تبارك الراضي ||
تتصدر عودة العلاقات العربية مع سوريا المشهد ، بعد أن صارت الدول تتسابق للتعامل مع بشار الأسد ، باستثناء قطر التي تعاني العزة بالإثم إلى الآن .
بالتأكيد هذا التسابق لا يتم من دون ضوء أخضر أمريكي ، فما سر تغير سياسة واشنطن ؟
منذ بدء الحرب الكونية على سوريا ، كان هناك اتجاهان يسودان الولايات المتحدة فيما يخص التعامل مع بشار الأسد ، يرى الأول : ضرورة تغيير النظام في سوريا ، فيما كان هناك اتجاه ثان يرى ضرورة بقاء الرئيس بوصفه الخيار الأفضل أمام الولايات المتحدة .
دعم الرئيس أوباما ودونالد ترامب رؤية التيار الأول ، قبل أن يغير أصحاب الاتجاه نفسه وجهة نظرهم ، ويتفقوا مع أصحاب الاتجاه الثاني ، بعد أن هرعت كل من روسيا وإيران لنجدة الأسد ، وصار لزاما التكيف مع بقاءه بوصفه الحل مثلما يقول أصحاب الاتجاه الثاني .
يقول أصحاب الاتجاه الثاني: إن التحديات التي تواجهها واشنطن تتمثل في داعش ، ولا تحتاج الولايات المتحدة أكثر من دعم الأسد حتى يتولى بنفسه مهمة مواجهتها .
التحدي الآخر يتمثل في الدعم الروسي والإيراني ، وبمجرد أن تدعم واشنطن الأسد ، وتعطي الضوء الأخضر لحلفائها باتخاذ خطوات مماثلة ، ستقل حاجة دمشق لروسيا وإيران تدريجياً ، وستتمكن الولايات المتحدة من سحب البساط من تحت هذا التحالف .
مع تولي إدارة بايدن ، تظافرت العوامل الداعمة للاتجاه الثاني ، فالأسد أنتصر ، وإستراتيجية بايدن جعلت احتواء الصين كأولى الأهداف ، مما يتطلب تحويل أغلب الجهد الأمريكي صوب المحيط الهادي والهندي ، والأسد بعد ما جرى سيكون أكثر استجابة للمصالح الأمريكية ، والسلام من دون سوريا لا يعقد كما يقول كيسنجر ، وهو ما تريده واشنطن في هذه المرحلة بعد أن تحولت سوريا لمناطق نفوذ ! .