هشام عبد القادر ||
أنا لا أكتب عن الأنساب والأحساب بل أكتب عن الأرواح والعلوم والمعارف ولما اذكر اسم صفي الدين أحمد إبن علوان بدون شك بل بيقين اتحدث عن ولي عظيم مشهور تعرفه الإنس والجان وتمدحه الجان قبل الإنس وتزوره الإنس والجان.. فقد غاص في التاريخ وفي القلوب والأرواح ذكره ومجده ولا ينكره إلا جاحد فقد ربى أجيال على مر العصور ولا زال يربي أجيال من قبره ويهيمن ويسلطن ويحكم من مقامه وضريحه له عصاء اشبه بعصاة موسى عليه السلام يقرع بها على رؤوس الظالمين وله يد كريمة مبسوطة كل البسط بالعطاء له مدد من جده رسول الله سيد الخلق سيدنا محمد صلواة الله عليه وآله يكرم زائريه وهو في ضريحه ويمن عليهم بالشفاء بإذن الله لإنه ولي من اولياء الله لا يرد زائر إلا بقضاء حوائجه وباهوت يبهت اعدائه فأعدائه يفرون منه لإنه إبن حيدر الكرار.. وله علوم نقية لا يدعوا لأي مذهب ولم يذكر بلسانه قال الرواة بل يقول هو عن روح جده ..علوم روحية لدنية. يسقي العطشان ماء عذب ويسوقه إلى حوض جده لتشرب منه المعارف اللدنية كل عطشان ..وله روح تجذب الأرواح فهو إبن الزهراء عليها السلام شرب من معارفها اللدنية وله علوم طلمسية حذرا من الاعداء لاتكشف اسرار علومه ولا يعلمها إلا محبيه من ضرب بقلوبهم بعصاته لتنفجر فيها إثناعشر عينا .. تحدثت علومه كلها عن بها البهاء وحا الحواميم وطا الطواسيم طمس اعين الأعداء وغمر قلوب المحبين بكأس معين وشراب معينا يروي العطشان ويذوب في سكر المحبة كل من يغنم بتوفيق مدده العلواني...إنه من نسل الإمام الحسن بن علي عليهم السلام.. جعل في اليمن كنز لا يفنى كرمه بعلوم لدنيه كل يوم تتجدد كإنها شمس في كل يوم تطلع بنور الفجر ونسيم يشم رائحته المحبين ويذوق حلاوة طمعه الراغبين المشتاقين للقرب من وده...فذالك السر في جوهر قلبه افنى روحه بمحبة اصل الأرواح وافنى جسده باصل الوجود وارتفعت روحه إلى مقام سدرة المنتهى فكان شاهد على العباد وغوث لهم ..يمدهم ويهديهم إلى الكمال المطلق إلى الإنسان الكامل القائم بالأمر...ولا يخفى على كل المفكرين إن اليمن كنز الأولياء فيها عدد كبير لا تحصى عدهم كإنهم زرع أخرج شطئه كاسنبلة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبه واضعاف ذالك.. فهناك من ينبعث منه رائحة المسك الإمام الهادي الذي تمنى أن يخرج من قبره يشهر سيفه لينصر القائم الغائب ينصره في الحاضر والبادي ..وهناك اولياء لم تمسهم الدود ولا تأكلهم التراب وهناك من هو كإنه هو في جسده حي شاعر المحبة في اهل البيت عليهم السلام ...حسن الهبل.. وهناك من فتح دمياط السيد سفيان إبن عبد الله الأبيني وهناك من هو غوث العباد احمد إبن عباد.. ووجيه الدين ساكن العوالي وإسماعيل إبن أحمد ساكن المرياح ..فلا تحصي ذكرهم الكتب والمجلدات ..ولهم كرامات وما زالت ولكن ما هو السر في عظمة السيد أحمد إبن علوان روحه مدد نجدله محبين هائمين في حبه.. من غاص في حبه يكون كالهائم الذي يبحث عن كمال الوصول ..إنه الطريقة العلوانية التي مجدت الزهراء عليها السلام فهي الغائبة عن الأعين لا ترى وليس لها قبر فقد هام المحبين لإبن علوان في الوصول لمنتهى العشق ..وسوف يستمر المحبين في الشوق لوصول لأرقى المراتب...إنها ليست طريقة صوفية فحسب هناك طرق صوفية في كل البلدان ولهم اولياء واقطاب ولكن السيد إبن علوان ليس له شيخ ولا طريقة صوفية يتبعها بل هو سيد فنى روحه في روح جده المصطفى أختار طريق جده مباشرتا يلقنه ذوق وحلاوة الوصول فذاب في ماء ومعين جده المصطفى فمدح روح جنبه الزهراء عليها السلام لإنها روح أبيها فكان هذا هو السر الأعظم لكمال أحمد إبن علوان عن سائر الأقطاب فعرف الطريق إنها الزهراء عليها السلام باهوتها بهائها سبحان من براها ..
وذاب في حب الإمام القائم الغائب..
احضر حضائر قدسنا يا غائب..
واطلع صوامع عزنا يا راهب..
وانفخ بصور علومنا في صورنا..
وذاب في طاوس آل محمد..
طاووس طه ارسطا ..كف العطاء تقوى اللباس..
واليوم تشهد اليمن ثورة الفكر المجدد للعصر الحديث تتأمر على اليمن كل طواغيت العالم.. وليس السر بالأجساد بل بالأرواح ..وهكذا الروح اقوى من المادة...
مدد يا روح الأرواح الزكية ..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha