عبدالجبار الغراب ||
شكل يوم الثلاثين من نوفمبر 1967 عظمته التاريخية لكامل الشعب اليمني لما سبقه من أحداث كان لليمنيين صناعتها وافتعالها والقيام بإيجادها على أرض الواقع بفعل الوقوف ومقارعة الاحتلال البريطاني لينتح على إثر هذه الصناعة والافتعال قيامهم بثورة مسلحة ألتحم بها اليمنيين شمالا وجنوبا في يوم ال 14 من أكتوبر 1963 لتبدء عمليات الحصاد الشعبي في ترسيخ مبادئ الحرية والاستقلال ومناهضه الاحتلال البريطاني بمختلف الأساليب والأشكال لتحقيق كامل الاستقلال ليدخل جنوب اليمن منعطف جديد ليغادر المحتل البريطاني أراضي كامل الجنوب اليمني في الثلاثين من نوفمبر 1967 ,هذا الامتداد المتدرج في الكفاح النضالي المسلح للشعب اليمني ضد تواجد الاحتلال البريطاني ارتبط بمقومات عظيمة وقيم ومبادئ سامية اجتمعت فيها كل مظاهر الوفاء والاخاء والتلاحم والتعاون والإسناد والوقوف بحزم وإصرار ضد الغزاة والمحتلين لينتهي بها المطاف بإعلان الاستقلال ومغادرة ما تبقى من جنود المحتل البريطاني أرض الجنوب اليمني.
هذا الاستقلال الذي صنعه اليمنيين كان له مفخرته واعتزازه الكبير لما سطروه من كفاح حقق المراد وطرد المستعمر البريطاني , وبمرور 54 عام على الجلاء ومغادرة أخر جندي بريطاني وطأت قدمة أرض اليمن: ها هي تتولد للجميع محطات من الواجب تذكارها لتضحيات المقاومين والشهداء الراحلين وماسطروه من ملامح جهادية وبطولية وتضحيات في سبيل طرد الاستعمار البريطاني من أرض الجنوب اليمني والذي كان للتحقق فعله الأكيد وبالدماء وعشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى أكد اليمنيين ان أرضهم هي مقبره الغزاة , وما يحدث الان من أحداث في اليمن اوجدت تشابه لما قبل رحيل البريطانيين ارض الجنوب وها هم وبمصالح ونهب وسيطره متواجدين في المدن والمناطق والسواحل والجزر والمنافذ اليمنية , وعلى واقع الأحداث وما صنعة اليمنيين من متغيرات هم في سباق سريع نحو طرد الاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي الذي أرتكب من الجرائم الكبيرة بحق الشعب اليمني طيلة سبعة أعوام وما زال في استمراره الوحشي والجبان يقتل ويحاصر ويدمر ويشرد اليمنيين ليضعوا اليمن على فعل جرائمهم الوحشية بأكبر كارثة إنسانية عالمية.
فالنجعل من يوم 30 نوفمبر وقائع إستحضار للخونة والعملاء الحاليين والمرتزقة الذي كان لهم الايادي الطويله والمدد الكبير في مساعده غزاة العصر الجدد السعوديين والإماراتيين والأمريكيين لأجل العدوان على بلادهم والسيطرة والاحتلال لها وهذا ما تم , فقد كان للعدوان السعودي الأمريكي أفعاله القذرة في شن حرب واعتداء همجي له سبعة أعوام وفرض حصار ظالم على جميع ابناء الشعب اليمني.
ولقد رحل وغادر الاستعمار والاحتلال لأراضي الجنوب اليمني : بفعل الإعلان المتحد والذي برز في تلاحمه وترابطه بين اليمنيين في شمال اليمن وجنوبها لاجل هدف واحد وهو مقاومه الاحتلال البريطاني وطرده ومغادرته من كل أراضي الجنوب وبالمقاومة وبالكفاح المسلح ساروا في الطريق عازمين متوكلين على الله وبقيام ثورتهم المسلحة والتى رسم معالم قيامها رجال امتلكوا عزيمة القوه والوفاءوالإباء, وساروا في النضال الوطني الحقيقي لتبدء ثورة ال 14 أكتوبر عام 1963 والذي كان في مقدمتهم الشهيد محمد راجح لبوزة ليتحقق نجاح الثورة وليتم تحديد رحيل ومغادرة الاستعمار البريطاني في ال 30 من نوفمبر 1967 ولتشكل هذه الثورة علامة فارقة في تاريخ شعب عريق قدم التضحيات للخلاص من الاحتلال , وانه لامكان ولا وجود بأي حال من الأحوال للاحتلال مهما كانت للأسباب افتعالها ولإختلاق الذرائع تحديدها في المخططات, و التي سعت ورسمت ومشت عليها الان دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني, والتى استخدمت أهدافها المخفية سابقا لأعادة احتلالها وسيطرتها على اليمن.
