عبدالجبار الغراب ||
أدخلت الوقائع والمعطيات الجديدة المفروضة والمتغيرات والحقائق الفعلية المؤثرة والأحداث التصاعدية عالميآ معالم إنبثاق جديد لتعزيز التقدم المشروع والدخول المتزايد ضمن خارطة المكاسب والانتصارات التى حققتها كل القوى المناهضة لسياسة أمريكا والصهاينة وحلفاؤهم الغربيين وأدواتهم الأعراب في المنطقة,فكان لإنقلاب كل المخططات الموضوعة والمرسومة لتحالف العدوان تأثيرتها الكبيرة على حدوث تخبط وتيهان في إيجادهم لكل البدائل والأوراق , لتحدث معها أيضا انعكاساتها المؤثرة كليا على أمريكا والغرب في كل حروبهم الظالمة والتى خلفت لهم واقع ضعيف فلا أهداف ولو جزئية تحققت لهم قد يفرضوا من ورائها شروط , بل كانت لكل محاولاتهم التصعيدية عسكريا وبالحصار تعقيداتها لكامل الفرص والبدائل والأوراق العديدة المستخدمة من قبل قوى تحالف الشر والاستكبار للنجاة من مستنقعات تورطهم في حروبهم العبثية ,فالمحاولات كان لها جريانها الخبيث الوحشي في إلحاق الضرر بكامل الشعب اليمني , فالقتل المتعمد والمباشر لمساكن المواطنين ومحلاتهم والحصار الجائر والظالم وإدخال اليمنيين في أكبر كارثة مأساوية إنسانية على مر التاريخ زاد من صمود وقوة وبسالة اليمنيين محققين النصر والانتصار وإلحاق الهزائم بقوى الشر والهيمنة والغطرسة والإستكبار.
ف الطلب المراد وفي هذا التوقيت بالذات لدعوة الأطراف اليمنية للحوار ما كان ليحدث الا بفعل متغيرات جديدة أهمها: التقهقر المستمر لقوى تحالف العدوان وخسائرهم المتلاحقة ووصول ضربات وعمليات الأعاصير اليمنية بصورايخ بالستيه والطائرات المسيرة للجيش اليمني واللجان الشعبية الى عقر دويلة الإمارات وإمكانية إستهداف الصواريخ والمسيرات اليمنية أماكن ومدن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة,ومنها ما يعد من أكبر الأسباب وراء دعوة الأطراف اليمنية للحوار إرتباط العملية العسكرية الروسية على الأراضي الاوكرانية بالفرض الكبير للعقوبات الاقتصادية الأمريكية الغربية على الروس والذي انعكست تأثيراتها الاقتصادية على من فرضوا العقوبات وخصوصا ما يتعلق باستيراد الغرب للنفط والغاز الروسي, فكان للبديل والذهاب للبحث جعل اليمن ضمن الحلول للاستيلاء على الغاز اليمني.
وبالنظر الصحيح الى كل المسارات المتخذه في التوسع والامتداد وزرع الثغرات ومحاولة الاقتراب والوصول الى مراحل كاملة للتهديد :طرق ومسالك وخطط أعدتها أمريكا وحلفاؤها الغربيين لأغراض التفرد والانفراد بزعامة العالم الكبير ومن عدة أوجه ومسارات وإحداث للإختراقات زرعت أمريكا لنفسها ولاءات لزعزعة استقرار الدول والعالم فكان لها اوكرانيا لجعلها التهديد الحقيقي لروسيا , وما ان كان لمطالب الروس إعطائهم لضمانات أمنية مشروعة صعدت أمريكا من اشعالها لنيران الفتنة فما كان للروس الا إتخاذ القوة طريق مشروع لحماية أمنها المهدد من قبل أمريكا والغرب , وهذا ما أرعب الأمريكان والغرب فلم يكن لهم مواجهة الروس الا بفرض العقوبات الاقتصادية القوية ومساعدتهم العسكرية لاوكرانيا وادخالها ضمن الحسابات لردع الروس ليصل الامر بالغرب لحد الامتناع عن استيراد النفط والغاز وهذا ما يشكل تدهور كبير وتأثير على الغرب أكثر من روسيا , ومن هنا بدات مراحل الذهاب الى إيجاد البديل للنفط والغاز الروسي وعلى قاعدة المصالح وإدخال الحلول كان لابد من تفعيل العمل على بلورة الاتفاق الى المخزون النفطي والغاز في دول الخليج ومن السعودية وزيارة رئيس وزراء بريطانيا جونسون والعمل على إيجاد حلول لحرب اليمن من اجل التحكم بالغاز اليمني وتأمين لهم ذلك وما التقارب البريطاني لإيران وتسديدهم لدين عليهم طال مدته عقود ومع اقتراب التوقيع الوشيك للاتفاق النووي الا ضمن مسارات اتمام وإغلاق صحفه من صفحات الشيطنه الأمريكية الخبيثة في المنطقة لتعد هذه من أهم الأسباب لدعوة الأطراف اليمنية للحوار في السعودية والتى تم الإيعاز لمجلس الخليج تبني دعوة الاطراف اليمنية للحوار.
