عبدالملك سام ||
كانت إنتفاضة قوية تلك التي دارت رحاها في الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي بعد دعوات "التنافيش" المستمرة منذ شهور، ووصل صدى هذه الإنتفاضة إلى شقق الخونة في تركيا ودويلة الإمارات فقط، بينما على أرض الواقع لم تكن هناك ردود أفعال من الناس سوى التذمر من الأغبياء الذين صدعوا رؤوسهم بالمنشورات والتهديدات الفارغة طوال هذه المدة!
أراد الحمقى أن يثبتوا لمشغليهم في الرياض وأبوظبي أنهم يملكون شعبية في الشارع اليمني، ويستحقون عليها المزيد من الأموال التي يستلمونها ثمنا لخيانتهم، وبصراحة أن حالهم يدعو للرثاء والإحتقار! ولا أرى هنا ما يمنع من أن أذكر لهم اسباب فشل (إنتفاضتهم) حتى يتجنبوا أخطائهم في المرات المقبلة؛ فنحن نعرف جيدا أنهم سيستمرون لأن هذا العمل الوحيد المتبقي لهم بعد أن فقدوا إنتمائهم وأخلاقهم وإنسانيتهم، كما نعرف أيضا أنهم سيفشلون طالما وقد وضعوا أنفسهم في خانة مع أعداء الشعب اليمني.
1. لقد فشلوا لأنهم يبيعون الوهم للناس، فكل يمني يعرف من الذي يمنعه من حقوقه ويحاصره ويحتل أرضه، ويعرف أيضا من يدافع عن حقوقه ويسعى لتوفير لقمة العيش له. وبينما المرتزقة في الخارج لا يعرفون شيئا عن معاناة الناس، فإن الطرف الوطني باق بينهم ويعاني مثلهم، فكيف تريدون أن يصدقكم الناس؟!
2. كل الإنتفاضات الشعبية تقوم لتخرج المحتل من أرضها، بينما أنتم تريدون من الناس أن يخرجوا ليدخل المحتل إلى أرضهم! ولو أن الناس رأوا خيرا في قبولكم لذل وهوان الإحتلال لكان في الأمر نظر، ولكن الجميع يشاهد بوضوح أي وضع تدعونهم للإنحدار إليه، ويرون أي كارثة تسببتم فيها بخيانتكم وسقوطكم.
3. الكلام الذي ينطلق من القلب يصل إلى القلوب، أما أنتم فالكل يعرف أن كلامكم ينطلق من (......)! فكان من الطبيعي أن يفر الناس من كلامكم النتن وعنصريتكم البغيضة وتعاليكم الذي أرتاح منها الناس منذ سقوط مؤامرتكم قبل سنوات، فلقد كنتم تعتبرون البلد مزرعة دجاج خاصة لكم!
4. أهدافكم معروفة مسبقا، وليس هناك عاقل يرضى بأن يضحي بنفسه وأهله ووطنه لكي تزداد أرصدتكم في البنوك الأجنبية، أو لكي تثبتوا لمشغليكم أنكم افضل من حزب الإصلاح.. أما أبعد من ذلك فهي مجرد أحلام نوم وظل زائل.
5. وجوهكم القميئة باتت مستهلكة، ولم يعد هناك من يتقبل بأن يتلقى الأوامر من شخصيات خسرت ماء وجهها، وتورطت في دماء الأعزاء من أبناء شعبنا.. ثم من سيصدق شخصا يتحرك بإشارة أصغر أصبع لأصغر ضابط أجنبي؟! لقد طال بقائكم في الهوان حتى فقدتم القدرة على التمميز، وظننتم أن اليمنيين يمكن أن يرضوا بما رضيتم على أنفسكم!
6. لقد جائت دعواتكم بعد متغيرات أفقدتكم فرصة أن تستطيعوا خداع الناس؛ فبعد أن شاهد اليمنيون جيشهم الذي تم بناءه ليصبح باعثا على الفخر، وبعد أن بدى على من يشغلكم الضعف والتضعضع، فكيف يمكن لليمني أن يتجاهل العزة ويرضى أن يهين نفسه معكم؟!
7. نعرف أنكم لم تدركوا بعد ما يحصل في بلدكم، وهذا أمر طبيعي كونكم فارين بذلكم في الخارج، فقد وصل اليمنيون إلى نقطة اللا تراجع منذ مدة، ودفعوا ثمنا باهظا في سبيل حريتهم وكرامتهم، وكل بيت في اليمن ضحى وعانى من أجل ذلك، ولم يعد هناك ما يجعله يتراجع عن الخط الذي آمن به، وهذه الدعوات النشاز التي تطلقونها لم تعد تجد قبولا لدى أحد، ونحن متأكدين أنكم أيضا لا تصدقون معظم ما تقولوه!
8. لقد فقدتم علاقتكم بربكم، وصار الشيطان حليفكم وقائدكم، وهو - كما يعرف الجميع - خائب ومخذول دائما، فهل ظننتم حقا أن حظكم سيكون أفضل حالا من أبليس؟!!
9. أنتم لم تكتفوا بخيانة بلدكم وشعبكم، بل أنكم تواطئتم ضد قضايا الأمة الراسخة في ضمير الشعوب العربية، فتبجحتم بتطبيعكم مع أعداء أمتكم، وفاحت رائحة قذارتكم حتى أزكمت الأنوف، وكل فترة نسمع فضيحة أخرى تتعارض مع قناعات ونخوة اليمنيين، في حين نرى مشغليكم وهم يجاهرون ببغضهم وحقدهم على اليمن واليمنيين! فكيف تريدون من الناس أن يقفوا معكم؟!
10. هناك ألف سبب وسبب يجعلنا نحتقركم ونكرهكم ونعاديكم، وكم دعوناكم لتعودوا للصواب حتى بتنا نكره كل من يدعوكم لذلك، فقد بات من المسلم به بأنكم ملعونين ولا رجاء منكم. كم تمنينا ان نرى لكم موقف واحد لا تكونون فيه راكعين وخاضعين لمن يحتل بلدكم، او نراكم تدعوننا للإخاء والمحبة والتعاون على الخير، أو تقفون موقفا واحدا مشرفا ضد الجرائم التي ترتكب ضد أبناء شعبكم! ولكن للأسف، أنتم عاجزون عن فعل شيء سوى ما يأمركم به من أستعبدكم، ومن الطبيعي ألا تعرفوا معنى حرية وكرامة ووطن وشعب وإخاء ومحبة ومشاركة ونضال و...الخ، لذلك لا فائدة حتى من الكلام معكم.. فأنصرفوا، وبلا تحية أيضا.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha