أسامة القاضي ||
في القرآن هناك علاقة تماثلية وثيقة بين الظالم الفاسد المُفسد في الأرض وجهنم يوم العرض.؟! الاثنان لا يشبعان، فجهنم كلما سُئلت هل امتلأت؟! تقول هل من مزيد؟! والظالم الفاسد وإن أعجبك قوله وأشهد الله على ما في قلبه، غير أنه إذا تولّى أمور الناس سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ، وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ.؟!
هؤلاء الذين يتحدث عنهم رب العباد هم آل سعود وكل من هم على شاكلتهم من الظلمة الفجرة الفاسدين المُفسدين، كلما قِيلَ لَهُم اتَّقِوا اللَّهَ في عباده، أَخَذَتْهُم الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ، وأوغلوا في الأرض فسادا وفي العباد قتلا وتنكيلا، فَحَسْبُهُم جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمِهَادُ.
وكأن ما عاشته المنطقة طوال أثنى عشر سنة الماضية من مجازر ودمار وخراب ودموع وأحزان وشتات بسبب إرهاب آل سعود الذي تجاوز المدى، لم يروي ظمأهم للدم الطاهر البريء الذي أريق أنهارا في بلاد المسلمين، لم يشفي غليلهم ويشبع حقدهم الأسود على كل ما هو عربي ومسلم، سنّي كان أم شيعيّ أم مسيحيّ أم غير ذلك.
ألا لعنة الله على كهنة آل سعود المنافقين، حين ينسبون حكما ظالما جائرا إلى الله العدل الرحيم، ويقولون أنه لمنع الهرج والفتن والعدوان، وهم يعلمون أنهم بهذا الحكم إنما يفجرون صاعق الفتنة بين المسلمين لتسيل الدماء أنهارا، بعد أن لم ينجحوا في إشعالها بالإرهاب والتحريض الطائفي والمذهبي بسبب وعي الأمة وإدراكها لخطورة ما كان يخطط له نظام آل سعود خدمة لأسيادهم في واشنطن وتل أبيب.
بوصلة الأمة يجب أن تكون اليوم تجاه مملكة الشر والظلام والإرهاب "السعودية" في الداخل والخارج قبل "إسرائيل".؟! هذا ما يقوله العقل والمنطق بكل المعايير الدينية والسياسية والأمنية والعسكرية والثقافية، وبالتالي، لا شغل للمسلمين اليوم غير اقتلاع هذا النظام اليهودي الظالم الفاسد من جذوره لأنه حقا أخطر من "إسرائيل"، وإذا لم يفعلوا.؟! فسلام على العرب والمسلمين، وليحل غضب الله على الظالمين والمتقاعسين والمنافقين جميعا.
وهذا ليس بجديد على آل سعود أغتيال من يقف في وجه ظلمهم وجورهم وفسادهم من علماء ومفكرين ومثقفين وشرفاء وهي جريمة موصوفة في حق لحمة الأمة وفكرة الوحدة، واعتداء سافر على شريعة السماء، وتطاول على عدل الله ورحمته، وتشويه لدينه الذي ارتضاه لعباده، ولتفجير لصاعق الفتنة بين المسلمين كي يذبح بعضهم بعضا شيعة وسنة، وخدمة للمشروع الصهيو أمريكي الذي يسعى لإطفاء نور الله كي لا تقوم للأمة قائمة.
فقد رأينا كيف أن أفاعيهم اغتالت الصحابة والأولياء في قبورهم وهم أموات بهدم أضرحتهم.؟! وكيف أنهم يفجرون المؤمنين وهم يصلون لله في بيوته التي لم تعد آمنة في عهدهم .؟! وكيف أنهم أعادوا للعراق كربلاء.؟! وحاولوا إخضاع الشام لحكم يزيد.؟! ثم فتحوا حدود لبنان للتتار والمغول والبرابرة.؟! وأعادوا لليبيا عصر داحس والغبراء.؟! وللأمة من الماء إلى الماء ثقافة الجاهلية الرجعية..؟!
وشاهدنا جميعا مؤخرا كيف أنهم فشلوا في تركيع شعب اليمن العظيم، وفي زعزعة استقرار إيران بالإرهاب، وكيف أنهم عجزوا عن قتل روح المقاومة الشريفة في فلسطين، برغم تحالفهم مع "إسرائيل" وتكالبهم مع أمريكا لتشويه سمعتها ووصمها بالإرهاب.؟! لكنهم لم ينجحوا برغم كل ما انفقوا من مال الريع الحرام، وما جندوا من منعدمي الضمير في إمبراطوريات إعلامية العاهر.!
وكيف أن شرفاء المقاومة نجح برغم قلة عديدهم ومحدودية إمكاناتهم وإمكانياتهم في هزيمة خطاب الجهل والتضليل، فانتصر وعد الله وأتم نوره للناس برغم أنف آل سعود ومشغليهم الصهاينة، الأمر الذي أرعبهم وجعلهم يشعرون بقرب نهايتهم، وارتداد مؤامراتهم ضدهم.
لذلك لم يبقى لآل سعود اليهود من سلاح ينقذهم من هزيمتهم المدوية وسقوطهم الحتمي في الهاوية التي بدأت تلوح في الأفق القريب.؟! وهذا هو رهان العاجز الذي يقلد يستنجد بسياسة فرق تسد البريطانية.؟! ويقلد أمريكا في تحالفاتها الوهمية وخططها المشبوهة التي لم تعد تنطلي على أحد، لأن الوعي بلغ درجة لم يعد معها من الممكن تجييش الناس بالتضليل، والسنة كما الشيعة لبسوا أغبياء للسقوط في الفخ.
بل ما هو أذكى مما يفكر به هؤلاء العملاء البلداء، ويتمثل في اتحاد المسلمين جميعا، سنة وشيعة، لوأد الفتنة بكسر قرن الشيطان في معقله، لأنها الطريقة الوحيدة لإنهاء الشر وانقاد البشرية جمعاء من تآمر آل سعود على الأمة، وإنهاء شرهم، واجتثاث إرهابهم، ووضع حد لفسادهم الذي تزول من هوله الجبال، وأقول لأهل اليمن ولأمتنا الإسلامية فقط صبرا جميلا لن نعلن الحداد ولن نتقبّل التعازي إلا بعد أن يُحوّل سيف عدلنا مُلك آل سعود إلى رماد.؟!