فالدعوات للمفاوضات والحوار دارت في مخيلة دول تحالف العدوان لسنوات عديدة , انكشف على كل ذلك محاولاتهم العديدة وتحايلاتهم المختلفة لجعلها عراقيل لأهداف قد يحققوا عن طريقها نصر لتعويض عجزهم العسكري ,ولأسباب ترهل وصعوبة تحقيق ما وضعوا لأجله من أهداف سارعوا الى إيجاد العديد من الرؤيا والأفكار والتى ومنذ الوهلة الأولى وعن طريق مبعوث الأمم المتحدة يقدمونها على شكل إستعدادهم للمفاوضات ودعمهم لعملية التقارب بين اليمنيين لوضع حد لنهاية الصراع ,وعن طريق المفاوضات يتم وضع الحلول وغيرها, فكان التجاوب طريق واضح واستجابة لطرف صنعاء وانطلاقا من الكويت عام 2016 ولمدة اشهر يتماطل العدوان لإنجاز الاتفاق ,ليستخدموا مختلف الوسائل والأساليب ويمارسون أبشع الممارسات بحق الإنسان ويصعدون من حصارهم الجائر والهمجي والجبان ويستهدفون بالطائرات الحربية منازل المواطنين ومنشآتهم الحيوية لأجل تركيع الشعب اليمني وإستسلامه, ولفرض الحصار أسلوب خبيث وحقد بغيض وعقاب إنساني تم ممارسته على الشعب اليمني انتقاما لصمودهم ومواجهتهم لتحالف العدوان ومرتزقتهم المنافقين , فلا أستطاعوا النيل من الشعب ولا مواجهة الجيش واللجان وأصبحوا في تيهان وتخبط للبحث عن حلول وأدوات لخلقها لتحقيق مكاسب عوضا عن اندثار قوتهم وانكسارها وتراجعها وهزيمتها.
وبالذهاب الى مفاوضات جنيف والوصول الى اتفاقية ستوكهولم والتوقع عليها أواخر العام 2018 لأغراض خبيثة اخفتها الأمم المتحدة كان من وراءها السيطرة على ميناء الحديده لأخذه عن طريق التفاوض وهذا لم يتحقق لهم طالما للعجز العسكري انتهاء فكيف لهم اخذ ذلك بالحوار والتفاوض , فالتحديات كبيرة وعظيمه أهمها منها ما يتعلق بالقبول بالحق المشروع وليس كما يصوره العدوان بالشروط فإيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء حق إنساني لا يؤثر على دول العدوان وهنا ستعرف نوايا العدوان لصحه صدق نواياه للدعوة للمفاوضات والحوار وأيضا الاختيار لدولة محايدة لم تشارك في قتل اليمنيين وليس جعل السعودية الحاضنة للحوار وهي من اعتدت وقتلت ودمرت وهدمت اليمن واليمنيين , ومن اكبر التحديات ما يتمثل بعدم قدرة أطراف المرتزقة من توحيد موقفهم التفاوضي وهم تكتلات وأقسام وجماعات مسلحة وكلا له أجنده خاصة تابعه لمن يكنون لهم الولاء ,فالاختلاف كبير فمنهم جماعة تكن الولاء للسعودية وتلك الأخرى للإمارات وثالثة همها منفعة قطر وتركيا, فكيف يكون لهم الذهاب الى الحوار والمفاوضات وهم أتباع ومجندين لخدمة أمريكا وإسرائيل, هنا لزم القول الصحيح والتأكيد الواضح انهم اذا أرادوا الحوار مع طرف حكومة صنعاء: عليهم أولا البدء بتوحيد كلمتهم وجعل خدمة اليمن مطالبهم ونبذ كل الفرقة بينهم والإعلان عن تماسكهم وانهم غير منصاعين لاحد لا لأمريكا ولا لإسرائيل.
والعاقبة للمتقين.