محمد علي السلطاني ||
استفاق العالم العربي يوم الثلاثاء على حدث انساني مؤلم ، اذ سرعان ما تسمرت عيون الشعوب العربية من المغرب الى المشرق نحو ذلك الجب الذي غاب فيه الطفل ريان، وغابت معه اماني وآمال والهدية.
اجل كان الحدث بشعأ ثقيلأ على النفوس ، توحدت فيه قلوب ومشاعر الملايين من العرب أمام وسائل الاعلام وهم يتضرعون بالصلاة والدعاء لنجاة ريان، الذي فشلت كل مساعي المغرب التي سخرت لأجل انقاذه، الا ان ارادة الله ومشيئة قضت خلاف ذلك، حتى فاضت روح ذلك الصغير رحمه الله لترجع الى ربها راضيه مريضة.
لقد كشف حادث الطفل ريان ، القوة الفائقة، والقدرة الواسعة، والامكانيات المذهلة، للمؤسسات الاعلامية في صناعة وتوجيه الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي، كما كشفت طريقة التعامل مع حادثة ريان زيف وازدواجية الاعلام العربي، والمؤسسات التي تقف خلفه ، واتضح بما لايقبل الشك أنها مؤسسات اعلامية ميتة الضمير، عوراء، فاقدا لشرف المهنة وحرية الكلمة ومسؤليتها ، أسيرة لسياسة مؤسسيها، أداة مطواعة بيد حكام الجور والعدوان، يحطونها كيفما شائوا .
فدونهم اليمن، الذي تقتل فيه الطفولة بدم بارد وتسحق برائتها، ويباد شعب عربي اعزل فقير لا حول له ولاقوة والاعلام العربي ابكم واعمى واصم.
في اليمن .. هناك الف ريان يدفن كل يوم بقنابل بن سلمان
في اليمن .. ضاع الف ريان في غياهب حفر صواريخ الإمارات
في اليمن .. صارت بيوت الفقراء مقابر لهم
في اليمن .. تقطعت أوصال الرضع وبقرت بطون الامهات وضاعت أشلاء آبائهم بين الصخور والحجر في اليمن .. سجل الاعلام العربي اخزي موقف في التاريخ وبانت عورته التي لا يسترها ستر الساترون
في اليمن .. قائمة المأسي ليست لها بداية ولا نهاية
ان موقف الاعلام العربي مع المأسوف عليه ريان لا ينم عن صحوة ضمير او شرف مهنة، اذ ان الأنسانية والطفولة والبراءة ومعاناتها وألامها واحدة لاتقبل التجزئة، فأنين ريان واخوته في اليمن وسوريا والعراق انين واحد واحد، وهي ترانيم شرف لا تعيدها الا اذن واعية، وسيسجل التاريخ من وقف مع الباطل ومن خذل الحق، ومن وقف ودافع عن الطفولة والإنسانية ومن ادره ظهره لها، وزاد ايغالا في ظلمها في وقت كانت أحوج ما تكون اليه.