منتصر الجلي ||
يتفق أغلب الباحثين والمثقفين في أي رقعة كانوا من هذه المعمورة، وعلى تراب أي بلد هم، "أن الإنسان الذي لا يهتدي لمحاكاة العصر ولغته المسيطرة اليوم لا بقاءء له وأن البقاء للأقوى" قاعدة البقاء لديهم هو الميزان المادي في العالم وهو قيد حديثه، على جميع مستويات الحياة، في أي بلد يمكن أن نلحظ فيه التقدم الاقتصادي والعسكري والنهضة الحديثة.
فرضا أنه قد يرد السؤال التالي على لسان أحد سكان شعوب العالم الثالث، والتي معظمها عربية ومنها أفريقية وأسيوية، السؤال الذي قد يتبادر...
-مالذي جعل العالم المتقدم أو الغربي أو ما يسمون به أنفسهم عالم الحضارة من الدرجة الأولى يصلون إلى ما وصلوا إليه من موقع متقدم على مستويات الحياة الظاهرة؟
- هل المال والثروة المفرطة؟
- أم النفط وما يصب في دهاليز عالمهم من النفط الغربي وغيره؟
- هل النظرة الشخصية لذاتهم وأنهم غير كل البشر حد زعمهم لذ يسعون للتميز؟
- أم الديانات و آلهتهم الوثنية ومختلف الطقوس الوضعية؟
- أم العلم والأبحاث المختلفة فيه؟
نتوقف هنا قليلا ننظر.. بعين الحقيقة، النظرة القرآنية التي أمر الله سبحانه وتعالى، من خلال العمل به، كونه دستور حوى النظرة الحديثة والتطور العلمي، حين كانت أوروبا تقبع في عهد التلموذ والانحراف وعبادة البشر وصراع حول عرش العالم، في حين كان الواقع الغربي وأوروبا تدور حول أقطاب فلاسفتها ومآثرهم من سقراط الى أرسطوا طاليس إلى العديد من منظروا الغرب، حول قوانين الحياة وكيفية العيش وأسباب الوجود وكيفية المادة واختلاف الوقت والعبرة من الخلق.. والعديد من التكهنات التي سادت تلك المجتمعات والتي مثلتها دولة الروم آن ذاك.
وفي وضع كذاك نرى الإسلام يجتاز كل تلك النظريات ولا يقف عند حد منها، نرى القرآن يضع تفسير كل شيء ومحط كل شيء وسبب علته؛ جاء القرآن يضع الموازين بالقسط لكل البشرية، في قانون إلهي عظيم كونه من خالق الكون ومدبره، لذا عُزَ عن الخطأ والظن، التأويل والتنظير.
نعود إلى سياق حديثنا والإجابة عن الأسئلة التي تقدمت ومحورية حقيقتها.
إنه وعند الحقيقة نجد أن كل ما افترض من تساؤل ليس من الصحة في شيء، وإن صح الأخير منها كونه استند على مقومات أسست قبل تلك المرحلة.
الإجابة تكمن في (الاهتمام بالنشئ والأجيال ) على أساس هم أرادوه لبناء لبنة شعوبهم، من خلال استراتيجيات مزمَّنة للمستقبل، ومُسلَّمَات يجب عليهم أن يزرعوها في الجيل والأبناء لا مناص منها ولا خروج عليها، من وجهة نظر تكمن في :
١- المعتقد والدين .
٢- الهوية الشعوبية والعرقية.
٣- الولاء للأهداف الكبرى.
٤- تقديس الوجود لديهم.
٥- القدوات والمنهج.
هذه أبرز الأسس التي قامت أجيال الغرب عليها، هي مُسلَّمَاتٍ عميقة شملت مناحي الإنسان عامة، في الهوية والدين والتصرف والهدف والوطن،في عمل دؤوب لم يكن حصرا على مدارس رسمية وتدريس عام، بل في طور من البناء المتين عبر ميادين تأهيل عديدة، الدينية والاجتماعية والعلمية، وعبر مسارات متفاوته تتدرج حسب الفئات العمرية، وإخلاصا لتلك المبادئ والأهداف التي تعلموها انطلقوا، فكانت جهود ذلك الطفل والشاب والرجل تصب في تحقيقها، دون مراعاة لأي اعتبار وظيفي أو مقام معين المهم الوصول إل الغاية التي رسمت للشعب والمجتمع.
وكنتاج طبيعي ظهر الغرب الكافر، بزعامة الصهيونية العالمية بالكل الذي هم عليه اليوم، فغزو الفضاء وظهور الحاسب والثورةالتكنولوجةو العسكرية الكبر التي قد تبيد الكوكب هي فرز لتلك المُسلََمَات والأسس التي تعلمتها الأجيال وهكذا.. هُلُّمَ جَر.
هذه لمحة موجزة لما قد تتركة المدارس والمراكز الصيفية التي هي نتاج طبيعي تفرضه المرحلة وواقع العالم بشكل عام، من حولنا، فالمواكبة والنهضة والثورة التكنولوجية التي يطمح لها شعبنا اليمني على جميع مستويات الدولة، والنهضة الزراعية ومثلها العلمية وكشف مبهمات الكتاب،كلها تأتي في حال توجه الجميع للاهتمام بالأجيال وبناءها بناءاً قرآني على أسس وثوابت ومبادئ وطنية دينية وهوية إيمانية يمنية خالصة، وأعظم المُسلًمَات لدينا هو القرآن الكريم ، دستور
جامع شمل كلما أرادالإنسان من حوله.
هنا نجد حتما أن واقعنا والطاقة الغيبية معنا كبيرة وهي عامل أساسي للنجاح في الحياة ومنها تنبجس رؤيتنا وثوابت منطلقاتنا، على بصيرة قرآنية خارقة للوجود، ونسبة الخطأ صفر، فقط انطلاقة جادة للتعليم، فلا معضلة في الواقع العملي يمكن أن تقف أمام شعبنا وأبناءه وأجياله وهو ينطلق على بصيرة قرآنية لإصلاح الحياة وبناءها على وفق ما أراد سبحانه وتعالى من استخلاف في الأرض؛ كل هذا يتأتى من خلال المدارس الصيفية التي ترسخ الهوية الإيمانية عبر سبلها التي هي مفتاح النهضة و التقدم العلمي والحضاري اليوم.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha