رجاء اليمني ||
المسؤولية هي الإصلاح الاجتماعي الشامل، رفض التبريرات، تغيير الواقع المتردي واقتلاع جذور الفساد والمنكر والطغيان. وعندما تتخلى الأمة عن ذلك فإنه يتسبب بمقتلها روحيا بسكين الذات التبريرية التي قطعت أوصال الأمة إلى أشلاء متناثرة. بل هو السبب في مصرعها معنوياً الذي حجر الفكر جمودًا. وطين العقيدة تحجرت، ونقّب خروقا تسلل من خلالها الفكر الجاهلي والتقافة الضبابية التي مارست التهميش حتى أمست الأمة مشلولة الحركة ضحلة الإنتاج معدومة الإبداع يسقيها العدو مرارة التيه والضلال الذي صنعه سامري العصر.
إن ثقافة التبرير وروح الخنوع وقبول الذل هي أسباب تخلف الأمة وعبوديتها بل هي مشارط ذبح قيم الرسالة ومبادئ الشمال ومعارف الإسلام؛ لأن الهروب من تحمل المسؤولية هو المرتع الذي تعشعش فيه وساوس شياطين الإنس والجن وتتكاثر فيه بكتريا الفساد والمنكر. فتتلوث البيئة الإجتماعية ويسمون الثقافة الجاهلية والأفكار الضالة فتخور الروح وتنحط النفوس المريضة وتتزين الشهوات والأموال فتصبح الدنيا لعبًا ولهوًا لإصحاب النفوس الضعيفة.
ولنا في سيرة الإمام الحسين سلام الله عليه مدرسة نستلهم منا حجم المسؤولية واهميتها. فقد سطر بدمه كلمات خالدة هي شرعة المجاهدين ومنهاج الرساليين وشريعة الصادقين الذين لايبدلون ولائهم ولا يوادون اعداء الله ورسوله وأهل بيته
وقد ذكر الإمام الحسين : *"ألا ترون إلى أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لايتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا. فإني لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما".*
*والعاقبة للمتقين*
ــــــ
https://telegram.me/buratha