عدنان علامه *||
وأخيرًا سقط القناع عن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن؛ وأكد وبالدليل الملموس بأنه نسخة أسوأ بملايين الاضعاف من ترامب. فترامب كان يعرف كيف يبتز حكام الخليج، وقد تعامل معهم كزعيم مافيا وليس كرئيس دولة عظمى؛ وقالها بصراحة بأنه "لولا الحماية الأميركية للسعودية لانهار نظامها في وقت قصير، وأن على الرياض أن تدفع أموالا طائلة مقابل دفاع أميركا عنها طيلة العقود الماضية" .
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا بتاريخ 03 نوقمبر/ تشرين الثاني 2019 "أن على السعودية ودول حليفة أخرى الدفع مقابل حماية الولايات المتحدة لها".
وقال في خطاب له أمام أنصاره في ولاية ميسيسبي" إنه أخبر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بذلك، وإنه كان متجاوبا. وأضاف أنه أبلغ الملك بأن الولايات المتحدة ستساعد المملكة، وأن عليه دفع أموال مقابل ذلك".
وفي سرده للحوار الذي دار بينهما بهذا الشأن، نقل الرئيس الأميركي عن الملك السعودي قوله "إنه لم يسبق أن طلب منه أحد دفع أموال، فرد عليه ترامب أنه يفعل ذلك الآن، مضيفا أن الملك كان "رائعا" حين تجاوب مع طلبه".
وفي الخطاب الذي ألقاه في حشد من أنصاره في مدينة توبيلو بالمسيسيبي تحت شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"؛ صنّف ترامب السعودية ضمن دول أخرى "فاحشة الثراء"،" عليها أن تدفع أموالا مقابل نشر قوات أميركية على أراضيها لحمايتها".
وأما الرئيس الأمريكي جو بايدن بتاريخ 04 فبراير / شباط 2021 قال، "إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، مُعلنا وقف دعم واشنطن العمليات الحربية في البلاد التي مزقتها الحرب" .
وأضاف بايدن، في خطاب من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن طرح ملامح سياسته الخارجية، الخميس: "إن هناك "كارثة استراتيجية"، مؤكداً توجيهه بإنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، إضافة إلى صفقات الأسلحة المرتبطة بذلك" .
وبشكل مفاجئ قررت الولايات المتحدة أمس أن تقود القوات البحرية الأميركية، اليوم الثلاثاء، مناورات في البحر الأحمر تجمع بين 60 دولة تشمل إسرائيل والسعودية وباكستان ومصر والإمارات والبحرين، في أول تدريب من نوعه يُعلن عنه. وجاء ذلك، وفق ما نشرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في بيان عبر موقعها الالكتروني، اليوم الأربعاء خلال مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان لمناقشة هجمات الحوثيين الأخيرة على الإمارات التي تسببت في سقوط ضحايا مدنيين وكانت بمثابة تهديد للقوات المسلحة الأمريكية والإماراتية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية.
وجدد وزير الدفاع الأمريكي، بحسب البيان، إدانته الشديدة لهذه الهجمات والتزامه بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والإمارات.
واستعرض أوستن خلال المكالمة مجموعة من الإجراءات التي تتخذها وزارة الدفاع الأمريكية لدعم الإمارات العربية المتحدة، وتشمل "إرسال المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأمريكية و"يو أس أس كول" للتعاون مع البحرية الإماراتية قبل التوقف في ميناء في أبوظبي".
ويشمل التعاون الاستمرار في تقديم معلومات استخباراتية للإنذار المبكر، والتعاون في مجال الدفاع الجوي.
وفي خطوة استفزازية أخرى مثيرة للشك والريبة ولا مثيل لها في التاريخ وهي اقرب إلى الإجتياح منها إلى المناورة فقد جمعت امريكا 60 دولة ومنظمات لتشارك في مناوارت حربية في البحر الأحمر. وهذه المرة الأولى في تاريخ المناورات العسكرية التي تشارك فيها عدد من المنظمات في مناورات عسكرية.
وقد استغل الكيان الغاصب الإعلان عن هذه المناورات ومشاركته فيها؛ فقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي امس، في بيان، إن "التمرين الدولي IMC/ce22 بقيادة الأسطول الأمريكي، ستشارك فيه حوالي 60 دولة، ولأول مرة بمشاركة البحرية الإسرائيلية".
وأضاف أدرعي أن "أسطول سفن الصواريخ الإسرائيلي بمرافقة وحدة المهام تحت المائية، سيتدرب مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر، لتعزيز الأمن في المنطقة والشراكة الإقليمية".
ووفق القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية على حسابها بموقع "تويتر"، فإن "المناورات ستتم بمشاركة أكثر من 60 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة، والبحرين، والإمارات، وسلطنة عمان، والسعودية ومصر، بحيث تتواصل فعاليات النسخة السابعة من أضخم مناورات بحرية عسكرية بالشرق الأوسط (IMX/ce22)، باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويضم أكثر من 80 نظاما مسيرا وتستمر حتى الـ 17 من فبراير/شباط الجاري.
فإذا حللنا خبر "إرسال المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأمريكية و"يو أس أس كول" للتعاون مع البحرية الإماراتية ، وخبر المناورات في البحر الأحمر التي تجمع بين 60 دولة تشمل السعودية وباكستان ومصر والإمارات والبحرين والعدو الصهيوني نصل إلى نتيجة واحدة بأن تزامن الحدثان ليس صدفة وإنما أمر دبر في ليل. فقد تزامن الحدثان بعد عمليات الأعاصير اليمنية التي عصفت بالاهداف الإستراتيجية في ابو ظبي ودبي. فهناك تسرع كبير وخطير جدًا في تجميع هذا العدد الكبير جدًا من الدول في وقت قياسي لتشترك في مناورات بحرية عسكرية تستمر 15 يومًا بالقرب من السواحل اليمنية. واللافت بأنه لم تجرِ في تاريخ المناورات العسكرية مناورة في مثل هذا الحجم َمن الدول وذلك لتلافي حصول حوادث جسيمة وخطيرة إذا زاد عدد الدول المشتركة في مناورات عسكرية بحرية عن عدد اصابع اليد. ثم ان ما يثير الريبة والشك في الهدف الحقيقي من هذه المناورات هو مشاركة منظمات لم يعلن عن إسمها أو طبيعة عملها في مناورات عسكرية والتي تجري فقط بين الدول.
لذا فالقادم من الأيام ستكون حبلى بالمفاجآت نتيجة اي عدوان إماراتي او سعودي على اليمن والإعصار الذي سيتبعه حتمًا سيصيب أهدافًا إستراتيجية في دبي وأبو ظبي والسعودية بغض النظر عن وجود حاملات طائرات أمريكية وأساطيل من 60 دولة لأن كل الإعتداءات وجرائم الحرب التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي كانت بطائرات أمريكية وقنابل ذكية أمريكية ودعم سياسي أمريكي غير محدود لمنع محاكمة دول تحالف العدوان لإرتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ولن تضيف بضعة غارات او صواريخ أمريكية على معاناة الشعب اليمني اي جديد؛ لكنه سيضع أمريكا وكل دولة ستعتدي علي اليمن على لائحة الإستهداف المشروع للدفاع عن اليمن وشعبه.
وإن غدًا لناظره قريب
* / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha