اليمن

 اليمن/ الراتب الموحد .. بين العدل والمساواة !

2052 2022-11-21

 

عبدالملك سام ||

 

🔘 قال (هنري منكن): "هناك حلول سريعة لكل مشاكل الإنسان: أنيقة ومقبولة، لكنها خاطئة". أي أن هذه الحلول قد تكون مقبولة من ناحية الشكل، إلا أنه عند تطبيقها تؤدي إلى نتائج لا تحل المشكلة، بل قد تؤدي لخلق مشاكل جديدة.

عندما يتعلق الأمر بإتخاذ القرارات، فالسرعة تفقد متخذ القرار الحكمة، وربما أن هذا هو ما يجعلنا في الوطن العربي من أسرع الشعوب إتخاذا للقرارات، وأكثرها تعثرا أيضا!

كل مسؤول حديث العهد، يسارع ليثبت أنه كفء أكثر من سابقيه، ولذلك يضع نصب عينيه مسألة التغيير بشكل مبالغ فيه، متناسيا أن الإنضباط في حد ذاته يعتبر إنجازا، خصوصا في الظروف الصعبة التي تمر بها هذه البلدان، وبلدنا على وجه الخصوص.

وزير الخدمة بحكومتنا، حديث العهد بوزارته، رغم أننا لا نشكك في نواياه ونزاهته، طرح مسألة شائكة على المحك، وسارع لإتخاذ قرار أثار الكثير من الجدل والمخاوف، ألا وهو قرار "الراتب الموحد".. ورغم أن هذا القرار في ظاهره العدل، إلا أنه أغفل الكثير من الجوانب التي قد تؤدي إلى المزيد من التعقيدات الموجودة أصلا!

هناك فارق كبير بين العدل والمساواة، وما يدعو له وزيرنا الشاب هي المساواة بين جميع موظفي الدولة، بينما هذا الأمر في حقيقته إخلال بالعدالة من ناحية الإلتزامات التي على عاتق كل جهة، ونتائج هذا القرار ستؤدي في نهاية الأمر إلى فشل المؤسسات والهيئات التي أستطاعت أن تنجوا من العدوان بشكل أو بآخر، ووفرت إيرادات معقولة للدولة لتقوم بجزء من واجباتها في هذه الظروف الصعبة.

برأيي، وهو رأي الكثيرين أيضا، أنه كان من الأولى أن تتخذ خطوات لتحسين ظروف الموظفين في الوحدات الإدارية المتعثرة، بدل أن يتم سحب الجهات الأفضل وضعا نحو الأسفل لتلاقي نفس المصير، وهذا الأمر سيظهر بشكل أكثر وضوحا عندما تنخفض الإيرادات، وتزداد المعاناة، مما سيضطر الحكومة لفرض جبايات أكثر، وهذا في حد ذاته فشل!

من الواضح أن قرار "الراتب الموحد" كان قرارا إنفعاليا؛ أي أن الوزير طرح الموضوع على من أجتمع معهم من مسؤولي بعض الجهات، وهم في الغالب ممن أعتادوا هز الرؤوس بالموافقة على كل ما يعرض عليهم، وهذا نتيجة قلة خبرتهم، وطمعا منهم في البقاء على كراسيهم لأطول فترة ممكنة!

ما يحتاجه الأخ الوزير فعلا هو إعطاء الأمر المزيد من الوقت لدراسته، وأن يقوم بدراسة الموضوع من ناحية أهمية كل جهة، ومحاولة تحفيز الجهات الإيرادية ودفعها لتحقيق المزيد من الإيرادات، وبحث مشاكل الجهات المتعثرة بعيدا عن توريط الجهات التي بالكاد نجت من العدوان والحصار.

وبدل التفكير بحلول قد تخلق مشاكل لموظفي الجهات الإيرادية، تضاف إلى المشاكل التي يعانون منها بالفعل، فليتم إيجاد حلول لتوفير المرتبات المتوقفة أصلا للموظفين في الجهات الأخرى، وأظن أن توفير هذه المرتبات سيحل مشاكلهم بدون الحاجة لقرارات ليس هذا وقتها ولا الظرف المناسب لتجربتها.. والله من وراء القصد.

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك