عبدالجبار الغراب ||
تدحرجت كل الوسائل الممكنة نحو السير المرسوم الى تحقيق الاهداف المطلوبة , وآتت جمعيها لحصاد كل النتائج التي اسفرت عنها الحرب العالمية الثانية , فالحقائق الواضحة الجلية سهلت لمن انتصر الطريق وهيئت له كافة الاحتياجات اللازمة كالتسلط والهيمنة والتحكم والغطرسة , لتتموضع كل هذه الاطراف المنتصرة في الحرب العالمية الثانية نحو ما يقودها الى التفرد والاستحواذ الكامل بالقرار العالمي والامتداد نحو دول العالم ومنها البلدان العربية والاسلامية.
هدا الحدث العالمي الكبير والمتمثل بإعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية شكل العديد من الدوافع السريعة للمنتصرين ووضعهم التقاسم والتفرد بالدول بحسب مصالحهم فيها , وفي أشكال جديدة ومغايرة للسيطرة والاحتلال سابقا انتقالهم الۍ وضعيات ومسميات جديدة حالية , ليكون لإيجاد الأسباب وافتعالها والمسببات وصناعتها : أحداث للاستغلال والدخول بطرق واساليب عديدة ووسائل وممارسات كثيرة منها : ما يجعل للوصاية والتحكم بالقرار شكل من اشكال الاستعمار وما أكثره في بلدان العالمين العربي والاسلامي , ومنها ما يحقق لهم بصورة مباشرة , ومنه ما يتطلب ايجاد بعض الوسائل والادوات وذلك من خلال تغير بعض الانظمة واستبدالها بأخر موالي وتابع لهم.
فالتدرج والترتيب لليسطرة علۍ العالم سار وفق ما هو معد ومنظم للمنتصرين في الحرب العالمية الثانية , فكان لاختيار مدنية نيويورك الامريكية عام 1945 مقرا دائما لمنظمة الأمم المتحدة , لتبدٲ وعلى الفور وضع العديد من الخرائط والدراسات لجعلها طرق ومسالك تسهل لهم تحقيق الاهداف والمطامع , فتم تأسيس الأمم المتحدة وتحديدها بآليات ثابتة للاستمرار في مواصلة استكبارهم العالمي , ولدول أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين آنذاك كدول دائمه العضوية ولها امتلاك القرار وعندها حق النقض لكل مشروع او قرار يتقدم به هذا او ذاك , وبحسب المخطط والظهور والتصاعد والتنافس الدولي الكبير دخلت العديد من البلدان في ثورات جعلتها ما يشبه التحالفاث لجعل هذا البلد تابع لجناح والاخر لجناح لتسهم مصر في رسم المشروع التحرري المنادي بالجمهورية بديلا عن الملكية ومن هنا ابتدآت معارك الصراع والتنافس على اليمن بين السعودية ومصر ليدخلوا في اتفاق أنهت بموجبه الصراع , وظلوا فيها متحكمين بالقرار اليمني واضعين البلاد تحت وصايتهم ونفوذهم.
فمنذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والأمال والتطلعات والأحلام رافقت مخيلات الشعب اليمني جيلا بعد جيل لتحقيق الأهداف التى قامت عليها ثورة 26 سبتمبر: والذي تعرضت للكثير من العراقيل المصاحبة لتحقيق كامل الأهداف, فالأدوار تعددت في الخروج والايضاح, واللعب على الكثير من الأوراق, فالسعودية سابقا وما زالت حاليا :لها أكثر الأدوار في وضع الكثير من العراقيل التى تؤخر عمليات الانطلاق والبناء لليمن , وتخلق المسببات وتضع كامل أمانيها في جعل اليمن متخلفا غير متقدم وبعيد عن مواكبة التطورات , وليس من حقه البناء والتأسيس لوطن يمني كبير مثله مثل سائر الشعوب في العالم , وساعدها في ذلك العملاء والخونه من ابناء اليمن , وعلى عقود من الزمن سارت أوضاع اليمن حسب اماني وتطلعات اسرة بني سعود بالتحديد.
