عبدالجبار الغراب ||
إحلال السلام في اليمن عناوين طالما تغنت فيها دول العدوان لوضعها فرص وتقديمها للعديد من المبادرات جاعلة السعودية وبالأخص من نفسها كوسيط ومصلح بين الأطراف , متهربه في ذلك من كل جرائمها المرتكبة بحق اليمن وشعبها , لتخوض لنفسها ويلات كبيرة غرقت في مستنقعات اليمن العميقة , فكلما وضعت لنفسها محاولات قد تخرجها بوجه يعيد لها جزء يسير من كرامة , كلما أوجدت بذلك لها عثرات تراكمت على إثرها خسائرها العسكرية والاقتصادية , ومن دعوات مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية للحوار في الرياض خطوة جديدة قديمة للتهرب عن كل فضائع الإجرام وكوارث الانتهاكات الانسانية بحق اليمنيين.
ومن أفضلية المقارنة والتأكيد وبمختلف النجاحات العسكرية والتى فرضتها المعطيات والوقائع الحالية ,وتعزيزها بذالكم الامتداد الواسع والكبير لعظمة شعب صامد تلاحمت وتظافرت فيه كامل العوامل التى خلقت الانتصار ووقفت بقوة صبر وإيمان وجهاد ورافدت بسخاء وعطاء الجيش واللجان الشعبية بمختلف الوسائل والإمكانيات بالرجال والمال وقوافل. الغذاء , وبإحياء اليوم الوطني للصمود وبالحشود المليونية في مختلف ساحات وميادين مدن اليمن أرسالها لرسائل عظيمة لدول العدوان بالوقوف بحزم ومواصلة حتىتحقيق كامل الانتصار وبمدى قوة التلاحم والاصطفاف الشعبي مع القيادة الثورية والسياسية , بعكس الدواعي والأهداف الحقيقية لمشاورات الرياض والأحاديث ومساعيهم العديدة والمبذولة لإحتواء الاختلافات , ولإكمال مسارات ونقاط تطبيق اتفاقية الرياض السابقة ولجمع الشتات بين مختلف فرقاء الخونة والمرتزقة اليمنيين الاعداء المنضوين تحت أكناف وجوانب دول تحالف العدوان , وجعل مشاورات الرياض لاختيار من يمثل المرتزقة في الحوار والتفاوض مع طرف صنعاء من هم أفضلهم طاعة وولاء وإستماع لكل املاءات دول العدوان.
ومن هذا الصعيد الواضح والمنطلق الهام هل أدركت قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي خطورة المواصلة والاستمرار في عملياتهم الإجرامية على اليمن واليمنيين وماترتبت عليها من نتائج وعواقب فضيعة جراء قيامهم العدواني وعلى مدار سبعة اعوام كاملة لتأثيراتها الكلية بمظاهر ضعيفة في كل الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية لتتهالك قواهم وتتحطم أفخر وأحدث عتادهم العسكري المتطور على أراضي اليمن السعيد وتنكسر شوكتهم وتتقزم مكانتهم العالمية وصورتهم السابقة كقوة عظمى لها السيطرة والتحكم وعندها القرار وقوة النفوذ وتصبح في وضع صغير عكستها عليهم وأظهرتها للعالم بهذا الضعف والهوان والإذلال قوى الخير والإيمان والجهاد والصمود الأسطوري التاريخي للشعب اليمني العريق وقوة وعزيمة وشموخ وبسالة مجاهديهم المؤمنين الأحرار المتسلحين بكتاب القرآن جيشهم المغوار ولجانهم الشعبية المجاهدين الأبطال.
فكان لإستمرارهم الوحشي والجبان وفي تصعيداتهم العسكرية وحربهم ومواصلة حصارهم الإجرامي ومنذ سبعة أعوام على اليمن وشعبها العظيم وإرتكابهم للمجازر اليومية زيادة في نتائجها وعواقبها الكبيرة والتى فرضت ردود عسكرية عنيفة قوية قام بها الجيش اليمني واللجان الشعبية وتنفيذهم للعديد من العمليات العسكرية النوعية عن طريق القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التى كان لمفعولها القوي حجمها المؤثر لردع العدوان وجعله يفكر لإعادة حساباته الخاطئة ومخططاته المكشوفة الضعيفة, لتسفر عمليات الأعاصير اليمانية في كشفها القوي لهشاشة دفاعات دول العدوان وفشلها في التصدي للصواريخ البالستية وسلاح الجو المسير اليمني من الوصول الى أهداف ومواقع حيويه كبرى في عاصمة الإمارات ابو ظبي ومدينتها الاقتصادية العالمية دبي وعمق عاصمة العدوان الرياض وأكبر منشأتها الحيوية ومصافي ارامكو العالمية وصولا في التنوع والقدرة في الوصول الى جميع انحا مملكة بني سعود فمدينة جده وأبها ومدن الجنوب كلها وأغلب مدن المملكة التى لم تخلو من الإستهداف بالصواريخ والطائرات المسيرة لليمنيين.
