عبدالجبار الغراب ||
كالعادة وللعام الثامن يدخل شهر رمضان على اليمنيون في ظل إستمرار تحالف العدوان السعودي الأمريكي الجبان في إرتكابه للجرائم وإنتهاكاته لكافة الأعراف والمواثيق الدولية في فرضه للحصار الجائر والظالم ولسنوات طويلة , بل انهم متماشين ومستمرين في قيامهم بوضع التأمرات على الشعب اليمني لتحقيق ما أقدموا عليه من حرب داخل عامها الثامن بدون نتائج ولا أهداف تمكنوا من تحقيقها , وها هم وبإستخدامهم المتواصل للتظليل وخلقهم للأكاذيب وفي عادتهم المعهودة بوضع العراقيل والأشواك وإفتعالهم للعثرات وذلك لتأجيج الخلافات وإطالة أمد الصراعات في مناطق اليمن هذا ما ثبت سابقا وبان للمتابع والمشاهد وللجميع وبدون إستثناء ,ويظهر الان وحاليا من خلال الدعوات التى تبناها مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية لعقد مشاورات في الرياض هي في الأساس دعوة مدروسة ومرتبة ومن نواحي عدة لعبت الأمم المتحدة الدور البارز فيها وتقديمها للهدنة ولمدة شهرين لإفساح المجال للمشاورات والحوار للأطراف اليمنية وهي بذلك تعطي محاولاتها المستمرة لتلافي الغرق الواسع لقوى العدوان في وحل ومستنقع اليمن الكبير.
ومن الهزيمة العسكرية والاعتراف بصعوبة تحقيقها للأهداف وتأكيدهم الإستحالة على مواصلة عملياتهم العسكرية على اليمن ولا حتى بتصعيدهم الهمجي على ابناء الشعب اليمني :جعل تحالف العدوان من الخيار السياسي بديل ذو أهمية كبرى لكن بحسب مخططاتهم الموضوعة, فكان المرتزقة المنافقين من اليمنيون ضالتهم الذين اعتادوا عليها لتحقيق الأغراض , ومن مشاورات الرياض الحضور مع عملهم الأكيد بإستحالة حضور طرف صنعاء لأسباب قوة الفرض والشرط وعلو الكعب ,ولانه كان لهم أهداف يحققوها من ظهور مرتزقتهم وأمام وسائل الاعلام تم تنفيذ المهمة بسهولة ويسر تام وبدون مشقه وتعب يذكر ,وبالتجهيز والإعداد لكل مخرجات ونتائج مشاورات الرياض قبل الانعقاد بشهر او أكثر فقط من تم استدعاهم جاءوا للتوقيع والسلام على معد ومخرج مسرحية المرتزقة في أحضان مملكة الرمال, ليجعلوا لماكينات الإعلام تسويقها لحدث هام لوضع نوايا جادة وأهداف صحيحة تقود الى وضع حل لوقف الحرب في اليمن.
فالتأمرات لتحالف العدوان ووضعهم للخونة والمرتزقة وعلى شاكلة تبادل الأدوار تم توزيع المهام وبالعناوين الإجرامية وبالنوايا الهادمه الخبيثة لتحالف العدوان من خلال تشتيت المشتت وإشعال الحرب فيما بين المرتزقة والمناطق التى مسيطرين عليها,وبالضرب على ظهور المرتزقة والاحتكار وإرسال الرسالة بامتلاكهم للقرار عندما قام العدوان بإستهداف شرعية هي منتهية في الأساس تشبثوا فيها بحجج ودعاوي قيام الحرب على اليمن لإعادتها ليضربوا بباطل زيفهم وتروجيهم لشرعية احتووهم في فنادقهم ليرتبوا بدائل من المتواجدين عندهم لنظام هارب منتهي وزال , ويقدمون بغباء لرئيس لمجلس قيادة وسباعية خلافية متخندق كل من فيها بالسلاح والمليشيات ومتهاوية ومنقسمة مبعثرة لها مضامين أساسية أوردها العدوان للتظليل جاعلا من تكوينها هو إحلال السلام وانهاء الحرب وأيضا القيام بما يمكنها للتفاوض مع أطراف الحكم في صنعاء.
هذه المسالك الكارثية والعبثية وفي ظل الهدنة الأممية المعلنة وفي شهر رمضان والتى لم يكون لها أثر على الوجود فالحصار مستمر ولا حتى ملامح بسيطة تم ملاحظتها توحي بتوفير مشتقات النفط والغاز وحتى وان كان السماح لثمان عشر سفينة بالدخول وعلى مدة شهرين فلا مظاهر تبعث بإنفراج بسيط لوضع كارثي طال إفتعاله الجبان من قبل تحالف العدوان والأمم المتحدة التى قادت ورسمت الهدنة لجعلها فرصه لقوى تحالف العدوان لإيجاد تعويض لها لحصيلة نتائج وأهداف ولسبعة أعوام كاملة كانت عليهم وابلآ عظيم من هزائم وانكسارات جنوها من حربها على اليمن وأهلها , ففضاعة إرتكابهم للمجازر الوحشية وقتلهم لعشرات الآلاف من اليمنيون وجرحهم لمئات الالاف وتشريدهم لملايين المواطنين : تشكيلهم وتكوينهم لأكبر كارثة إنسانية عالمية لم تشهد لها البشرية مثلها على مر التاريخ.