ستة عقود كاملة بالتمام والكمال من انطلاق ثورة 26 سبتمبر كان لها المسار في السير وفق منهج وأهداف صنعها شعب قادته المتغيرات العالمية ادخاله في معتركات واماني وأحلام لتحقيق الامن والتقدم والحرية والاستقلال , فقد سارت الأحداث وطالت السنوات وكل اماني الشعب اليمني لتحقيق الأهداف السبتمبرية , فكان للتجاذبات والتدخلات والتنافس الشديد وجودة المستمر والدائم ومنذ اللحظات الاولى لانطلاقة ثورة 26 سبتمبر 1962 بين المصريين المساندين للثورة والسعوديين الداعمين للملكية وهذا ما كان لفوراق الانجاز بين الثورات السبتمبرية تأخرها في الاولى ولعقود , وسرعتها في الثانية وبخلال سنوات , فكان الانتظار لإظهار التحقيق لاي هدف دوره الباعث بالامل والسعادة للشعب ,صحيح كان لإعلان الجمهورية ابرازها للكثير من المعالم المنظورة لكافة الجوانب التى اختلفت عن الحكم الملكي من عده جوانب وهي ما كانت الا صور شكليه فقط رسمتها قوى النفوذ المنقادة تحت الولاء و الانصياع للسعودية , وللمشاهد والملاحظ والمتابع معرفة ذلك, فالرسم للخطة الخمسية أيام حكم الشهيد ابراهيم الحمدي حقها في السعادة والتبشير وما دامت في عهده تحقق واقع جديد , الا وامتدت يد الغدر والخيانة لتحطيم تلك المخططات التنمويه في حقبتها الجديدة , هنا طالت عشرات السنوات من ثورة يا انتظر اليمنيون جوانب عديدة في الامتلاك للقرار الكامل اوتكوين جيش يمني قادر على الحماية والدفاع والذي سرعان ما انكشف الغطاء المخفي لجعله منتميا لفئات وجماعات انهارت كلها وانقسمت في ولائها لهذا الطرف او ذاك.
فاليمنييون يحتفلون بذكرى ثوارتة العظيمة السبتمبرية , والتي كان لبعضها أثرا بالغا في رسم العديد من الملامح الجديدة والكاملة لدوله يمنية لها القرار والسيادة ونالت الحرية والاستقلال وانتجت وقائع ومعطيات حالية بفعل نجاح اسطوري عظيم حققه الشعب وجيشه الباسل ولجانه المجاهدة والذين كان لهم احداث المتغيرات كل هذا بفعل ثورة 21 سبتمبر : التي احدثت نقلة وانجازات نوعية في مختلف المجالات وبقترة وبفارق زمني قياسي في ظل الحرب الكبير والحصار الخانق الشديد المفروضة على اليمن واليمنيون منذ ثمان سنوات , لتسير الثورة السبتمبرية المجيدة من العام 2014 الشعبية الخالصة وبدون اسناد قام بها الشعب نفسه بنفسه في بارقة امل عظيمة حاوية لاهداف كبيرة جاعلة من الانجازات لتحقيق كامل الاهداف متطالبات ضرورية في مرحلة مفصلية وخطيرة.
لتآخذ ثورة 21 سبتمبر في منظورها الهام والجاد نظرتها الى تصحيح كل المسارات التي اعوجت وأخلت وعارضت في تحقيق اهداف ثورة 26 سبتمبر ولعقود ستة طويلة هي كانت لاسباب معروفة كالتكالب والتنافس الذي كان بين قطبي الإسناد لدول مصر والسعودية والولاء الداخلي معهم , ولتأخيرها اهدافها ولهذه العقود الستة الطويلة من يوم انعدلاع شرارتها كان لعرقلتها اسباب وافتعال لقوى الشر والاستكبار بعضها انكشف والبعض الأخر في طريقه للانكشاف , ليبدأ ثوار 21 سبتمبر مشيهم السريع نحو المنطلق الهادف لتحقيق وتصحيح مسارات أهداف ثورة 26 سبتمبر , فما انكشف وبان اخرجته بالحقائق والدلائل ثورة 21 من سبتمبر العظيمة وحققت الانجاز في زمن قياسي بسيط والإعجاز رغم الحرب المفروضة على اليمن واليمنيين منذ مايقرب الثمانية أعوام والحصار , لكن كان لثوار 21 من سبتمبر اظهارهم لعظمة الشعب , واخراجهم لقوة جيش ولجان شعبية قاومت العدوان وحققت الحرية والاستقلال , ورسمت واقع جديد مفروض بإرادة وعزيمة كل اليمنيين , فالبناء مسار وفي كل المستويات , والحماية والدفاع نما وازداد واظهر الفخر والاعجاب لتتحقق الاهداف والانجازات الوطنية بامتلاك جيش وطني عظيم شاهده العالم كله بالعرض العسكري المهيب بميدان السبعين بحتفالات الشعب اليمني بالعيد الثامن لثورة 21 من سبتمبر بصناعات عسكرية وانتاج حربي يمني لعشرات الانواع من الصورايخ البالستية ولاول مرة يفصح الكشف عنها من وبطائرات مسيرة عديدة وبسلاح بحري متطور وبري حديث اخافت العدوان والاسرائيلي بوجه عام , لتكون المفاجآة التي لم يكن يتوقعها انسان وبهذا السرعة من عمر انطلاق ثورة انطلقت قبل ثمانية اعوام.
والعاقبة للمتقين.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha