عبدالملك سام ||
كالعادة، لا جديد في إجتماع مجلس (الهبش) الدولي، ولا أمن هنالك ولا هم يحزنون. بالطبع فإن السخرية ليست من الأعراف الدبلوماسية، ولكن من قال لكم أن الذين أجتمعوا دبلوماسسين حتى نراعي "الإتكيت" ونحن نتكلم معهم؟! هؤلاء مجرد ميكرفونات مثل تلك الأجهزة الصينية الرخيصة التي تنادي على البضائع في سوق الخضار، أو اشبه ما يكونون بالدمى التي وظيفتها أن تردد ما وزعته عليهم أمريكا في قصاصات تشبه "البراشيم" في قاعة الإمتحانات!
لقد أنتهى عصر الدبلوماسية الذهبي منذ زمن، أيام كنا نسمع خطابات ومداخلات خطيرة، وكنا ايامها نحاول أن نركز على كل كلمة تقال في مجلس الأمن، فلو فاتتك كلمة فأنت تحاول أن تجد من سمعها ليكررها على مسامعك، وكانت الإجتماعات تفضي لقرارات وإعتراضات قيمة. أما اليوم فإن هؤلاء الأعضاء المجتمعين يجعلونك تشعر بأنك تجلس مع عجائز الحي حيث لا كلام يقال سوى أن فلانة فعلت، وفلانة قالت، وفي نهاية الجلسة تشعر بالغثيان من كمية الكلام التافه الذي قيل فيها!
من منكم حاول أن يتابع جلسة مجلس الأمن؟ أكاد اجزم بأنه لا يوجد شخص واحد سيجيب بنعم، وربما وحدهم موظفي وزارة الخارجية من تابعوها من باب الواجب فقط، أما البقية فهم يعرفون مسبقا أن ما سيقال هو ذات الكلام الفارغ الذي يقال في كل جلسة تتعلق بالأوضاع في اليمن، وحتى كلام شهود الزور وممثلي البعثات الدبلوماسية يمكن للأطفال عندنا أن يخمنوه. ناهيك عن معرفتنا أن قراراتهم لا تقدم ولا تؤخر، وأن القرار الحقيقي يتم إتخاذه في ساحات المعارك لا قاعات الإجتماعات، فنحن نعرف أن هؤلاء لا يفهمون سوى لغة القوة.
الحق واضح لا لبس فيه، وقيادتنا وجيشنا أتخذوا موقفا واضحا وشرعي بإيقاف نهب اللصوص لثروات البلد، وأي قرار لا يراعي هذا الحق لا يعنينا. وكان من المفترض على هؤلاء المتأنقين أن يعملوا على الأقل من أجل الدفع نحو الأتفاق المنصف الذي عرضناه عليهم إذا أرادوا أن تستقر أسواق الطاقة. أما لغة التهديدات والمكايدات فما عادت تجدي، وأي قرارات أو توصيات لا تلبي مطالب اليمنيين، فلا قيمة لها.
من الغباء أن يبحث هؤلاء عن تهدأة بينما هم يصرون على ترديد ذات الأكاذيب والعبارات المكررة، والوضع اليوم ليس هو ذاته الوضع بالأمس؛ فقد تغيرت الظروف، وتغيرت المعادلات. والمتابع اليوم بات يعرف أن خارطة القوى تغيرت، وأن هؤلاء "المتفرعنين" اليوم باتوا قريبين من الإنهيار والأستجداء مع أول ضربة بالستية لمنشآت النفط في السعودية، والتي ستنذر بإنهيار الوضع في اسواق النفط العالمية، وإنتشار صفوف البنزين في الأسواق الغربية!
إذا أرادوا النصح، فنحن ننصحهم بأن يعيدوا جلستهم الأخيرة، ولكن هذه المرة فليجلسوا بإحترام، ويقولوا كلاما معقول. يجب عليهم أن يفرضوا على النظام السعودي الأرعن أن يوافق على دفع ثمن النفط الذي ينهبه هو وشريكه الإماراتي من الحقول اليمنية، وأن يتم تسديد مرتبات الشعب اليمني من ثروات الشعب اليمني، وأن يكفوا عن تجاهل المطالب اليمنية المحقة قبل أن تقع الفأس في الرأس، فعندها لن يجدي النواح الدبلوماسي، وقد اعذر من أنذر!
بالتأكيد الرسالة وصلت!!