محمد صالح حاتم ||
شهدت اليمن خلال الخمسة العقود الماضية من تاريخها، ثورات منها ماغير نظام الحكم مثل ثورة ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م-في شمال اليمن، ومنها ماقامت ضد المستعمر والمحتل الاجنبي مثل ثورة ١٤اكتوبر١٩٦٣م-في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني والتي توجت بطرد اخر جندي في ثورة٣٠نوفمبر١٩٦٧م.
ولكن هذه الثورات لم تؤتي ثمارها ولم ينل الشعب خيراتها؛ رغم اهدافها النبيلة ، والسبب التدخلات الخارجية التي غيرت مساراتها وانحرفت بوصلتها من التحرر والاستقلال والسيادة والنهضة والبناء والتقدم والرقي، إلى مسارت في ظاهرها حرية واستقلال وسيادة، وفي باطنها تنفيذ اهداف ومخططات استعمار وارتهان من نوع ٍ آخر.
وطيلة العقود الخمسة شهدت اليمن شمالا ًوجنوبا ًحروب اهلية وانقلابات واغتيالات وكلها بتخطيط
ودعم خارجي، امريكي بريطاني ، سعودي، فلم تستقر اليمن ولم يرتاح المواطن اليمني، ولم ينعم بخيرات الوطن، حتى اصبح القرار السياسي بالكامل بيد امريكا و السعودية، واصبحت اليمن تدار من داخل السفارات وليس من داخل القصر الجمهوري، وازدات الاوضاع سواء ً، فجأت ثورة ٢١سبتمبر ٢٠١٤م-كضرورة حتمية لأنقاذ البلاد، من جرائم الارهاب، وتحكم السفير الامريكي والسعودي في القرار السياسي، والتعيد للمواطن اليمني عزته وكرامته، ويصبح القرار السياسي يمني بدون تدخل خارجي،وهذا يعني اعادة الثورات اليمنية إلى مسارها الصحيح، وتحقيق اهداف ثورة ٢٦سبتمبر و١٤ اكتوبر و٣٠من نوفمبر، وتصحيح مسار الوحده اليمنية ٢٢مايو.
فمايميز ثورة ٢١سبتمبر أنها ثورة شعب لها قيادة، واهداف ومنهج، لم تتدخل السفارات في مسارها، ولم تخطط لها الاستخبارات الامريكية والبريطانية والصهيونية، ولم تتلقى دعم خارجي سواء ًبالمال او الاعلام او السياسة من خلال دعمها دوليا ًوالاعتراف بها كثورة، ولكنها واجهت معارضه ورفض واستنكار عالمي، وليس هذا وحسب بل إن ثورة٢١سبتمبر شنّ عليها حرب كونية عالمية، بهدف اجهاضها، ووأدها وهي في مهدها، لأنها ثورة حقيقية ثورة الشعب اليمني من اقصاه إلى اقصاه، ثورة لم تقصي احد، ولم تلغي دستور، او اتفاقيات دولية، ولم تعلن حالة الطوارئ، لم تعتقل المعارضين، ولم تحلّ الأحزاب السياسية، بل كانت ثورة تصحيحيه، ثورة حرية وعزة، وكرامه، ليس الهدف منها كرسي الحكم، والانفراد بالسلطة، هذه هي ثورة ٢١سبتمبر التي نحتفل بذكراها السابعة، جأت التصحيح مسار الثورات اليمنية لتعيدها الى طريقها، وتحقق اهدافها.