عبدالجبار الغراب ||
كانت للمماطلة والمرواغة والعنجهية المستمرة لقوى تحالف العدوان الامريكي السعودي الصهيو إماراتي الجبان في عدم الوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم لتنفيذ وتطبيق بنود الهدنة الأممية طيلة فترة الاتفاق عليها مع حكومة صنعاء ولستة شهور تم التمديد لها تباعآ ولفترات ثلاث مدة كل فترة شهرين : ايضاحها لكل دول العالم وشعوبها الحرة لمدى فضاعة وكارثة ووحشية المظلومية التي لحقت بالشعب اليمني جراء حرب خبيثة همجية عبثية جبانة شنت عليهم لا اسباب ولا مسببات لها الا تطاول وإستكبار وإستعلاء معروف وهيمنة وتكبر دائم لقوى عاليمة اوجدت وأعطت لنفسها الحق في أخذ كل ما تريدة وتسعى الى تحقيقة من دول الشعوب المستضعفة لفرض مبتغاها المعزز للاطماع المرسومة ونهبها للثروات والتحكم بالبلدان واحتلال السواحل والممرات وتمكين الصهاينة من التوسع والانتشار على حساب أراضي وبلاد العرب والمسلمين.
ومع كل هذة العنجهية والغرور لقوى تحالف العدوان وفشلهم الذريع في اليمن السعيد ونفاذ كل اوراقهم : اتخذت مسارات الاحداث طابعها المتغير الجديد التي فرضتها قوة الجيش اليمني العظيم في خلقها لمعادلات عسكرية قلبت موازين القوى وحققت التوازنات وغيرت كل سيناريوهات المخططات المرتبة لتحالف العدوان وفرقت المرتزقة والادوات ولخبطت الحسابات وأعطت الفرض للشرط في اتخاذ القرار والتمسك بالحق واستعادة الحقوق المشروعة شرط لا يمكن التنازل عنه للدخول الى سلام دائم ينهي الحرب ويقود الى مرحلة جديدة قائمة على الحرية والاستقلال وعدم التدخل في شؤون البلاد.
ومع نفاذ مدة الهدنة وتلكؤا دول العدوان عن عدم الوفاء بالالتزامات والعهود وبرغم كل المحاولات لتمديدها بحسب الأهواء والاغراض العدوانية وعدم تنفيذهم لشرط تسليم المرتبات من ثروات الشعب اليمني دخلت اليمن في شكل من اشكال اللاسلم واللاحرب لتصيب الدهشة كل الاعداء بما اخرجته القوات المسلحة اليمنية من عروض عسكرية عظيمة وبقدرات متفوقة وأسلحة جديدة ونوعية مختلفة عن ما سبقها من صواريخ وطائرات مسيرة يمنية كان لها نجاحها في هزيمة العدوان واخضاعه , فما بال جديد المفاجئات التي اخرجها الجيش واللجان في فترة الهدنة ولأشهر كانت كافية لجعلها في حسابات تحالف العدوان للتراجع عن ما يفكر به من اوراق لاستخدامها لتعويض خسارته.
ومع كل الذي صار والترقب والانتظار والدخول في حوارات من هنا وهناك تفاقمت الاوضاع الانسانية لد اليمنيون واشتد الحصار في المواني والمطارات وتردت الاوضاع الاقتصادية وعدم صرف مرتبات الموظفين , فكان للقيام الشجاع وفرض معادلة المنع لنهب الثروة وحمايتها ووضع كامل الحقول ومواني التصدير للنفط والغاز تحت طائلة المراقبة من قبل الجيش اليمني وتأكيدة باستهداف البواخر والسفن القادمة لنهب الثروات النفطية, فكان لتآكيد التحذير بفعله الأكيد لميناء الضبة اليمني بطائرات مسيرة يمنية دخلت ولمسافات طويلة محققة اهدافها في منعها لسرقة النفط والغاز اليمني , ومن هذا الميناء الى ذلك الاخر تأكدت العزيمة والاصرار لاستعادة ثروات الشعب اليمني.
فالجدية للقرار والتأكيد لأخذ الحقوق المشروعة وعدم الانتظار طويلا من قبل المجلس السياسي الاعلى بصنعاء هو الذي حرك المياة الراكدة بجمودها السياسي المدروس من قبل امريكا وحلفاؤها الغربيين والعرب المعتدين على اليمن والذين هم وبممارستهم العدائية وتحركاتهم الهمجية المتواصلة والمستمرة ووجودهم وبأعداد كبيرة مع مختلف معداتهم العسكرية في سواحل وممرات وجزر اليمن وبمختلف نواياهم الشيطانية في إشعال الازمات واختلاق الذارئع لتحقيق مبتغاهم في البقاء مسيطرين على اهم ممر دولي في البحر الاحمر باب المندب والوجود في جزر اليمن وسواحها الكبيرة خدمة لأجنداتها في التحكم والسيطرة على الملاحة البحرية العالمية وجعلها بؤرة للمشاكل والاقتتال وهذا ما يشكل تهديدا للعالم بأسرة , ومن هذا المنظور والتطور الكبير والذي ازداد على حدة وهي مسؤولية وامانة يكون للحق الحماية والتأمين وهو مسؤولية اليمن وجيشها العظيم.
