محمد صالح حاتم ||
قيل قديما أن العدس لحم الفقراء، لما يحتوية من بروتينات، وقدرة الفقراء على شرائه، ومع مرور الايام وتنوع المحاصيل الزراعية وانتشارها في بقاع العالم، تنوعت لحوم الفقراء.
عندنا في اليمن بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة اصبح شراء اللحوم سواء الابيضاء او الاحمراء لدى المواطن اليمني من المستحيلات ومن الامنيات التي يحلم بها المواطن، ويظل اشهر لايستطيع شرائها.
ومع هذه الاوضاع الصعبة لجاء المواطن اليمني إلى تعويض افراد اسرتة بما يسمى (لحم الفقراء)وهو البطاطس التي حلّت محل اللحوم،حيث غدت محصولا رئيسيا لاتخلوا المائدة اليمنية منها،يشتريها الغني والفقير،تجدها في كل بيت، وفي كل مطعم، وعليها اقبال كبير جدا، نظرا لفوائدها الغذائية فهي مصدر كبير للنشويات والآلياف والفيتانينات.
هذا المحصول اصبح المحصول الرابع عالميا بعد القمح والذرة والارز، وقد يطحن و يضاف إلى القمح لسد الفجوة الغذائية.
توسعت زراعته بشكل كبير في معظم محافظات اليمنية إن لم يكن جميعها. وله فوائد اقتصادية لدى المزارعين نظرا لكميات الإنتاج الكبيرة منه، وملائمة البيئة اليمنية لزراعته.
امام ما ذكرناه ومالم نذكره عن محصول البطاطس (لحم الفقراء)، واهميته، يتوجب العمل على تنظيم وتنمية زراعة وإنتاج محصول البطاطس في اليمن.
فالاستراتيجية الوطنية للاكتفاء الذاتي من بذور البطاطس التي اعدتها وزارة الزراعة والري، تعد عملا ممتازا، وما حققته الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس من الوصول للاكتفاء الذاتي من البذور بمختلف الرتب يعد انجازا كبيرا في ظرف ٍ كهذاء الذي تمر به اليمن..
واستكمالا ًلهذه الانجازات العظيمة يبقى شيئ مهم وهو تنظيم إنتاج بذور البطاطس والاشراف على زراعة محصول البطاطس، وأن تكون هناك جهة محددة تتولى تنمية وإنتاجة كمحصول استراتيجي هام، إلى جانب إنتاج بذور البطاطس والذي تعنى به الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، وليس هذا وحسب ؛ بل الاشراف على انتاج البذور، والرقابة والتفتيش على جميع انواع البذور سواء المحلية او ما يتم استيراده في حال كان هناك حاجة للاستيراد، المخزنه لدى التجار والمكاثرين، وأن لايظل الحبل على الغارب، وان يبقى المزارع تحت رحمة التجار والمكاثرين المحليين، وكذلك إعداد السياسات الزراعية لتوفر وتواجد البطاطس في الاسواق باسعار مناسبة.
فهذا المحصول لم يعد احد محاصيل الخضار التي يمكن الاستغناء عنها باعتباره محصولا ثانوياً، بل اصبح محصولارئيسيا اقتصاديا وغذائيا ً.
فلا تحرموا الفقراء من لحمهم ووجبتهم المفضلة والتي يتفاخرون بشرائها ويفرح بها ابنائهم، وتتفنن نسائهم في اعداد الاطباق المتنوعة والمختلفة والشهية من البطاطس، فأملنا أن يلقى هذا المحصول الاهتمام والرعاية والتنظيم والرقابة من قبل وزارة الزراعة والري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha