احترام المشرف ||
ها نحن نمضى في دروب الشتات..تلهو بنا الحياة، وتتقاذفنا أمواجها..تأرجحنا الأيام وتتعاقب علينا السنوات، ولا نرى من فصولها غير الشتاء، ننتظر الربيع ولانصادفه!
مشتتون مِْن هنا وهناك وإلى مالاندري نحث السير لكي نصل إلى ما لا نعلم،
تلوح لنا السعادة من الأفق البعيد البعيد ونهرول لنصل إليها ولانصل،
ترفرف أرواحنا في مروج الأمل لتعود لنفس قد بعثرها الظنى بمزيد من الألم،
أرواح أسيرة
تسكن أجساد أسيرة إلى جانبها قلوبٍ كسيرة
تنظر إلى الحياة بعيون يترقرق الدمع فيها وإن حاولت اخفاءه ببسمة صفراء باهته ليخرج كل هذا الشتات المسمى إنسان،
ليعيش في وطن منهك مما حل فيه، فقر. وحرب. ودمار. طال الحجر والبشر،
إلى فساد قد استشرى فِيَھ منذ سنين طوال
حتى نخر سوسه في هيكله،
وزادت الحرب عليه بويلاتها من تدمير لبنيته التحتية، وحصار خانق لموانئه ومطاراته،
وظلم وعدوان من بلاد يجمعه به حق الجوار والملة الواحدة
وخيانة ممن شذ من أبنائه، وطن رغم خيراته يعيش تٌَحَـتْ خط الفقر،
وفي كل هذا التبعثر والشتات من الداخل والخارج،
إلا أن هذا الإنسان لايرضى ولا يقبل بغير هذا الوطن
وغير هذه التركيبة التى خلق عليها،
وإن رأى من هو أفضل منه عيشا
فهوا لا يقبل البديل؛
لأنه رغم كل
ما لايملك مما يملكون،
إلا أنه يملك
مالايملكون،
وليس بمقدورهم أن يملكوه
أنه يملك الكرامة،
وما أدراكم ما الكرامة، وكيف لي أن أصف لكم شيء لايعرفه ولايعلم قيمته وأهميته إلامن يملكه،
إنه الإنسان اليمني الذي يعيش في دروب الشتات اللا منتاهية،
وفي حضن الوطن المنكوب
يقبل بكل هذا، ولا يقبل أو يرضى
أن يعيش بغير كرامة،
هو هكذا منذ الأزل لم يكن يوما من مترفي العيش ولكنه من مترفي الكرامة،
https://telegram.me/buratha