فالانتصارات العظيمة لليمنيين توالت وتحققت , والتراجعات والانكسارات والاندثار لقوى العدوان تصاعدت , والخسائر في مستوياتها الاقتصادية ظهرت وأثرت , وما بقاء الاحتلال العدواني السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني الحالي في بعض مناطق الجنوب اليمني ما هو الا تحت أوهام وأحلام واماني هي في طريقها لاستعادة أيقونة الاستقلال الذي سطره الثوار منذ ما يقارب اربعه وخمسين عام وكيف لا تتعاظم مكانه ورفعه اليمنيين وهم من قاموا بثورة نادرة في الوجود فريدة في الظهور يوم ثار الشعب اليمني ضد قوى الشر والاستكبار يوم ال 21 من سبتمبر المجيد ليشعل على إثرها معاني وقيم ومبادئ الحرية والاستقلال وجعلها منطلق لتحقيق تطلعات كامل الشعب اليمني في امتلاك القرار واستعادة سيادة البلاد والنهوض والبناء والاستقرار والعيش بأمن وأمان , فالحقبة الماضية من تاريخ شعب مجيد دحر المحتل البريطاني هو نفسه يمتلك عوامل القوه والإيمان لطرد الغازي الأمريكي البريطاني الصهيوني وادواتهم الأعراب من كل شبر في جنوب اليمن , ومن هنا وللذكرى والتأكيد انه يجب على دول تحالف العدوان تذكر الماضي المقاوم لشعب اليمن في التصدي ومواجهة الغزاة والمحتلين لأرض اليمن , وما هذا الاستنساخ الجديد وتحت الكثير من المسميات المتخذه الذي جعلت لدول العدوان على اليمن مسيطرة ومحتله لأراضي الجنوب اليمني, الا صورة لقادم الأيام والشهور التى سيكون لإعادة الماضي للغزاه المحتلين لليمن واقع حاليا بدأت معالم ظهورها تتحقق وتقترب تدريجيا باستعادة مناطق في جنوب وتأكدت كامل الملامح ووقائع الأرض في البروز لتواجد الجيش اليمني واللجان على كل مداخل وطرق مدن الجنوب وهي كلها مؤشرات تعطي معطياتها الوحيد لطرد الاحتلال السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني من جنوب اليمن.
لتكون للقيادة السياسية في صنعاء تمثيلها لكامل الشعب اليمني واحقيتها المشروعة بتحقيق مطالب اليمنيين للتصدي للاحتلال والعمل على تحرير ما تبقى من اراضي يمنية مازالت قابعه تحت سيطرة العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني , في توضيح ما ألات إليها الأمور في وقتنا الحالي, بفعل أحداث ومتغيرات تم الرسم لها بتخطيط وعناية من قوى الشر والإستكبار لأجل احتلال اليمن والاستلاء على مقدراتها وثروات أبنائها, والذي لم يكن ليحدث لولا المرتزقة العملاء والخونه للأعداء.
فعيد الاستقلال العظيم ومغادره المحتل الأجنبي الجنوب اليمني يشكل لليمنيين ذاكرة إسترجاع لما قدمه الأحرار الشجعان في مقارعة المحتل ومواجهته بمختلف الوسائل والإمكانيات لتطهير اليمن من دنس المحتلين الحالين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والعمل لإعادة رسم أيقونة الانتصارات التى توجها الجيش اليمني واللجان الشعبية طيله الأعوام السبعة من عمر حرب فرضتها قوى الشر والاستكبار على اليمنيين وانه مهما طال الاحتلال لابد من مغادرته أرض اليمنيين الأحرار , وان كل ما يحدث الان وتحديدا في جنوب اليمن هي تكريس لاتمام المؤمرات الأمريكية الإسرائيلية وعبر ادواتهم الأعراب السعودية والإمارات لأغراض الهيمنة واالاستيلاء على كامل المنافذ البحريه للجمهورية اليمنيه والتماشي تدريجيا في تمرير مخطط اليهود بالتوسع والانتشار على حساب أراضي العرب والمسلمين ,
فالمسالك المتواصلة والأساليب الهمجية والجرائم والانتهاكات المستمرة لمحاولات تحالف العدوان الحاليه من خلال تصعيداته العسكرية مجملها تأكيدات لاستمرار مخطط اليهود والأمريكان في إيجاد عوامل وأسباب وبدائل تساعدهم في التمركز والوجود في الجزر والسواحل والمنافذ اليمنية , والتى كان لفشلها المتوالي وانكسارهم وتراجعاتهم امام قوه الجيش اليمني واللجان وطردهم من مواقع ومدن ومديريات كانوا لهم وجود فيها , هو تصعيدهم العسكري الكبير حاليا وضربهم للمواطنين بطائراتهم الحربية لممارسة الضغوطات على الجيش واللجان الشعبية لإيقاف تقدمها السريع نحو تحرير كامل مدن الجنوب والتى كان للجيش واللجان نجاحهم في السيطرة واسترجاع مدن ومديريات جنوبية في محافظه شبوه , ليتخبط العدوان ويفتعل إضافات إجرامية لسابق إجرامه الوحشي طيله سبعة أعوام من حربه على اليمن واليمنيين وبتصعيد خطير وحصار جبان لعله يفرض أسلوب رخيص ابتزازي بقتل المزيد من ابناء الشعب اليمني , أملا منه لإيقاف عمليات التحرير المستمرة للجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة مأرب وإعلان القيادة الثورية والسياسية وضوحها التام في تحرير كامل اراضي اليمن من اي تواجد أجنبي.
وإن غدآ لناظرة لقريب