عبدالملك سام ||
كانت ضربة الإعصار موفقة لدرجة جعلت أمريكا نفسها تهرع لتضغط على السعودية للقبول بهدنة ، وفرحنا جميعا عندما سمعنا صدى التوجع السعودي على كل القنوات ، وأستبشرنا خيرا بأنباء فتح المطار والميناء وإنخفاض سعر الدولار وهدوء الجبهات لمدة شهرين .. فماذا حدث ؟! لم يفتح المطار ولم يرفع الحصار ولم تنخفض الأسعار ولم يعود الأسرى ولم تهدأ الجبهات !! بمعنى آخر أن العدوان حقق هدفه الرئيسي وهو إيقاف إستنزاف النفط السعودي ، بينما نحن لم نجني شيئا يذكر سوى أرتفاع سعر النفط (رسميا) ، وبذلك لم ننل سوى سخط الناس المتعبين في ظل صمت حكومي مشبوه !
بالنسبة لنا فقد تعبنا ونحن نقول أن هذه الحكومة فاشلة ولا تليق ببلدنا وشعبنا الصامد ، ومللنا ونحن نسمع تصريحات المتحدثين الرسميين البلداء وهم يكررون ذات الكلام الذي لا يتغير حتى لو تغيرت الظروف من حولنا ، وهذا يعني أن حكومتنا العتيدة ماعادت قادرة على تقديم شيء ، بل أن كل شيء يمشي بالبركة ، ولا قرارات تنفذ حتى على مستوى عودة أجرة الباصات إلى 100 ريال ! وأرتفعت الأسعار وأنتشر الفساد وأزداد أنين المواطن .. لو كان الأمر على الصمود فنحن صامدون حتى النهاية أمام غطرسة وعدوان السعودية ، ولكن نحن نتحدث عن إصلاح أنفسنا داخليا ، خاصة في ظل هذه الظروف وفي هذا الشهر الكريم .
في رمضان كنا نعول أن نتفرغ هذه السنة للعبادة وإستماع المحاضرات ولم تتعدى أحلامنا أن يمر رمضان بهدوء فقط ، فنحن من سنوات نعاني من ظلم آل سعود الذي يشتد في رمضان من خلال "حرب الموائد" التي تشن علينا ، وكنا واثقين من قدرة فريقنا المفاوض في عقد صفقة ناجحة خصوصا وقد سمعنا ما فعلته قواتنا الباسلة في العمق السعودي ، ولكننا تفاجأنا بصفقة حققت أهداف العدوان كاملة ولم تحقق لنا شيئا يذكر ، فهاهم يتوعدون ويخترقون ويحاصرون ، بينما نحن نتفرج ببلاهة ونشتكي دون أن نفعل شيئا ، والوقت يمضي وفي حال وجدت أمريكا بديلا للطاقة الروسية فلا قيمة لما فعلناه !
نريد اليوم صحوة حكومية ، والبت في قضايا الفساد ، وعودة الدولة لشوارعنا ومتاجرنا خدمة للمواطن المسكين الذي وضع ثقته في هذه الحكومة ، أو أن تتاح الفرصة لحكومة الثورة بالعودة من الجديد ، فقد كانت حكومة تلبي مطالب الناس ، ومبرر إزاحتها من الساحة قد أنتهى منذ أعوام ! لقد عشنا أفضل أيام اليمن في ظل حكومة اللجنة الثورية ، وكان الخطأ في إيقافها إرضاء "للشركاء" ، فالعبئ ملقى على الثورة وحدها ، وكل الناس تخطئ حتى أن حكومة العملاء عدلت من نفسها مضحية بشرعيتها من أجل تحقيق هدفها بأن تحتل السعودية كل اليمن ، فلماذا لا نعدل من أنفسنا لأجل اليمن واليمنيين ؟!