عبدالجبار الغراب ||
كانت لأجواء عيد الأضحى الكبير في اليمن السعيد كعادتها لسابق الأعوام المأساوية العصيبة الذي عاشها شعب اليمن والإيمان بفعل استمرار تحالف العدوان السعودي الامريكي بعدوانه وللعام الثامن تواليا وفرضه لكل أشكال وانواع الحصار الظالم والجبان مما تسبب في إفتعاله لكارثية انسانية عالمية بلغت مستوياتها المذهولة وأرقامها الخيالية وبشهادة الأمم المتحدة نفسها.
لتمتد عواقب هذة الحرب العبثية على اليمن وشعبها العظيم تأثيرتاها الانسانية بإحداثها لإضرار بالغة الخطورةعلى كافة ابناء الشعب وفي كافة مستوياته المعيشية فكل هذا القتل والدمار والخراب والانعدام المتعمد وبالحصار للمواد الغذائية والمشتقات النفطية وانقطاع المرتبات وصعوبة التنقلات بين المحافظات والقرى والأرياف في معظم مديربات المحافظات والامتناع للسفر لعلاج الحالات الصعبة والموت لألاف الاطفال والمرضى في المستشفيات لعدم حصولهم على الدواء وافتقارها حتى للحصول على المواد الاساسية لصيانة المعدات والأجهزة الطبية التالفة فلا كان لهم الاكتفاء بهذا بل كان لمحاربة اليمنيون في حقهم لزيارة بيت الله الحرام , فالتعمد السعودي في فرض المبالغ المرتفعة لمن اراد الذهاب لاداء فريضة الحج نوعيتها المدروسة من قبل السلطات السعودية لمنعها للحج فمن يمن الايمان والجوار للمملكة قرن الشيطان وبمبالغ خالية هذا نهجهم وحقدهم على الدين الاسلامي فكيف هو الحال لمن هو ابعد وابعد بألاف الكيلومترات للمسلمين الذين يريدون حج بيت الله.
كل هذة الممارسات المتعمدة والاساليب الهمجية المتوحشة لتحالف العدوان أعطت إضافاتها السلبية على الواقع العام لجميع سكان اليمن , فأنعدمت مظاهر الفرحة والسرور والابتهاج بعيد الأضحى المبارك , فهذة الاسباب والافعال كان لوجودها تأثيرها الفعال محدثتآ أوضاعها المأساوية الكارثية فالحصار الظالم الكبير ومجازرهم وانتهاكاتهم العديدة شمولهم في غياب الأفراح عند الكثير من اليمنيين فانعدمت السعادة وعمت الأحزان وصار كأنه يوم مثل كل الأيام , حتى وان ظهرت بعض ملامح الفرحة والسرور والتي نشاهدها غالبا عند الأطفال الصغار في السن , والتى بانت في بعض جزئياتها باعثة للبهجه والسرور , معبرة عن فرحتها بقدوم العيد السعيد , لكنها هي بديهية في الظهور لعدم شعور بعض الأطفال بأفعال وإجرام تحالف العدوان طيلة تمانية أعوام.
لكن في المجمل العام هكذا وكالعادة كانت لكل مظاهر العيد انعدامها الشبه التام , وما ظهور بعض مظاهر الأفراح لبعض الأطفال ما هي الا صورة إعتيادية نتيجة جوانب ومظاهر عده , منها شعورهم النادر بها مثل اللباس الجديد وشرائهم لجعالة العيد , لكن تطغت في الظهور الكثير من الأوجاع والحسرات بفعل فقدان اغلب الاطفال للأباء والامهات او الاخوة او الاصدقاء بفعل غيابهم عن الحياة لجرم فضيع احدثته طائرات تحالف العدوان السعودي الامريكي بقصفها للمنازل والمنشات والمحلات التجارية فقد بلغت الأحزان مداها في الارتفاع بفعل تراكماتها المأساوية التي أثرت على واقع الحياة الاجتماعية السكانية فأرتفعت الاسعار وتصاعدت في بلوغها وعجز المواطنيين عن شراء اضحية العيد.
فاليمنيون ولمدة اعوام العدوان تماشوا وتأقلموا مع كافة الأوضاع ومتقلبات اغلب الاحداث ما الأخيرة منها والمؤثرة عالميا المتمثله بالعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا والتي القت بظلالها على الجميع , فكانت عكس مخططات الغرب والامريكان ومعاونيهم الاعراب المطبعين مع الصهاينة ليكون لتناسق قيامها إيجادها لسبب من عديد اسباب أولها واهمها استراتيجية الردع اليمانية للحيش واللجان الشعبية الناجحة ليكون للاتفاق على هدنة أممية في اليمن قبولها , لتمضي مدتها الأولى المحددة بشهرين بإختراقات وتجاوزات وعدم الوفاء بالعهود والالتزمات التي قطعتها قوى تحالف العدوان على نفسها بكل ما يتعلق بتنفيذ بنود الهدنة لتنتهي مدتها وبدون حتى تنفيذ العشرة بالمائه من بنودها ليتم التمديد لها بشهرين أخرين وها هي قد تجاوزت المائة اليوم من عمرها الكامل ليبقى على نفاذها وانتهاء مدتها اقل من عشرة ايام , ليتدلل للعديد من المراقبين والمتابعين دلائل وملامح واضحة البيان ومعالم موكدة للعيان لصعوبة تكرار التمديد لها لفترة ثالثة لانه لاجديد لهدنة الأمم في إحداثها لجزء يسير من بارقة أمل يتنفس منها اليمنيون لحل معضلة الاشواك الكارثية التي تسببت بها دول العدوان بحق اليمن واليمنيون.