هنا شعرت قوى العدوان وإدركت بمدى خطورة جدية القرار المتخذ من قبل المجلس السياسي الاعلى بصنعاء في إجتماعهم الأخير بتأكيدهم الرافض والكامل بالاستمرار بحالة الوضع الحالي القائم على لا سلم موجود تفضي الى حلول وفق قواعد عادلة ثابتة محقة ولا حرب قد يكون لاستمرارها مواصلة ماحققه اليمنيون من انتصارات تواصل لهم الطريق لانجاز بقية اهدافهم في تطهير ما تبقى من اراضي محتلة واقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الامريكي الاماراتي في الجنوب واستعادة الثروات المنهوبة منذ عقود فكان للخروج من الاجتماع تاكيدة الكبير على الاقدام بخطوات جادة مشروعة تعطي ثمارها المباشرة للدفاع والتصدي لكل محاولات ومخططات العدوان واستغلاله للوضع القائم للانتشار والتوسع والسيطرة والتواجد في سواحل وجزر اليمن , ليدرك بعدها العدوان
اصرار اليمنيون والجدية في اتخاذ القرار ولهذا كان لإسراعهم في ارسال الوفد العماني الى العاصمة اليمنية صنعاء طريقها لتهدئة الاوضاع والعمل على بلورة بعض النقاط العالقة التي هي موضع خلاف واهمها ملف الموظفين وآلية صرف المرتبات , وهي ايضا تاتي في اطار كامل لإطلاع القيادة الثورية وحكومة الانقاذ على مجمل المساعي والنقاشات التي سارت مع الوفد الوطني في عمان وصولا لوضع تصور نهائي قد يقود بالاخير الى احياء عملية السلام ووضع حد لنهاية حرب اليمن.
وايضا وعلى صعيد أخر فقد ادركت قوى العدوان انه لا مناص ولا فائدة لوضع اليمن في اطار اللا سلم واللا حرب طالما وهنالك ارادة قوية وعزيمة كبيرة واوراق عظيمة تمتلكلها حكومة صنعاء اهمها ما اتخذ من قرار ردع قوي بوضع كل ثروات اليمن تحت المراقبة اليمنية ومنع الشركات من استمرار نهب وسرقة النفط والغاز اليمني الا بشروط جعل ايراداتها تحت خدمة اليمن وصرف مرتبات كامل الموظفين بدون إستثناء , وهذا ما شكل عامل ضغط قوي على دول العدوان وادواتهم المرتزقة وعدم الوفاء من قبلهم للعقود المبرمة مع الشركات الاجنبية وغيرها , لتشكل هذه معادلة انتصار لتحقيق مطالب كل اليمنيين , فما كان على العدوان الا تعجيل المبادرة بالذهاب الى صنعاء جاعلين من الوفد العماني باب لإحياء العودة الى السلام والخروج بحلول عادلة شاملة.
صحيح هنالك العديد من اللقاءات والتبادل بين الوفود كحسن نية في جانبها الانساني لتفقد الآسرى وامكانية الاتفاق على اطلاق سراحهم كما حدث من زيارات للوفدين السعودي لصنعاء والوفد اليمني للرياض الخاص بالآسرى , وما يحدث في الخفاء وخصوصا في العاصمة العمانية مسقط الا انها كلها عبارة عن حوارات لم تنجح الى بلورة اتفاق وتفاهم واضح يفضي الى خلق بيئة توافقية لعملية التقدم الى السلام , وهنا وكما هي العادة وخصوصا من قبل السعودية عند شعورها بزيادة المخاطر عليها وتفاقم المشاكل عندها ومخاوفها من معاودة إستهداف الجيش اليمني لمنشئاتها النفطية والحيوية وهي تدرك كارثة الاقدام على هذه الخطوة لعلمها الاكيد لفضاعة القوة التي يمتلكها اليمنيون وقدرتهم المتطورة شهرا بعد شهر , وهنا تحاول من خلال ارسلها للوفد العماني إخمادها للاصرار اليمني في تاكيدة على القرار لانهاء العدوان ورفع الحصار ورحيل الاحتلال الآن وليس غدا بعدما ترك الفرصة تلو الفرصة لجعل الحوار والمناقشات طريق بديل لقوة النار , وما يرجح بوادر الحلول هو قدوم رئيس الوفد الوطني بصنعاء الاستاذ محمد عبدالسلام مرافقا للوفد العماني آمال وأمنيات لعل في ذلك انفراجة لما يطلبها اليمنيون ومنذ اللحظات الاولى لبدايات العدوان على اليمن وشعبها العظيم , ومع ذلك فكلنا لمنتظرون بما يحقق للشعب اليمني آماله وتطلعاتة وحقه في العيش بحرية واستقلال ينعم بثرواته دون تدخل من احد والله ولي ذلك وهو احكم الحاكمين.
https://telegram.me/buratha