عبدالجبار الغراب ||
قبل إنقضاء مدتها وبساعات قليلة تحركات أممية حثيثة مستمرة وبإيعاز وبإهتمام كبير من قبل دول تحالف العدوان لتمديد الهدنة في اليمن والمزمنة شهرين لا شيء يذكر وإنما لنوايا لأهداف لم تحقق لهم الهدنة الأولى المزمنة بشهرين لتبرز إلى الأفق دلالات واضحة بصعوبة إستمرار الهدنة ولأسباب عديدة وكثيرة خصوصا في ظل التعقيدات والعراقيل والعثرات الموضوعة من قبل تحالف العدوان والأشواك التي تحول دون الوصول الى اتفاق بين الأطراف لمواصلة الهدنة وخاصتآ بعدما ظهرت كل النوايا الكاذبة وعدم تنفيذهم لكل ما تم الاتفاق عليه سواء بتسير 17 رحلة من مطار صنعاء الدولي الى واجهتين الأردن ومصر والسماح بدخول 18 سفينة الى ميناء الحديده خلال فترة الشهرين , لتظهر مع كل ذلك خروقاتهم المتعددة التي قد تفشل فرص إحياء التمديد للهدنة الأممية.
فالعراقيل مصطنعة من قبل تحالف العدوان فالمرتزقة لا يملكون القرار فيتم الإيعاز لهم برفض مقترحا أمميا بفتح طرق عدة في تعز , ولذلك هم رفضوا مبادرة الوفد الوطني المقدمة بمفاوضات عمان المتضمنة بفتح ثلاثة طرق رئيسية إلى مدينة تعز والتي قدمها الوفد الوطني كمرحلة أولى إنطلاقا من حرص القيادة الوطنية على تخفيف معاناة المواطنين في مدينة تعز، لكنها انصدمت برفض المرتزقة للمبادرة وإفشالهم للمفاوضات الجارية في العاصمة الأردنية عمان ,لان مرتزقة العدوان لهم حسابات ويركزون على الطرق التي تشكل خطوط تماس عسكرية وهي متداخلة في الجبهات ولا تفصل بين خطوط الإشتباك سوى أمتار قليلة.
لهذا فالهدنة الأممية والتي تنتهي مدتها مساء الخميس 2 يونيو تواصلت المساعي والمحاولات المستفيضة وهنالك إستنفار تام أمميا و أمريكيا على وجه التحديد فالتحركات الدبلوماسية وعلى ارفع المستويات والجولات والزيارات للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن ليندرلينغ ومعه السفير الأمريكي المعين للمرتزقة ستفن هارتس فايجن وسفراء لتسع دول غربية وعقدهم للقاءات مع طرف المرتزقة في عدن وحثهم بصورة سريعة للعمل على تمديد الهدنة,فكل هذه التحركات تضع في الحسبان إستشعارهم الكبير وحسهم لتمديد الهدنة خوفا منهم لانتهاء مدتها مما يجعل لطرف صنعاء حقه في كسر الحصار على الشعب اليمني بعملياته العسكرية التي حققت الثمار قبل أكثر من شهرين من الان وقادت الى فرض واقع جديد دخل الى الواجهة لرسم هدنة قدمتها الأمم المتحدة على أساس رفع الحصار التدريجي على ابناء الشعب اليمني بفتح المطار عبر العديد من الرحلات وإدخال العديد من السفن خلال مدة شهرين وهذا ما لم يلتزم به تحالف العدوان.
ومع كل هذا فالخروقات للهدنة متواصلة لتحالف العدوان وما آخرها الاإسقاط الجيش اليمني لطائرة مسيرة للعدوان فوق العاصمة صنعاء والتي أودت بحياة ثلاثة مواطنين الا مثال لعدم التزام تحالف العدوان بالهدنة الأممية ,فها هو اليوم قامت طائراتهم بالقصف المباشر في محافظه الضالع وقتلها لمواطنيين وبصورة تعكس نوايا العدوان المبيتة لتصعيد الأوضاع واخراجها عن السيطرة التي تسعى فيها الأمم المتحدة للضغط على الأطراف لتمديد الهدنة, فطرف صنعاء يؤكد وبشكل قاطع ان فرصة تمديد الهدنة يلزمها إيفاء كامل ببنود الهدنة الأولى من قبل المرتزقة والعدوان وبصورة واضحة في ما يتعلق بإكتمال ال 17 الرحلة لمطار صنعاء ودخول ال 18 السفينة عبر ميناء الحديده وهذا التقصير والعراقيل التي وضعها العدوان وأدواته المرتزقة تعقد من فرص تمديد الهدنة والتي يعتبرها وفد صنعاء بادرة كبيرة اذا ما تم الالتزام بكل بنودها.
وأيضا مما يؤكد للقبول من قبل طرف صنعاء لتمديد الهدنة هو أحقية شروط وضمانات تقود للعمل الجاد لوضع الحلول لسياسة النقدية ومعالجة لكل الأوضاع الاقتصادية والسير نحو صرف المرتبات وهو ما يحقق انطلاقه الى اتفاق شامل يضع الحلول ويقود الى مرحلة جديدة تفضي الى سلام دائم وكامل وهذا هو المطلب الذي ما يتمناه الشعب اليمني بأكمله وهو ما دعا اليه وعلى الدوام قيادة المجلس السياسي في صنعاء , هنا فالتمديد يقابله طرف صنعاء ومعه كامل الشعب اليمني فالمؤشرات تؤكد صحة التوقعات الرامية الى قبول جميع الأطراف تمديد الهدنة ولمدة قد تطول عن سابقها لسته شهور قادمة او اقل من ذلك بقليل.
والعاقبة يومئذ للمتقين.
https://telegram.me/buratha