عبدالجبار الغراب ||
على بعد شهرين من الان وتحديدآ 26 من مارس 2023 تدخل الحرب العدوانية على اليمن واليمنيين عامها التاسع منذ انطلاقتها المشؤومة وإعلان قرار بدايتها من داخل العاصمة الأمريكية واشنطن وبلسان عميلها وزير خارجية بني سعود حينها عادل الجبير فجر 26 مارس 2015 لم يكن لإسمها الموضوع بصيغة العاصفة للحزم والسيطرة والحسم وإعادة ذريعة إستعادة شرعية منتهية فاره هاربة للخارج الى اليمن طبيعتها المفاجئ في تصورهم المبني على الأوهام والحقد والغرور بالقضاء على اليمن بأيام او اسبوع اوشهر , بل قادتهم السنوات التاريخية العظيمة لصمود ونضال وإستبسال وتضحيات الشعب اليمني وجيشه المغوار ولجانة الشعبية المجاهدة لحقيقة فشلهم الذريع وخسارتهم المدوية وانكسارتهم المتهاوية وهزيمتهم لحرب اليمن عسكريا وسياسيا , لتتراكم عليهم الأعباء بمختلف جوانبها العسكرية والاقتصادية وإثقلت عليهم الميزانية وخزائنها المتهالكة , ولحقتهم الخيبات والعار وباتوا يعشيون يوميآ في تخبط وشرود وتيهان لكيفية إيجاد المخارج والحلول, وانهم وعلى الدوام كلما استخدموا من أوراق لنجاحهم كانت كلها خاسرة او بدائل لتعويض فشلهم سرعان ما يكون للاندثار ظهوره , لتنتهي كل خياراتهم نحو التمسك بالحصار واستخدامة كملف للابتزاز وجعله من وجهة نظرهم ورقة تعويض قد يجنوا من ورائها مكسب حتى ولو صغير فقدوه في مواجهة اليمن وشعبها العظيم طوال ثمانية اعوام عسكريا , لتتحطم معها كل امالهم واحلامهم في تحقيقهم للاطماع ويفقدوا معها عظمة لقوة كانت محسوبة لهم عالميا قبل عدوانهم على اليمن , لتضعهم خسارتهم في اليمن في تقزم واضمحلال ومعترك ومستنقع كبير ووضع خطير وتقلب للمتغيرات واعتراف بواقع ومعطيات جديدة مفروضة ولقوة موجودة امتلكت التصنيع والانتاج الحربي في ظل عدوان وحصار همجي قلب المعادلات واحدث التوازنات وواجه كل الصعاب والتحديات انه اليمن وشعبها وجيشها العظيم.
وبما ان للمنطق فرضة الحقيقي في حسمه للصراع بفعل الوقائع والمعطيات التي اوجدت العديد من المبادرات والحلول لإحلال عملية السلام وانهاء الحرب : فقد سارت مراكب العزيمة والاباء والشموخ لليمنيين نحو خطواتها العديدة من المباحثات واللقاءات وعقد مختلف المفاوضات في عمان والكويت والسويد والاردن لحلحلة الشائكات العالقة من باب تحقيق إنفراجه لصالح إيقاف حرب اليمن , لكن سرعان ما يكون لتعثرها وجود بإدخال العدوان المعاناة الانسانية ورقة استغلال يحاول من خلالها المقايضة والتلاعب والابتزار , لكنها وبعدما ادركت من مغبة خطورة استمرارهم العسكري وقصفهم بالطائرات الحربية وبصفة مباشرة فوق رؤوس المواطنيين ومنازلهم بعواقب وبفعل الرد القوي اليماني بصورايخ بالستية وبطائرات مسيرة ردت وضربت العمق السعودي والاماراتي بعمليات اعاصير اليمن العديدة وعملية كسر الحصار الاولى والثانية وجعلهم لعصب الاقتصاد السعودي العالمي بوضع خطير وكارثي يصعب تقبله عالميا لجئت الى التماطل من جديد وارسال الوفد العماني للمرة الاولى والثانية.
