محمد صالح حاتم ||
لم اكن اتصور خطورته واضراره الصحية إلى هذه الدرجة، حتى بدأت ابحث واقرأ عنه..
فأصبت بالذهول، نأكل مايضرنا ونشتريه بفلوسنا ونستورده بمئات الملايين من الدولارات وننتظر البواخر متى ستصل إلى موانئنا محملة بهذا السم..!!.
وقلت في نفسي : عقود ونحن نتناول مايضر صحتنا ويهدد حياتنا ، وخاصة بعد تغيير النمط الغذائي لمجتمعنا اليمني.
وللأسف الشديد هذا السم نتناوله يوميا وفي كل وجبة.. ويكاد لا يخلو بيت منه.
امراض يسببها وانتشرت في مجتمعنا بشكل كبير جدا كالسكري وارتفاع
الضغط والسمنه والجلطات والقولون.
والكل يتساءل: لماذا انتشرت هذه الأمراض ، ولم تكن موجودة من قبل؟!!.
لماذا كان آباؤنا واجدادنا اصحاء لايعرفون هذه الأمراض.. ماهو السبب؟!!.
هكذا لسان حال المواطن.. ؟ امتلأت المستشفيات بآلاف المرضى، والآلاف يغادرونا إلى عند بارئهم دون سابق انذار وهم في مقتبل العمر..
كل هذا يحدث لنا.. و نُصاب بالشيخوخة المبكرة، واطفالنا تتقزم أجسامهم،ونساءنا يفقدن المناعة مبكرا ويعانين من امراض المفاصل ..
والسبب اخواني هو(الدقيق الأبيض ) او مايسمونه السم الأبيض، والذي حذرت منه عدة منظمات والعديد من اطباء التغذية..
بل هناك دول حرمت دخوله إلى أراضيها وعدته من المحرمات ومنها السويد وسويسرا وتركيا..
ونحن نقبل عليه ونتزاحم عليه ونشتريه بأغلى الاثمان ونتفاخر بأكله..
وتركنا مافيه الفائدة والمنفعة.. تركنا ماكان يأكل آباؤنا واجدادنا( القمح البلدي والشعير والذرة بانواعها والدخن والعدس وغيرها من الحبوب المحلية)..
بل وعزفنا عن زراعتها واعتمدنا على المستورد والذي تضاف إليه مواد مضرة على صحتنا..
فالامام علي بن ابي طالب- كرم الله وجهه- كما روي.. كان يأكل الشعير، وسأل لماذا لاتأكل إلا الشعير، فقال : لو اكلت من طعامكم ماقتلت شجعانكم!.
فهل حان الوقت للتنبه لخطورة الدقيق الأبيض والحبوب المستوردة، وأن نتجه نحو الحبوب المحلية، وأن نأكل مما كان يأكل منه آباؤنا واجدادنا وأن نزرع ارضنا ونأكل من خيراتها لنكون احرارا اعزاء أصحاء ؟!!.