فالواقع الحالي الموجود ثابت ولا تغير في ما التزمت به دول تحالف العدوان من خلال الهدنه الأممية فعدم الوفاء بكل التزاماهم فيما يتعلق بكل بنود ونقاط الهدنة بالسماح بالرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي وبعددها الكلي الموضح برحلتين في الاسبوع لاجديد وتلاعب مستمر وايضا بالسماح بدخول المستشقات النفطية من منياء الحديدة ورفع الحجز عنها وبعدد موضح في بنود الهدنه واقع نفسه مفروض تسلطه على الشعب اليمني قوى العدوان لجعها ورقة ضغط وابتزاز لمقاصد تعويض نص على حساب معاناة الانسان والتهرب عن تعهداتهم بفتح الطرقات في كل محافظات الجمهورية دون إستثناء وبنود اخرى تنصلوا عنها وهربوا منها , ليكشف الواقع الواضح لكل أكاذيب ومغلطات قوى دول العدوان وادواتهم المرتزقة , فالتنصل هي عاداتهم والتهرب هو اسلوبهم.
والجديد هنا إضافي لكل سابق ومضاف حالي ومشهود ومتابع وملاحظ للجميع لكل ما قدمته السلطات في صنعاء لما من شآنه يحقق لليمن واليمنيون الأمن ويعطيهم الأمان والاستقرار ويعيد لهم كل مظاهر الحياة السعيدة التي فاقمت من إوضاعهم المعيشية الصعبة والاجتماعية قوى تحالف العدوان , ومايضاف لجديد الهدنه الأممية هو ما قام به سابقا ويقوم به حاليا الوفد اليمني المفاوض بصنعاء من محاولات عديدة وجادة ومسؤولة للعمل على إقناع العدوان والمرتزقة من التسريع في فتح كل الطرقات التي تخفف من معانات اليمنيون ليظهر وللعيان وبالوضوح التام اهتمام القيادة السياسية بصنعاء بمبادرة ومن طرف واحد بفتحهم طريق الخمسين الستين بتعز بعد التهرب المكشوف من قبل العدوان والمرتزقة , ليضع كل هذا للمتابع والمحلل والمراقب للاوضاع ومن خلال مجريات الاحداث محددات هامه لمخططات مرسومة واعدادات مجهزة لمرحلة قادمة لتموضع وتفاهمات وبناء جديد سريع لعلاقات أعدت لها دول تحالف العدوان مع الصهاينة لمرحلة تعاون وبناء وتنامي واسع وكبير لمنطلق اتحاد لتعزيز الحلف عسكريا مع الامارات والبحرين والسعودية وتشكيلها لنيتو عسكري عربي صهيوني وجهته الاساسية وبوصلة تحركه صوب الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق واليمن ولبنان وسوريا وفلسطين.
وما كل هذا الإعداد المسبوق لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة يزور من خلالها كيان الاحتلال والسعودية ويجتمع مع دول الخليج بالاضافة الى مصر والاردن منتصف هذا الشهر والذي كان لولي العهد السعودي زيارته لمصر ولأيام عديدة وبتلك المليارات الهائله المقدمة من السعودية لدعم مصر , وزيارة رئيس مجلس القيادة لفنادق الرياض اليمني رشاد العليمي لمصر ودول خليجة آخرى الا ضمن هذا السيناريو المخطط لتعزيز اواصر التعاون والاصطفاف مع كيان العدو الصهيوني , هنا يجب القول وبصريح العبارة هل من المعقول انه قد تناست قوى تحالف العدوان بأن لكل تحركاتهم وتحايلاتهم وألاعيبهم التي لعبوها سابقا ضد اليمن وشعبها ودول محور المقاومة الاسلامية قد كان لإفشالها السريع وإلحاق الهزيمة العسكرية بهم , وانه وبالمقابل فالالتزام بالهدنه والوفاء عهد مبرم التنفيذ أوفئ به وفد صنعاء لكن العين الكبيرة والهامة لهم كلها صوب الإعداد والتجهيز والتخرج لعشرات الالاف من العسكرين والتطور والتصنيع المتصاعد في مختلف الصناعات العسكرية , والقادم ما لا كان يتوقعه لا عدو ولا صديق لفضاعة الدهاشة والاستغراب التي حققها المخترع والمنتج اليمني من صناعات مهوله ومتطورة سيكون لاخراجها طامه كبرى اذا ما عادت قوى العدوان لضرب اليمن وشعبها او لم تنفذ كل تعهداتها والتزاماتها وكافة الشروط المحددة عليها في هدنة الامم المتحدة وتنفيذ كل ما يخص اليمنيون من اعادة المرتبات واطلاق جميع الاسرى وخروجهم من كافه أراضي اليمن التي ما زالوا محتلين لها.
وان غدآ لناطره لقريب.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha