أسامة القاضي ||
بكل صلف المفردات والعبارات وخشونتها، يشرح المتحدث الأعْرَابي المتوحش بزهوٍ وافتخار أنه دمّر اليمن وشعبه العظيم، وردد مع ولي نعمته ووزير دفاعه بأن المعارك لن تدوم سوى أسابيع.
منْ مِنّا لا يتذكّر تلك الساعات العصيبة من صبيحة يوم الخميس 26 آذار/مارس 2015 في مُعظم محافظات الجمهورية اليمنية، حين انهالت الطائرات (العربية المسلمة) المُغيرة على المدن والقرى اليمنية بحِمم صواريخها من جميع الأحجام، مقرونة بقنابلها الذكية والعنقودية، على المدن والقرى والجسور والمطارات والموانئ وغيرها من بنك أهدافها (العسكرية) الإجرامية.!
كان المواطنون في حالة سباتٍ عميق في تلك الأثناء وفجأةً، ومن غير سابق إنذار، انهالت حِمم جهنّم على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والعمال والمرضى، والمسجونين في إصلاحياتهم الآمنة أيضاً هكذا بدأ المشهد التراجيدي في أولى ساعاته، واستمر بطبيعة الحال إلى يومنا هذا، بعد مرور سبعة سنوات عجاف من العدوان.
كُلنا يتذكّر الطلّة المشؤومة للجنرال أحمد العسيري، الناطق باسم غرفة العمليات العسكرية لدول العدوان، من إحدى الغرف الوثيرة في عاصمة دولة العدوان الأولى، الرياض عاصمة السعودية، عندما كان يتحدث في الأسبوع الأول من العدوان قائلاً إن طائراتهم سيطرت على الأجواء اليمنية بنسبة مائه بالمائة.
وإنهم دمّروا جميع المنظومات الدفاعية اليمنية من طائرات ورادارات وصواريخ، والمنصات المخصّصة لإطلاقها وخلافه، وإنهم يشنّون غارات ليلية وصباحية، وعلى مدار الساعة، بهدف شل حركة أطراف المؤسسات العسكرية والأمنية للجيش اليمني والحرس الجمهوري واللجان الشعبية والأمن المركزي وبقية المؤسسات. ولهذه المهمة، تم تنفيذ ما يفوق 2000 غارة جوية يومياً، ناهيك بالصواريخ أرض أرض بمختلف مدياتها، والمدفعية المتطورة، والبوارج الحربية.
هكذا كان يُصرح ويتحدث إلى وسائل الإعلام المعادية والمحايدة على حدٍ سواء وبكل صلف المفردات والعبارات وخشونتها، يشرح المتحدث الأعْرَابي المتوحش بزهوٍ وافتخار أنه دمّر اليمن وشعبه العظيم، وردد مع ولي نعمته ووزير دفاعه بأن المعارك لن تدوم سوى أسابيع، وربما أشهر، وسيتجوّل بعدها كفاتحٍ مِغوار في شوارع مدينة صنعاء القديمة وأحيائها.
لكن وهي إرادة الله سبحانه وتعالى، وبصمود الشعب وأبطال الجيش واللجان الشعبية، وأدت المدينة أحلامهم الشيطانية في رمال صحاري اليمن وجبالها الشوامخ وسهولها الطاهرة التي ابتلعت مخططات الغزاة والعملاء والمرتزقة والمنافقين؛ أعداء الأرض اليمنية والإنسان اليمني الحر أليست اليمن مقبرة الغُزاة.؟!
اليوم تصل الصواريخ والطائرات المسيرة عمق الدولتين السعودية والإمارات عبر فيه اليمانيون بفخرٍ واعتزاز مدى فخرهم بالنصر بعد سبعة سنوات على جحافل العدوان السعودي الإماراتي وعملائهم من اليمنيين الخونة للوطن والشعب وبينما نتهيأ لبلوغ العام السابع رويداً رويداً، فإن الشعب والجيش واللجان الشعبية يحققون أعظم الانتصارات على جميع الجبهات، وقد وضعوا لهذه الانتصارات عناوين بارزة .
ختاما : هذا النصر هو رسالة للأشقاء العرب والمسلمين، وللعالم أجمع، بأن إدارة الحروب وتحقيق النصر، لا تصنعهما الأسلحة الفتاكة، والأحلاف الكبيرة من قبل دول العدوان المحمية من أميركا ودول الغرب الرأسمالي، وأطنان النقود (دولارات أميركية وريالات سعودية ودراهم إماراتية) التي يتم صرفها بغباء على المرتزقة وأعوان دول العدوان السعودي الإماراتي إنما النصر في الميدان يحقّقه ويصنعه رجال الرجال، بمباركة من الله سبحانه وتعالى، الرجال الذين فضّلوا التضحية والاستشهاد من أجل حرية الوطن وكرامته وعزته، والله أعلم منّا جميعاً.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha