عبدالجبار الغراب
كانت ومازالت للقيادة العمانية مواقفها المعروفة الثابتة ومبادئها الواضحة والتي ابعدتها كثيرا عن الدخول والولوج في الصراع القائم والحرب الكونية التي شنت على الشعب اليمني , لتدخل القيادة في سلطنة عمان ضمن قواعد عديدة جعلتها مرتكزآ هامآ في تقريب وجهات النظر بين المتصارعين وهو مبدا وحيد لفرض عملية السلام وايقاف الحرب الدائرة على اليمن وشعبها العظيم , وهذا ما سارت علية السلطنة منذ انطلاق الحرب الامريكية السعودية الامارتية الصهيونية على اليمن اواخر شهر مارس من العام 2015 , بل كان لها الشرف في استظافتها للوفد الوطني المفاوض بصنعاء فيها لينطلق من خلالها لعقد العديد من اللقاءات والمناقشات والمباحثات واجراء مختلف المفاوضات سواء بصورتها المباشرة او غير المباشرة مع دول العدوان وادواتهم المرتزقة , لتدخل السلطنة ضمن مسارات متنوعة منها ما انطلقت فيها لدعم الشعب اليمني من خلال إستقبالها للعديد من الجرحى للعلاج فيها ودعمها الانساني في اطار ما أسميتها حق الجوار ومساعدة الشعب اليمني , ومنها ما اصرت عليه السلطنة في الاخذ المتوالي بمسار إحياء عملية السلام وخلق أطر عديدة ومقترحات مختلفة لتقريب وجهات النظر بين المتنازعين , وبهذا سالكت وعلى مدار سنوات العدوان هذا المسلك المعبر عن قيم الحب والوفاء والاخاء والتي تخلت عنه معظم الدول العربية.
هنا رسمت السلطنة لنفسها احترام كبير عبر عنه الشعب اليمني في الكثير من المناسبات , فكان لدول العدوان الاخذ من سلطنة عمان يدآ لهم للتحدث نيابة عنهم في الكثير من الاحيان , وخصوصا عندما تضيق كافة السبل بتحالف العدوان وتهوي بهم الاحداث الناتجه عن مختلف الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني واللجان سواء في الجبهات الداخلية او على صعيد مختلف العمليات العسكرية المباشرة المستهدفة لدول العدوان لاراضي مملكة الرمال ودويلة الامارات, ومن هنا يكون للجانب اليمني قبوله للتدخل العماني في احياء عملية السلام واستقباله في صنعاء للوفد العماني لاكثر من مرة , لتتوالى الزيارات العمانية الى العاصمة اليمنية صنعاء وتحصل على كل المواقف والمطالب والرؤى والمبادرات من قبل القيادة السياسية والثورية في صنعاء وهي مطالب عادلة مشروعة إعجب بها العمانيون انفسهم ليضعوا انفسهم في احراج كبير ومواقف معرجة لكيفية ايصالها الى السعوديين للقبول بها لعملهم ان للسعوديين مرواغتهم في التاخير لتحقيق مكاسب على صعيد التلاعب بحقوق الانسان.
ليدرك العمانيون بعدها مدى جدية السلطات في صنعاء لايقاف الحرب عبر حقوق ومطالب شعبية لا يختلف عليها كائنآ من كان في رفع الحصار وفتح الموانى والمطارات وتسليم مرتبات الموظفين في كافة ربوع اليمن بلا إستثناء ومغادرة كل اجنبي محتل من الاراضي اليمنية , وبهذا بنت عليها الوساطة العمانية قاعدة للانطلاق في احيائها لعملية السلام , وما التاخر في هذا الا بفعل احداث مرتبة ومخططات اعدت عليها دول العدوان لترتيب العديد من الاوراق منها ما يتعلق بتشكيل ما تم تسميتة بمجلس القيادة الرئاسي بديلا عن الرئيس الفار هادي ووضع كل الخطط فيما يحقق لدويلة الامارات بالذات القضاء على مكون الاصلاح وما حدث في شبوة خير دليل لما تم ترتيبة سابقا وما يحدث الان في مأرب وتعز وحضرموت يعد ضمن المخططات السابقة لبلورة مكون وحيد هو المتحدث الرسمي بأسم مجلس القيادة الرئاسي , وايضا منها ما يتعلق على صعيد السماح والتعاون مع دول العدوان في انتشارها ووجودها في السواحل البحرية والموانئ والممرات والجزر الهامه كما هو الحال للقوات الأمريكية والبريطانية والصهيونية المنتشرة وبكثافة كبيرة.
لكن التأخير في إنجاز مخططات الإعداد في مناطق الجنوب لبعض المكونات السياسية ادخل بعض الحسابات في تعقيداتها لدول العدوان ليضعوا انفسهم في تخبط وشرود وتيهان , خصوصا بعد وضوح الاصرار اليماني للسلطات في صنعاء وادخالها معادلة الردع والحماية للثروات اليمنية ومنع نهبها من مختلف الشركات مقابل تسليم مرتبات الموظفين على ان تكون ايردات النفط والغاز لصالح خدمات المواطنيين وتسليم مرتبات كامل المواظفين هذه المعادلة وغيرها من الفرضيات المباشرة التي اطلقها المجلس السياسي الاعلى بصنعاء موخرا بعدم الانتظار الطويل وتحت مقولة اللا سلم واللا حرب هي من اثقلت كاهل كل اليمنيون ومعاناتهم المعيشية وتراكمت في مجملها كل الاسباب التي ادت الى وقوع اليمن ضمن اكبر كارثة انسانية لم يشهد لها التاريخ مثيل.
ليكن للوساطة العمانية اسلوبها المعتاد في مد ايادي المساعدة والاسناد فيما يقرب وجهات النظر هذه المره , ومن باب اطلاعهم للقيادة السياسية والثورية على مختلف التصورات للقاءات والمباحتات التي تم انعقادها في السلطنة بين الوفد الوطني بصنعاء وقوى العدوان طيلة اشهر ما بعد انتهاء الهدنة الاممية وعدم التمديد لها والاخذ بكل الاراء بما يتوافق مع الوصول الى
حلول كاملة شاملة لوضع حد لنهاية الصراع في اليمن , هنا ومن خلال اليومين السابقين تفهم العمانيون معاني الكلام الموحد سواء من الوفد الوطني المفاوض او كلام القيادة السياسية والثورية او حتى كلام كل مواطن يمني لشروط ثابتة لا مناص ولا خروج عنها مهما كانت الطروف او الاسباب ضروري لايقاف الحرب ورفع الحصار وفتح المواني والمطارات وتسليم المرتبات ورحيل الاحتلال , هنا سيكون لنجاح الوساطة العمانية سبيل لإحياء المفاوضات من جديد اذا ما تحقق مسبقا ذلك الشروط وما غير ذلك فالمحتمل هو الفشل والإخفاق كسابق الزيارات والسبب تعنت واصرار قوى تحالف العدوان في وضعهم الملف الانساني ورقة ابتزاز واستغلال.
ولله عاقبة الامور.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha