناجم الذهب والأشجار والطيور والأسماك النادرة من مجموعة جزر سقطرى.
فبعد أن ضمن العدو الصهيوني إحتلال جزيرتي ميون (بريم) وارخبيل سقطرى؛ إنتقل لضمان حرية الملاحة في مضيق تيران الذي كان تحت السيادة المصرية بحيث كانت كافة السفن المتوجهة إلى موانئ العدو تخضع للتفتيش الدقيق من قبل قوات الأمن المصرية. فاستغل العدو خضوع الإدارة الأمريكية لرغباته وحقق حرية الملاحة في مضيق تيران بنقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وكان الإخراج بتوقيع إتفاقية ترسيم الحدود البحرية السعودية المصرية 2016 أو ما تعرف إعلاميا باتفاقية تيران وصنافير؛ وهي إتفاقية عقدت في 8 أبريل 2016 بين مصر والسعودية، وذلك أثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مصر.
وتتمثل الأطماع السعودية في تنصيب رئيس شكلي في اليمن لتتحكم في البلاد والعباد، ولتمرير إنتاجها النفطي عبر انابيب في الأراضي اليمنية فتصل إلى خليج عدن لتستغني بذلك عن المرور في مضيق هرمز.
واليوم تتدخل الأمم المتحدة بشكل سافر ووقح لتدعم تحالف العدوان بالتعامي عن حصار سفن المشتقات النفطية والدواء والغذاء في ميناء الحديدة علمًا بأنها تحمل ترخيصًا منها وقد وصلت مدة حجز بعض سفن المشتقات النفطية إلى أكثر من سنة؛ كما تدخلت امريكا إلى جانب المبعوث الأممي غريفيث للتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا تم تحرير مأرب من براثن العدوان.
هذه هي بعض حقائق الأطماع الصهيونية والسعو إماراتية وما خفي كان أعظم. وبالتالي فإن تحرير اليمن وأي أرض من براثن العدوان هو واجب شرعي وقانوني واخلاقي وإنساني.
وإن غدًا لناظره قريب
11/09/2021