عدنان علامه ||
كان وقع المؤتمر الصحفي أمس للعميد سريع؛ الناطق الرسمي بإسم القوات اليمنية المسلحة صاعقًا بالنسبة لتحالف العدوان. فقد كشف زيف إدعاءات العميد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف، الذي قال: "أن سفينة الشحن (روابي) كانت تقوم بمهمة من جزيرة (سقطرى) إلى ميناء (جازان)، وتحمل على متنها معدات خاصة بمستشفى ميداني سعودي".
وأضاف : "إن العملية تهديد حقيقي لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في البحر الأحمر، وإن السفينة المختطفة تحمل على متنها معدات خاصة بتشغيل المستشفى السعودي في جزيرة سقطرى اليمنية، مضيفا أن التحالف سيتخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك، بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء، بحسب قوله“.
وأما العميد سريع فأفاد : "بأن السفينة روابي التي تحمل علم الإمارات كانت تحت مراقبة القوات البحرية اليمنية وكانت تقوم بأعمال عدائية في المنطقة". وقد أظهر العميد سريع صورًا جوية تبين حمولة السفينة قبل مصادرتها؛ كما أظهر تفاصيل الحمولة العسكرية على متن السفينة بعد مصادرتها دون وجود أي معدات طبية على الإطلاق. وقد لفتني وجود قاربي كوماندوس مطاطيين على متن السفينة وهذا لا يمت بأية صلة لتشغيل المستشفى الميداني المزعوم.
ومن الجيد أن العميد المالكي قد قال بصريح العبارة "إن السفينة المختطفة تحمل على متنها معدات خاصة بتشغيل المستشفى السعودي في جزيرة سقطرى".
فهل سأل أحدكم نفسه؛ جزيرة سقطرى هل هي يمنية أو سعودية أو إماراتية؟
ولماذا في جزيرة سقطرى مستشفى ميداني سعودي وهي ليست منطقة إشتباكات؟
فجزيرة سقطرى هي جزيرة يمنية قد إحتلتها الإمارات بالكامل مع بدء العدوان بعد أن مهدت لذلك بتواجد " إنساني" من خلال إنشاء مستشفى الشيخ زايد يتمويل كامل من الإمارات. وبنت أيضًا عددًا من المنازل لمسؤولي القبائل والنافذين لتضمن ولاءهم.
ثم حولت الجزيرة إلى قاعدة عسكرية متقدمة. وقامت بعد ذلك بسرقة الثروات السمكية والحرشية والطيور النادرة في الجزيرة ونقلتها إلى دبي، وأهمها شجرة دم الاخوين الذي ينحصر وجودها في جزيرة سقطرى.
وفي العودة إلى حمولة السفينة كانت الكاميرا توثق موجودات السفينة من أسلحة وشاحنات عسكرية ولم ألحظ أي شيء طبي. ولذا تعتبر هذه السفينة "غنيمة حرب" بكافة الأعراف والقوانين العسكرية الدولية.
وحين طالب المتحدث الحوثيين بإخلاء سبيل السفينة "بصفة فورية"، مهددًا بأن قوات التحالف ستتخذ "كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك بما فيها استخدام القوة"؛ تناسى العميد المالكي حجز قوات تحالف العدوان سفن المشتقات النفطية والاغذية والأدوية منذ بدء العدوان وحتى اليوم عدة أشهر بالرغم من أنها تحمل تراخيص الأمم المتحدة. وقد طال حجز بعض السفن إلى عدة سنوات.
فهذه التهديدات هي بمثابة شيكات بلا رصيد، والمواجهة كانت يجب ان تحصل لحظة تغيير وجهتها. وهذه أولى الغنائم البحرية التي ستضاف إلى سجل الغنائم الحافل.
فما حصل هو عز وافتخار والحفاظ عليها هو قوة واقتدار وأعلى ما في خيل التحالف فليركبوه.
وإن غدًا لناظره قريب
https://telegram.me/buratha