وما ان أيقن تحالف العدوان بصعوبة تحقيق الانتصار على اليمنيون وعدم قدرتهم على مواجهة أعاصير اليمن البالستية وطائراتهم المسيرة وعمليات كسرهم للحصار العنيفة ونجاحاتهم المتوالية في ضرب وإستهداف المصافي والمنشآت والمطارات العسكرية في دول العدوان وتقديم الرئيس المشاط للمبادرة وجعلها فرصه للعدوان املا في إستداركه لعواقب الاستمرار في الحرب وفرض الحصار : ليعيد العدوان ويرتب لنفسه حسابات جديدة بعيدة عن حساباته العسكرية المستحيل تحقيقها والاعتراف بفشلها وحتى في الوقت الراهن على ابعد تقدير لصعوبة لملمة الأوضاع وتكوين وتطعيم جيوشهم بجماعات إرهابية, وعدم تمكنهم من التصدي لهجمات اليمنيون الصاروخية , لينظروا الى الجانب السياسي كفرصة سانحة للعبة لتحقيق ما عجزوا عنه عسكريا ,لتفتح بوابة الرياض والمشاورات بين فصائل
المرتزقة مجالاتها العديدة لقوى تحالف العدوان لإستدراك إنكسارها وفشلها في تحقيق أهدافها :لأسباب أهمها المواجهة والصمود الأسطوري للشعب اليمني والجيش واللجان الذين وقفوا للعدوان بالمرصاد وكانوا جبال رواسي عظام متسلحين بقوة الإيمان وبنور الهدى كتاب القرآن وبقيادة ثورية إيمانية من أعلام الهدى والنور وسياسية حكيمة تصدت وأذلت وكسرت وإهانت الطغاة والمستكبرين وأعوان الشياطين.
فالفشل العدواني العسكري السعودي الأمريكي على اليمن ولمدة سبعة أعوام كاملة جعله يتدارس خيارات لتعزيز الفرص لنفسه وإثبات معظم ما يصورها أحيانا بوصفه بطرف المحايد وهو من يقدم المبادرات ويضع الرؤى لخلق حلول تؤدى الى تفاهمات بين مختلف اليمنيون : وهي مسارات عديدة ياما استخدمها تحالف العدوان وتحديدا مملكة الرمال , وكم يا محاولات وما أكثرها وهي كلها لأغراض الهروب والتنصل وعدم تحمل المسؤولية الكاملة لتبعات عواقب ارتكابهم للمجازر في اليمن والتدمير والتشريد المتعمد لملايين اليمنيين وأيضا الملاحقة القانونية والدولية التى أعدها ويعدها اليمنيون لمقاضة حكام السعودية وأمراء الإمارات جراء ارتكابهم جرائم حرب في اليمن وبحق كامل الشعب اليمني الصابر والصامد في وجه قوى الأستكبار العالمي , والذين هم في الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وما يحتاجه هذا الشهر من متطلبات أغلبها انعدم ومن وجد بلغت الأسعار أشدها في الارتفاع بفعل حصار جائر طال وأثر وظل في ازدياد والحقوق العامة تم سلبها ونهبها ومصادرة ثروات اليمنيون فلا مرتبات كانت تنعش من أقتات عليها, ولا أعمال كانت تغطي نفقات من يعيشون على إعالة من لهم أسرة كبيرة , ولا مصانع ظلت موجودة تحوى بداخلها عشرات الآلاف من العمال فقدوا وظائفهم بقصفها المباشر من قبل تحالف العدوان.
لكن ومع كل هذا فالشهر الفضيل عند شعب اليمن والإيمان له روحانيه دينية عظيمة وفضائله الحسنة الخيرة كثيرة التى ما زالت وعلى الدوام متأصلة وثابتة عند كامل الشعب اليمني, فالمكارم والإحسان يمتلكها اليمنيون وتزداد في ظهورها بفعل الأوضاع الحالية , فالجود والعطاء والمساعدة بين الجميع تعاظمت وبلغت أعلى مراتب التعاون والتكافل ,لتزداد روحانية الشهر الفضيل في مظاهر الطلب على تحصيل العلم وأخذ الدروس الدينية والجلوس بحلقات القرآن والاستماع للمحاضرات الدينية الرمضانية اليومية الصادرة من قيادة حكيمة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والتى جعلت من التنوير الرباني رسالة هدى ومن المنهج القرآني دروس وقيم وهداية ومعرفة بالله ومن الثقافة القرآنيه إستبصار وإسترشاد للواقع وإستيضاح لمختلف العوامل والأحداث التى دارت علينا بفعل فاعل وبقوى إستكباريه عالمية أرادت هدم الأمة الإسلامية والقضاء عليها ,ليستدرك ويستشعر ويعي الجميع مخاطر العدوان وما يتطلب على الجميع من ضروريات للفهم والإستيعاب وخلق للرؤى والأفكار التى تقود الى إستشعار المسؤولية الجهادية التى ينبغي على الجميع التوجه اليها بعزيمة إيمانيه وتوجه رباني حقيقي مطلق كامل الوضوح لتحقيق النصر الكامل وأبطال تأمرات العدوان ومرتزقته وإفشال محاولاتهم الجبانة والهمجية في خلق الدسائس ونشر الأكاذيب لإختراق الأمة من داخلها بعد فشلهم الذريع بمختلف الوسائل والإمكانيات الكبرى المتاحة لهم.
وشهركم مبارك وكل عام واليمن وأهلها بخير وأمن وأمان وإستقرار دائم.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha