د. إسماعيل النجار ||
البعض نادَىَ بقصف الأبراج العملاقة، في عاصمة دويلَة الإمارات المتصهينَة "أبو ظبي"،وأبراج عاصمتها التجارية دُبَي.
والبعض الآخر طالبَ بالتَعقُّل، لكي لا تنكسِر،من وُجهَة نظرهم، الجَرَّة!
ولا نعلمُ أيَّةَ جَرَّةٍ يريد هؤلاء المفكِّرون العباقرة الحفاظ عليها؟ وهل أبقَت الإماراتُ والسعوديةُ جَرَّة لم تكسراها بعد؟
أم هل بقيَت مراكبُ لم تُحرَق،أو جسورٌ لم تُنسَف؟!
هل أبقى هؤلاء المتصهينون درباً مفتوحاً للعودَة؟
لا والله، هؤلاء لَم يُبقوا للصلح مكاناً، ولا طريقاً للعودة، ولا رحمةً في القلوب تجاههم، بعدما مارسوا كل أنواع الإرهاب المنظم،"المشرعَن" على طريقة غوتيريش والإدارات الأمريكية المجرمة.
مثلّث الشرّ هذا: أمريكا، السعودية والإمارات، تساعدهم إسرائيل، قتلوا الحياة في اليَمن، بكل ما تحملُ من أحياء، حتى الهواءُ لَوَّثوه بقذائفهِم وصواريخهم وأنفاس جنودهم ومرتزقتهم النَتِنَة.
عيال سعود وزايد أسوَءُ مخلوقات الله على الأرض، فهم على شكل بشَر، لكنّهم يحملون في صدورهم قلوب مَرحَب وخيبَر ورحبعام،وفي رؤوسهم مخلّفاتُ هؤلاء وقاذوراتهم.
"مجموعة" حكَّام مجرمين عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً وخراباً وتدميرآ.
إن برج العرب أو ما يسمى ببرج خليفة، وغيره من الأبراج العملاقة التي تناطح السحاب في دويلة المتصهينين، لا تساوي شِسعَ نعلِ مجاهدٍ يقاتلُ دفاعاً عن أرضهِ وعِرضِهِ في اليَمن،ولا تساوي، كلُّ تلك الأبراج والقصور، مرقَد عنزَةفي أي مَوْطِئِ قَدم ٍفي بلاد قحطان وعدنان الأشراف.
بعد تهديدات القيادة اليمنية العليا لدويلة بني صهيون وزايد،بتدمير الأبراج فيها،ازدادت التحليلات والتوقعات، حول ما إذا سيتم فِعلاً تنفيذ تهديدات الجيش واللجان بقصف الإمارات،
وعلى أثرها بدأت أبو ظبي مِروحة اتِّصالاتٍ مكثفةٍ بدوَل العالم والأحزاب التي لها صِلَةٌ بأنصار الله، لتبريرِ ما حصل في الحُدَيدَة وصنعاء، وإقناعهم، ليُقنِعوا أنصار الله، بأنّ الإمارات ليست لها يد بالأمر، وأن المجازر ارتكبتها الطائرات السعودية والأميركية.
والرد من جميع مَن اتّصلت بهم الإمارات، بما فيهم حزب الله، كان:
تحدثوا معهم بشكلٍ مباشر، باستثناء روسيا، التي تجري قيادتها اتِّصالاتٍ مع القيادةاليمنيةبهذا الشأن، وسط رفضٍ يمنيٍّ لأي وساطة، وتصميمٍ من القيادة على الردِّ، لتأديب"أبو ظبي" بحجم جريمتها التي تحاول ان تتنصل منها؛
الأمر الذي انعكس خلافاً واسعاً داخل الدولة المتصهينة، بين حُكَّام الإمارات السبعة، أعني بين مُعترضٍ على توريط بلاده في حرب اليمن، في حين كانت لديه فرصةٌ للخروج من ورطتها، بأقل الخسائر الممكنة، وبين المتعطشين للدماء من مؤيدي قصف الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء.
الخلافات بين حُكَّام الإمارات السبع طَفَت على السطح، ووصل الأمر بالبعض إلى حدِّ التهديد بالِانفصال، وهذا الأمر أصبح من الثابت المؤكَد الذي لا يختلف عليه إثنان.
حركة أنصار الله هدَّدَت، وستنفذ تهديدها، وسيندم حكام تلك البلاد على ما اقترفت أيديهم،خصوصاً وأن الرهان على واشنطن وتل أبيب هو رهان على حصان خاسر.
الحرب بين اليَمَن وتحالف العدوان بدأت تأخذُ منحىً خطيراً جداً، بعدما فرغَ بنك أهداف السعودية والإمارات، وأصبح استهدافُ الأحياء السكنية وقاطنيها إستراتيجيةً جديدةً إتَبعوها، بعد قصف مصافي الإمارات ومصافيها، وأن هذا الأمر دونه كسر ُكُلِّ الخطوط الحمراء، أمام الصواريخ والمُسيَّرات اليمنية، مهما كانت التَكلُفَة، إذ لم يبقَ لدى اليمَنيين مايخسرونه بعد اليوم، وستأخذ الحرب منحاً آخر عنوانه: نحنُ أو هُم؟
الأمم المتحدة أقفلت،بوجه نفسها، كل الأبواب والنوافذ، حتى لم يبقَ لديها جواب تعطيه لليمنيين، عن السبب في صمتها عن كل تلك الجرائم،منذ ما يزيد عن سبع سنوات، استُهدِفَت خلالها المدارسُ والمشافي والمنشئآتُ المدنية، والمزارع وإدارات ومؤسسات الدولةالِاجتماعية،والمزارع وإسطبلات الخيول.
الولايات المتحدة الأمريكية بدورها طرفٌ رئيسيٌّ في النزاع القائم، وليست وسيطاً، لأنّها لن تكون وسيطاً نزيهاً،ولا يُعَوَّلُ عليها إلَّا بنشر الفِتَن وبث الإشاعات ونفث السموم.
إيران الصاعدة، والصديقة القريبة جداً من صنعاء، ترفض لعب دور الوسيط بينها وبين الرياض،في النزاع القائم،لأنّ ذلك يضعها في خانة الدولة الوسطية في النزاع،ما يتعارض مع موقفها الثابت والحازم بأن ما يحصل من عدوان على اليمن هوَ جريمةُ حربٍ، ومذبحةٌ تَحصُلُ في ظِلِّ صمتٍ دوليٍّ وأُمميٍّ مُخجل، وهو عار ٌكبيرٌ على العالم المتقدم.
لذلك قالت للسعوديين مِراراً وتكراراً: مَن يريد أي شيء من اليمن، فليتحدث معهم مباشرةً وجهاً لوجه، ونحنُ نرفض أن يكون لنا أيُّ دورٍ محايد في هذه الحرب،لأن موقفناواضح، وموقف السيد القائد، بالنسبة للحرب المجرمة على اليمن، عبَّرَ عنه في الكثير من الإطلالات الإعلامية.
أخيراً وليسَ آخراً، على قيادة الجيش واللجان الشعبية أن تنفذ تهديداتها، لكي يتأدَّب هؤلاء المتصهينون ويعودوا إلى حجمهم الطبيعي.
والشعوب الحُرَّة تنتظر؟
بيروت في....
23/1/2022
ــــــــ
https://telegram.me/buratha