محمد صالح حاتم. ||
يعيش الناس ايام العشر من ذي الحجه، يتهيأون نفسيا ً، ويستعدون لتوديع الحجاج الذاهبون إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج.
والتي تبداء الرحلات من العشر الأواخر من شهر ذي القعده، تغادر الطائرات مطارات اليمن، محملة بحجاج بيت الله.
والبعض عبر المنافذ البرية فوق باصات النقل الجماعي، ومنهم من يذهب فوق سيارته الخاصه، هذه الذكريات ليست بالبعيده، بل من اواخر القرن العشرين، زماننا والذي كانت فيه ذكريات نعدها جميلة.
اما زمن ابائنا والاجداد فما اجمله من زمن، كما يحدثونا عنه، رغم تعب ومشقه السفر الى الديار المقدسة، فوق الأبل، والخيول، يقطعون آلاف الكيلومترات من قراهم حتى يصلون إلى مكة المكرمة والمدينة المنوره.
كانت المدرهة من الموروث الشعبي الذي ارتبطت بموسم الحج وعيد الاضحى، حيث كانت تجهز المدرهه مع توديع الحجاج، والمدرهه او ماتسمى( المرجيحه)، تظل جاهزه حتى عودة الحجاج، وهي عبارة عن عمودين من الاخشاب، يتدلاء منها حبلين يربط اسفلهما بقضيب من الخشب، يوقف عليه، شخصين الذي يقوم باللعب بالمدرهه، وهو ينشد كلمات شعرية حزينه، ودعاء وتضرع وابتهال لله سبحانه وتعالى، أن يعود الحجاج، سالمين، غانمين، وقد أدواء مناسك الحج.
ويتبادل الاناشيد النساء والرجال
ما أجملها من ايام. !
ذكريات جميله جدا ً، وكان الاطفال يلعبون على المدرهه، وفي الغالب تجهز لهم مدرهه صغيره.
وكان الناس في عيد الاضحى يذبحون الاضاحي والتي كانت في معظمها من ملك المزارعين، نادرا ًماتجد أسره من الأسر لاتملك اضحية سواء ًاغنام او ابقار،وكان يشترك في الاضحيه، الكبش لشخصين
أُسرتين ، والتيس الماعز لثلاث سر ، والبقر لسبعه ُأسر، والابل لعشر أسر، كانوا يتصدقون للفقراء والمحتاجين، اما اليوم فقد اصبحت الاضاحي من المستحيلات،لعدة اسباب عدم امتلاك المواشي، وتربيتها لدى المواطنين، وكذلك لارتفاع اسعارها، فمعظم الأسر، لم تعد تستطيع شراء الأضحية، ويكتفون بشراء كيلو لحم في يوم العيد إن امكن!
وما ارتبط بعيد الاضحى هو خروج المواطنين إلى الجبانات او الساحات والميادين العامه ، يتبادلون التهاني والتبريكات، ويلعبون البرع، والرقص ( بالطاسه والمرفع ) والزوامل والباله، وكذاء في المساء يجتمعون في ديوان كبير، ويستمر هذا ايام عيد الاضحى والذي قد تستمر لمدة اسبوع، إلى جانب استمرار المدرهه، حتى يعود الحجاج فيستقبلونهم، بالفرح بعودتهم سالمين غانمين وقد ادواء فريضه الحج، ويقوم الحجاج بتوزيع الهداياء عليهم والتي تكون في الغالب (مسابح، كوافي للأطفال، سجاجيد للصلاة، كحل، وعطور )، ويجتمع الناس في بيت الحاج يسمعون قصة رحلة الحج، من يوم توديعه حتى عودته.
آه . . أه... ذكريات جميله.. !!
افتقدناها في زمننا هذا.!
فهل سيعود ذلك الزمن الجميل، ويعود الحج وعيد الاضحى كما كان سابقاً، بدون تسييس، بدون صد ومنع.
يعود عيد الاضحى مناسبة تحمل معها السعادة والفرح والسرور، وليس يوم يحمل معه الهم والحزن لعدم القدرة على تلبيه احتياجاته.
عيد مبارك وكل عام وانتم بالف خير وشعبنا وامتنا العربية والاسلامية في عزة وقوة وتمكين.