كوثر العزاوي ||
لكل مَهمّة أو مهنة أو مشروع أو انجاز أخلاقيات وادبيات معتمدة تقوم على اساسها تلك المهنة، ولعل اهم تلك الأخلاقيات مايسمى{أمانة المهنة} ومنها ينطلق النجاح ويتحقق الارتقاء وتتوسع المقبولية عند الجماهير، وتأتي في مقدمة هذه المهن مهنة الصحافة والإعلام
وما ينسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها، إدراكًا لما للإعلام من أهمية وما يؤدي من وظائف كبيرة وخطيرة على صعيد الاستقرار والتثبّت ، وهنا لابد للعاملين في وسائل الإعلام أن يضعوا الله اولًا نصب أعينهم وأن يلتزموا الأمانة في سلوكهم تجاه أنفسهم وتجاه الأخرين وتجاه جماهيرهم بمبادئ وقيم أساسية، وهذا نوع من الواجبات الشخصية، أي أن الالتزام الشخصي يقع على كل واحد منهم بصفة شخصية ليكون سلوكًا أخلاقيًا سليمًا، هذا فيما اذا،و{ إذا أداةشرط} إذا كان الإعلام أو الإعلامي ممن تهمّهم نزاهة النقل وأمانة إظهار الحقيقة وفضح الإعلام المسيّس، عبر السبق الصحفي التقوائي الذي لاتاخذه في الحق لومة لائم، وإلّا ماذا على المنصف أن يقول وهو يقرأ بعد ما يقارب القرن من الزمن، أن الكيان السعودي الأرهابي قد ارتكب جريمة مروّعة بقيادة عبدالعزيز آل سعود وبإشراف بريطاني وهي الأبشع في تاريخ الإسلام بحق "٣٠٠٠" حاج يمني، عندما كمِنَ لهم مجاميع من جيشه في جنبات مايُعرَف بوادي تنومة عند محطة استراحة قافلتهم لأداء صلاة الظهر وإذا بالعدو ينهال على ضيوف الرحمن العزّل رميًا بالرصاص من كلّ صوب حتى خمدت أنفاسهم، ثم عادوا لقتل الجرحى نحرًا ليقضوا عليهم جميعًا!! "الله أكبر!!!
حقّا وقفنا مذهولين أمام جيل اليوم وهو يقرأ هكذا نبأ ليُصدَم ثم يتساءل: ترى أين الإعلام المنصِف آنذاك ولأي سبب يتمّ التعتيم الاعلامي ليأتي بعده الإعلام المضلّل ومن انطوى تحت لوائه من الدول الحليفة لبني سعود حتى يُزوَّرُ التاريخ ليفهِمُنا أنّ بني سعود الكافر، هم خَدَمة الحرمين ورعاة الكعبة!! والواقع أنهم مجموعة مرتزقة قد خرقت قوانين السماء وانسلخت من بشريتها لتصنّف ضمن وحوش الغاب الذي طالما سجل لها التاريخ الحديث خروقات إنسانية أباحت بها الدم الحرام في الشهر الحرام في بيت الله الحرام كما فعلوا بالحجيج الإيرانيين وقتلهم بحجة التدافع في مشعر منى عند إقامة مسيرة البراءة من المشركين وغير ذلك من الحوادث؟!! ولكن اليوم بفضل الله وفضل الكثير من الأصوات الشريفة والاقلام الحرة الأمينة، إذ تُرفَع الأصوات بالضد من الحرب الإعلامية على اليمن لتكشف المظاهر الحقيقية لبني سعود وعدوانهم وتُبدِّد أهدافهم القذرة، إذ لم يعد أمرًا خافيًا على العالم بأسرهِ، ولِثبات الشعب اليمني في مواجهة التحديات دورًا مهمًا في إلفات أنظار العالم وإثبات أحقيته ومظلوميته، ليكون تلك الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل الرهانات، وانهارت بسببها كل المخططات، مايؤكد ويرسّخ على مرّ سنوات العدوان والى اليوم، أن استبسال الشعب اليمني وصموده وعطاءه الكبير والواعي هو من سينتصر في الآخر بقيادة قادته ذوي البصيرة من رجال انصار الله بموقفهم الشجاع هاتفين بشعار{الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام}
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ} محمد ١١
١٨ذو القعدة١٤٤٣هج
١٨-٦-٢٠٢٢م