لتدخل بعدها الاوضاع معترك من الشد والجزر بالقبول لمبادرة رئاسية من القيادة السياسية بصنعاء بوقفها للعمليات الاستهداف لدول العدوان لمدة ثلاثة ايام , سرعان ما استلقفتها مملكة الرمال وتدخلت الأمم المتحدة في اعلانها لهدنة اممية مدتها شهرين ببنود واضحة ومعالم هدفها البناء لرسم آفاق لإحلال السلام وانهاء الحرب في اليمن , لتمتد الهدنة ويتم التجديد لها لشهرين اضافيين وبعدها شهرين أملآ في تحقيق تقدم في الاستجابة والتنفيذ لنود الهدنة , فالتماطل والتخاذل والتعنت والاصرار على جعل المعاناة الانسانية لليمنيين في تراكم وازدياد ولاصرف للمرتبات المنقطعة عن الموظفين طوال سبعة سنوات , وبإصرارهم لتطويل معاناة الشعب اليمني : رسمت ووضعت القيادة السياسية لنفسها منهج واضح المطالب من ابناء الشعب اليمني اذا تم الدخول الى هدنة جديدة لستة اشهر او حتى سنة يكون للقبول سرعته في التحقيق لصرف مرتبات الموظفين كامله لليمنيين شمالا وجنوبا وبدون استثناء وفق كشوفات 2014 وفتح الموانى والمطارات ومغادرة كل الاجانب من اليمن , لكن هنا توضحت وتكشفت المزيد من الحقائق لخبايا واوهام تحالف العدوان في محاولتهم لتطويل فترة وقوع اليمن ما بين اللاسلم واللاحرب مركزين ومعززين من وجودهم في السواحل والمضايق والجزر اليمنية كالقوات الامريكية والبريطانية والصهيونية وانتشارها بشكل كثيف وبمختلف المعدات العسكرية.
وبامتلاك الاوراق قادة صنعاء معادلة جديدة في متغيراتها الاقتصادية وبالنجاح العظيم الذي حققته المعادلة اليمنية العسكرية الاخيرة في جعلها مبدا حماية الثروات اليمنية من النهب والسرقة وجعل ايرادتها لخدمات اليمنيين وصرف مرتباتهم حققت مفعولها العظيم وافقدت طول الانتظار لمطامع العدوان والضجيج والنواح والشكاوي للشركات المتعاقدة لاخذ النفط والغاز اليمني
ليعود الوفد العماني من جديد الى العاصمة صنعاء محاولآ لملمة العثرات السابقة والاشواك المتلاحقة المعرقلة لاحياء عملية السلام في اليمن ليرجع الى السعودية حاملا مطالب ثابتة ومشروعة ومحقة وعادلة ولا هي منه ولا مساعدة من احد لصرف المرتبات للموظفين من ثروات اليمن ورفع الحصار وفتح المواني والمطارات , لتتضح كثافة الاشواك والعراقيل المزروعة من تحالف العدوان في الاصطياد بالماء العكر وجعله المعاناة الانسانية ورقة تلاعب لحصد مخيلات أحلامه لتعويض خسارة قصمت ظهره وقزمت حجمه.
وبالخروج الشعبي العظيم لليمنيين وتحت العنوان العريض الحصار حرب والناقل للمأساة والكارثة الانسانية والموضح للمعاناة المتلاحقة والمتعاظمة المتراكمة والموصل للرسائل المتعددة والباعث من خلالها لما سيكون لعواقب مواصلة الاضرار والحصار بمختلف انواعة واشكالة على اليمن واليمنيون لمن فرض وما زال في تعنت واصرار يمارسون حصارهم الخبيث فإنه لقد بلغ الصبر حدوده في النفاذ وباتت كل سيناريوهات الرد ملزمة وجاهزة لاخذ الحقوق بقوة اليد وكسرها لكل العابثين بحقوق كل اليمنيون فبالحشود المليونية وبكل الساحات والميادين رفعت الشعارات وهتفت بمختلف العبارات المنددة بإجرام وممارسات تحالف العدوان وبهمجية استمرارهم بفرض الحصار مستغلين حالة وقوع اليمن في اللاسلم واللاحرب لتمرير مخططاتهم التوسعية في التمدد والانتشار عسكريا وعقد المزيد من الاتفاقيات المشبوة مع حكومة الفنادق للاستيلاء على الثروة اليمنية كما حدث مؤخرا في ميناء قشن بمحافظة المهرة جبوب اليمن.
هذه الحشود االيمنية البشرية المهيبة اوصلت رسائلها العظيمة للقيادة الثورية والسياسية بصنعاء في إعطائها لتفويض طال انتظاره لإسباب جعلها لمساع المفاوضات باب لحلحلة العثرات العالقة, لكنها عندما ازداد صبرها وتراكمت عليها فضاعة المآساة على كامل اليمنيين , عبرت انه قد آن الأوان لأخذ التفويض طريق ومسلك من جديد لحصد المزيد من الانتصار وذلك بسترداد الحقوق المشروعة والثروات المنهوبة,وهي على يقين بوجود سيناريوهات الردود لاستعادة الحقوق واعادتها ورفع الحصار التي هي معدة وموضوعة وجاهزة في الانتظار من قبل قادة الجيش واللجان لاعطائهم اشارة البداية من قائد الثورة والقيادة السياسية لتنفيذها في المكان والزمان المناسبين الغير ببعيد ولو طالل اسبوع اذا لم يحدث تقدم في المفاوضات والافقد تكون للعشرة الايام القادمة كشفها في التنفيذ اذا ما تأخرت الاستحابة للتفويض الشعبي لرفع الحصار على كامل ابناء الشعب اليمني فكلنا لفي انتظار لما يحدث خلال هذه الايام..
والعاقبة للمتقين.