ومع التماشي مع سير عمليات التصعيد الجبانة لتحالف العدوان وفضاعة أساليبه لتشديد الحصار ومنعه الممنهج والمدروس للتضيق على اليمنيين ومنعه لناقلات النفط والغاز والغذاء والدواء من الدخول عبر ميناء الحديدة هو أسلوب إستقواء لأغراض ومكاسب قد يحققوا من خلاله نصر جزئي لتعويض خسارتهم العسكرية في جميع جبهات القتال مع اليمنيين على مدار سبعة أعوام كاملة , فكان لإشتداد الأوضاع المأساوية الفضيعة وجرائم العدوان المتعمدة والقتل المباشر والجبان للمواطنين العزل الأمنيين في مساكنهم والتدمير الممنهج للمنشآت ولمباني الاتصالات وعدم مراعاتهم حتى لأبسط الحقوق الإنسانية وإستهدافهم للمحتجزين المساجين في الإصلاحيات المركزية : خلقها للردود المباشرة المشروعة القوية للجيش اليمني واللجان
الشعبية وقيامهم بعمليات إستراتيجية نوعية أخرجتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني لتفعيل الاستهداف للمنشآت الحيوية والهامة والحساسة للمملكة السعودية لكسر الحصار.
لتحقق عمليات كسر الحصار أهدافها بدقة متناهية فكان لإمتلاك خارطة البيانات وإحداث الاختراق والنجاح في ضرب الأهداف وبتلكم المشاهد الفاضحة لاحتراق مصافي ارامكو في مدينة جده ولأيام لم تستطيع قوة مكافحة الحرائق إخمادها , ليراجع العدوان تخبطاته ويضعها على محمل الجد , ويذعن للمقاربة لوضع مخارج وحلول لنهاية الحرب في اليمن , ومن بوابة مجلس التعاون الخليجي كانت الدعوات لجعل الحوار خيار وحل يقود الى سلام دائم بين الجميع لتعتري الدعوات غموض وشكوك حول جدية المطالبات فإختيار الرياض محطة لاحتضان الفرقاء هي تهرب واضح عن حقائق الأحداث, وإغفال كامل لكل الجرائم والانتهاكات التى قامت بها دول العدوان بحق كامل الشعب اليمني, لينفذ اليمنيين ضربتهم الكبيرة لعملية كسر الحصار الثالثة لتتصاعد الردود الدولية المنددة والشاجبه بعملية كسر الحصار اليمنية الثالثة,ليضع الرئيس مهدي المشاط مبادرة ذهبية لتحالف العدوان للجنح الى السلام ولمدة ثلاثه أيام تقف كل العمليات العسكرية الموجه الى دول العدوان وحتى التى بالداخل اليمني , ليلتقف العدوان مبادرة المشاط بإيقاف العمليات العسكرية تشجيعا لإنجاح المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض تاركآ الحصار ضمن أهدافه للاستقواء وتعويض خسائره.
وبإنتهاء المده الذهبية لمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء مهدي المشاط وعدم إلتقاط محتواها بشكلها الكامل وتجزئتها من قبل طرف تحالف العدوان فإعلانهم وقف إطلاق النار فقط يضع ألف علامة إستفهام لإستمرارهم بفرض الحصار , وهذا ما سيجعل لعملية كسر الحصار اليمنية تفعيلها بقوة عظيمة ستفرض قبول سريع لمطالب جميع اليمنيين , فلا سلام بدون رفع الحصار بيان أوضحته الرئاسة اليمنية وحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء , ومن هنا بدأت تشعر السعودية بخطورة عملية كسر الحصار وجلبها للكثير من الهلاك والدمار للاقتصاد السعودي والعالمي , فكان للعدوان القبول والإذعان لمطالب حكومة صنعاء وبطريقة وبأخرى تم الإيعاز لوزير خارجية فنادق الرياض بالقيام بأسلوب من يأمر برفع الحصار وكإنه بذلك يعلن بهمجية وبدون حياء ولا عنده إستحياء ولا يحترم مشاعر ثلاثين مليون يمني ان من فرض الحصار على اليمنيين هم بذاتهم وليس أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ,ليتوضح مع كل هذا الإذعان مسارات عديدة وقبول تام بما كانت تتطالب به حكومة صنعاء وعلى الدوام لا قبول للحوار والمفاوضات الا بإيقاف العدوان ورفع الحصار فهذا تم وما بعده سيكون لخيار الجلوس مع الأطراف المعتدية على اليمن في دولة محايدة و هو طلب تدرسه أمريكا ولوح إليه وزير خارجيتها إنطوني بلينكن في حديثه بإتصال أجراه مع سلطان سلطنة عمان للدفع بعملية السلام في اليمن الى الأمام , وهو بذلك يرسل تلويح بإحتضان مسقط للحوار اليمني اليمني بعد إكمال المشاورات والتفاهمات بين فصائل الإرتزاق في الرياض للاتفاق على معظم البنود والمستبعده في النجاح وتصويرها إعلاميا بشكلها الناجح والتوافقي منها النبود المكملة لاتفاقية الرياض السابقة , وإقفال وإغلاق جميع ملفات المشاكل والاختلافات بينهم , وتشكيل شخصيات توافقية لتمثيلهم في الجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات مع الوفد اليمني الوطني المفاوض بصنعاء, وسيكون للحذر والترقب مفعوله القوي من قبل حكومة الإنقاذ بالالتزام الفعلي بتطبيق الهدنة من قبل تحالف العدوان وأيضا للشكوك من أكاذيب وتحايلات ومكر الأمم المتحدة من جعل هذه الهدنة مفخخات للصيد في جسد اليمن وشعبها العظيم.
والعاقبة للمتقين.