فهد الجبوري ||
الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها ، وأصبحت خاضعة لإرادة الولايات المتحدة
ما أثار الدهشة والغضب في الوقت نفسه هو التصريح الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جيتيريش السبت الماضي والذي ادان فيه الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وقوات التحالف بقيادة السعودية .
ويبدو ان السيد جيتيريش حتى الان غير قادر على التمييز بين الجلاد والضحية في حرب اليمن العبثية التي دخلت قبل ايام عامها الثامن ، حيث ما زالت السعودية تقود حربا ضروس ضد شعب اليمن الفقير تسببت في قتل مئات الآلاف من السكان المدنيين الأبرياء خلال حملات القصف الجوي للمنشأت المدنية والمدارس ورياض الأطفال والمستشفيات وحفلات الأعراس وغيرها ، وكذلك تشريد وتهجير الملايين من اليمينين داخل بلادهم بعد تعرضهم للقصف الوحشي .
كل ذلك يجري أمام اعين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ، والسيد جيتيريش يحاول ان يتعامل بمنطق " الحيادية " في أخطر أزمة إنسانية يشهدها " العالم المتحضر " في القرن الحادي والعشرين .
أي منطق هذا وأي " حيادية " يتحدث بها الأمين العام للأمم المتحدة التي باتت خاضعة بالكامل لارادة القوة المتغطرسة في العالم " الولايات المتحدة "
ويبدو أن السيد جيتربيش وحفاظا على منصبه ، لا يتجرأ على قول الحقيقة ، لان النطق بها سوف يغضب من ساعدوه بالوصول الى هذا الموقع .
وأين هو من التقارير التي تصدر عن المنظمات الدولية ومنها تلك التابعة الى الأمم المتحدة بشأن مأساة شعب اليمن ، وهل سمع ما قامت به القوات السعودية يوم امس ( الأحد ) من قصف العاصمة صنعاء .
ومن ذلك منظمة هيومن رايتس ووتش التي اتهمت قوات التحالف مرارا بقتل المدنيين وتدمير المراكز الصحية والبنى التحتية ، وانتقدت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لسكوته عن انتهاكات قوات التحالف .
أما المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فقد قالت في تقرير لها صدر في سبتمبر انه ما يقرب من ثلثي المدنيين الذين قتلوا في الصراع اليمني لقوا حتفهم نتيجة للغارات الجوية لقوات التحالف .
وهذه منظمة الأغذية والزراعية التابعة للأمم المتحدة تحذر مرارا من تفاقم المجاعة في اليمن حيث يعاني ملايين الأطفال من سوء التغذية الشديد ، وأظهرت دراسة لبرنامج الغذاء العالمي أن ما يقرب من ١٣ مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغدائي بينهم ٦ ملايين يواجهون " حالة طوارئ" .
كل هذه الأرقام والأدلة الدامغة لم تحرك الجانب الإنساني عند الأمين العام للأمم المتحدة ليتخذ الموقف الصحيح من أزمة اليمن ، ويقوم بتسمية الأمور باسمائها ، ويعلن من هو الجلاد ومن هو الضحية .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha