اليمن

رسالة مرابط : القلم أمانة !


عبدالملك سام ||

 

لقد قلت: "القلم أمانة" لأنه ليس من المعقول أن اقول: "لوحة المفاتيح أمانة!"، فقد أصبحت الكتابة رقمية بإستخدام الجوال أو الكمبيوتر، ولكن كلمة "القلم" ما تزال أكثر أحتراما، خاصة لو ارتبطت بعمل جليل كما يفعل إعلاميونا الشرفاء، رغم شحة الإمكانيات، وقلة الأدوات.. لكن يظل هؤلاء أصحاب إنجازات عظيمة في مواجهة الألة الضخمة التي تم توفيرها للمرتزقة والأبواق النشاز لأنظمة الخنوع.

قرأت منشور رائع لأحد الإعلاميين، وقد ذكر فيه رسالة من أحد أبطالنا المرابطين في ميادين القتال، والرسالة رغم قصرها، إلا أنها بالغة التأثير بما احتوته من مشاعر صادقة؛ حيث حث فيها بطلنا المجهول، كل من ينتمي للجبهة الإعلامية، أن يكونوا في مستوى التحدي والموقف، وأن يكونوا - كما يليق بهم - متحدين في وجه العدوان وأدواته. أما الكلمة التي هزتني شخصيا هي عندما قال بأننا عند حسن ظنهم (يقصد مقاتلينا الأعزاء) وثقتهم!

هذه الرسالة العطرة تفوق في صدقها كل شهادات التقدير التي يمكن لأي واحد منا أن يحصل عليها من أي جهة كانت، كما أنها تجعلنا نشعر بالخجل من كل المشاعر الأنانية التي قد نكون كتبناها أحيانا خارج إطار قضية أمتنا وبلدنا. أي نعم ربما قد تكون صادقة، ولكن قد كانت غير ملائمة، أو أن توقيتها غير مناسب، وهذا الأمر فيه الكثير من الغباء وتنكر للمسئولية الملقاة على عاتقنا!

أحيانا - بقصد أو بدون قصد - نحن لا ندرك أهمية دورنا، ونكتب دون وعي بأهمية وتأثير ما نكتب، وإذا بنا نوجه وعي الناس نحو قضايا جانبية، فنكون - بقصد أو بدون قصد - سببا في تشتيت مجتمعنا، وإذا بالناس يتلقفون منشور واحد لمئات المرات، حتى تصبح القضية الهامشية هي محل أهتمام الناس.. فهذا قال، وذاك يرد عليه، وذاك يؤيد، وهكذا هلم جرا!

المشكلة أن الكثيرين لا يعرفون مدى تأثيرهم، وقد يظنوا أن ما يكتبونه من (مصائب) مجرد منشورات بريئة، في حين أن تأثيرها - رغم قصرها - يفوق عشرات المنشورات التي يكتبها المرتزقة! ويكفي أن ندرك أهمية ما نفعله ونحن نرى الاعداء يعولون كثيرا على الحرب النفسية والإعلامية، وينفق عليها الملايين..

يا أعزائي، لا تبخسوا أنفسكم قدرها، فكل كلمة تصل للعشرات على الأقل، والعشرات ينقلونها للمئات والألآف، وإذا بنا أمام منشور تحول إلى ظاهرة! وهذا هو معنى توجيه الرأي العام، وكلما كان الكاتب متمكنا من التعبير سواء بالعامية او الفصحى، فهذا سيجعل ما كتبه يصل لعدد أكبر. وسواء كنت تكتب منشورا قصيرا أو مقال، فالأهم هو مدى قدرته على الأنتشار، وللاسف فإن الناس يميلون للكلام المثير أكثر من ذلك الذي يحتاج للتفكير والتعمق!

الخلاصة،

 هو أن تكون لدينا اولويات؛ فالمسائل العامة قبل الخاصة، والأكيدة قبل المشكوك فيها، والهادفة قبل التافهة، والجامعة قبل الجدلية، والخير قبل الشر، والتوجيه قبل النقد... وهكذا. فلنجعل من منابرنا متارس وإن صغرت أو كانت قليلة الإنتشار، ولندرك بأننا نستطيع أن نكون مشهورين بالبذاءة والسقوط، ولكن ما الفائدة إذا كان هذا على حساب ديننا وأخلاقنا ومبادئنا ومستقبلنا؟!

واخيرا، أطلب منكم المسامحة لو أزعجتكم بكلامي، ولكن الصديق من صدقك، وأنتم كلكم أصدقاء وأعزاء.. ودمتم بود.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك