إكرام المحاقري ـ اليمن ||
لم تكن اهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيد مجرد لحظة عابرة مر بها الشعب اليمني متطرقا إلى تغييرا في الواقع الذي شهد ظلما وعدوانا سياسيا طال 33 عام، بل أنها ضرورة حتمية تطلع لها الشعب من أجل بناء دولة ذات سيادة وقرار واستقلال، بعيدا عن الوصاية الخارجية التي كان يقودها السفير الأميركي حين ذاك، برعاية شاملة من دول الخليج، ليكون اليمن حينها تحت البند السابع وتحت خط الصفر من الفقر والضياع، بينما البقعة الجرافية والاستراتيجة للدولة اليمنية تعد من الدول التي كان من المفترض لها أن تكون مسيطرة ومتطورة ولها استراتيجيات سياسية وعسكرية.
كان خروج الشعب حينها من أجل المصلحة الشعبية والوطنية، ومن أجل الخلاص والحرية، وكانت الثورة مكملة لما قبلها مما نهبه "حزب الإصلاح" تحت مسميات ومزاعم المبادرة الخليجية، ووئد ثورة فبراير، للعام 2011، لذلك فقد توجت الثورة السبتمبرية بالنصر والتمكين، وكانت بداية صعود الشعب إلى الدولة، وذلك ما حالت دونه دول الخليج الأداة الأبرز لأمريكا في المنطقة، بأشعال الفتن السياسية تعقبها العسكرية في العام 2015م.
ما زالت اهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيد متواصلة حتى اللحظة، قياما للدولة وخلاصا للشعب، وما عايشناه إبان أعوام العدوان من النصر والفتوحات والثبات والتصحيات، دليلا واضحا على أن الثورة شعبية بحتة، وليست مرتبطة ومرهونة إلى مكون معين دون الأخر، إلا تلك الرافظة للاستقلال والمرتضية لنفسها بالعمالة، فاصبحت لا تمثل إلا نفسها وشعاراتها البائرة، بعيدا عن طموحات الشعب وتوجهاته نحو الجمهورية والوطنية الحقيقية، كذلك ما شهدته اليمن من عروض عسكرية للصناعات العسكرية والتقنية الحديثة اليمنية، وما حققته من إنجازات إقليمية قلبت معادلة الصراع للصالح اليمني، وفضحت قلق العدو الإسرائيلي ليتحدث بصوت عال عن الجراءة اليمنية، وخطورة ذلك على التواجد الصهيوني في المنطقة.
فثورة سبتمبر ما زالت مستمرة في تصحيح مسار الاحداث، حتى يتحرر اليمن بشكل كامل من التدخلات الخارجية، وحتى يكون دولة حرة مستقلة كما هو حاصل اليوم، بعيدا عما تقوم به الأدوات الرخيصة من حزب الإصلاح وغيرهم من المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام، والمكونات السياسية الأخرى، فالدولة التي تمكنت من صناعة القرار والسلاح وواصلت مشوار الثورة، وحافظت على المخزون الثوري للشعب، لابد لها من ان تجتاز الصدارة في ما يخص قضايا الأمة المركزية في الشرق الاوسط، ولن ينال أحدًا من ثورة شقت طريقها بصناعة المستحيلات.. وإن غدا لناظره قريب.
https://telegram.me/buratha