عبدالملك سام ||
عودة لعيال اللذين ......! نصحناهم، وتحدثنا بهدوء معهم، وقلنا لعل وعسى أن يكون الأمر مؤقتا، وقد يكون الأمر فعلا كما سمعنا مشكلة في الهرمونات، وطرحنا الحلول، وحاولنا أن نقنعهم بأن كل ما خبروهم مجرد كذب وتضليل حتى يصلوا إلى (......)، ولكن دون جدوى!
المشكلة أنهم باتوا لحوحين بشكل مزعج جدا، وكلما غيرت التطبيق تجد ذات الأشكال والمواضيع الشاذة، ولا أخفي عنكم فقد ظننت أن الموضوع صار كالفضيحة، وقد خشيت أن أسأل عن سبب إنتشار مقاطع هؤلاء "الرخويات" ظنا مني أنها لا تظهر بهذه التكرار إلا لدي، وكم فرحت عندما شكى لي صديقي إنزعاجه من الموضوع ذاته، وقد أبتسمت عندما علمت أنها مشكلة عامة، ولن انسى نظرة الشك في عينيه وهو يرى إبتسامتي!!
لم يعد الموضوع عفويا، بل صار جائحة تستحق منا إهتمام أكثر من إنتشار وباء الكورونا قبل سنوات! أي نعم أن الفيديوهات المحلية ما تزال قليلة جدا، وإن وجدت فما يزال صاحبها يحاول التمويه على (الواوا) التي تريد أن تعلن عن نفسها، ولكن الوباء في إزدياد، وهذا دليل أن هناك مخطط ملعون موجه يراد له أن يتحول إلى "تسونامي" للقضاء على نخوة جيل كامل، وبعدها سيأتي المحتلين وهم لا يحملون أسلحة، بل يكفي أن يأتوا بشحنة (تحاميل) ليحتلوا المنطقة برمتها!!
السؤال الأبرز والذي يخطر ببالنا جميعا هو: أين أباء هؤلاء السفلة؟! لماذا لا نرى فيديوهات تظهر أولياء الأمور وهم يحطمون أجهزة المحمول على رءوس أبنائهم المنحرفين؟! هل يستحق مثل هؤلاء أن ينشغل ذويهم بالبحث عن لقمة العيش ليجدوا في الأخير أنهم تحملوا العناء والمشقة لتربية أبناء منحطين على هذه الشاكلة؟!! بئس التربية، وبئس المصير!
لو كان الأمر هو أننا نشكوا من زيادة عدد الذكور كما هو حاصل في الصين لقلنا أن الموضوع يحتاج دراسة، ولكن كلنا يعلم أننا نعاني من زيادة ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا، وبالتالي فلا يوجد سبب لأن نزيد فوق مشكلة زيادة عدد الإناث مشكلة المتشبهين بالإناث!! الأمر الذي يجعل حلولا مثل تزويج الشباب مشكلة؛ فمنذا ستقبل أن تتزوج ب(رجل) أكبر همومه هي شراء المكياج وعمليات التجميل؟!
شاهدنا جميعا أن الأمر لن يتوقف عند حد طالما والناس ساكتين (عنهم) أو (عنهن)، وهؤلاء لن يحترموا أحد حتى أنهم تجرأوا على تدنيس الحرم المكي في تحد سافر يدل على أنهم مدفوعين لهذا من قبل جهات رسمية، فلا يمكن أن يصدق أحد أن هؤلاء الإمعات لديهم إهتمام بدين وأخلاق!
لقد تكلمت - وتكلم غيري - عن الأهداف من هذا المسيخ، وكلنا نعرف أن الموضوع ليس فيه مبالغة، ورأينا جميعا كيف أستمات الملاعين لنشر ثقافة الشذوذ في مونديال قطر، وأن الهجمة تصاعدت كثيرا بعدها لتشارك فيها أنظمة ومنصات إعلامية لتحقيق أهداف مشؤومة ضدنا كعرب ومسلمين.. لكن من المؤسف أن الموضوع لم يأخذ حقه من الإهتمام لدى نخبنا السياسية والثقافية والتي طالما تفاخرت بوقوفها ضد مشروع الحرب الناعمة، خاصة ونشر الشذوذ يعتبر ذروة هذا المشروع!
في ختام هذا المقال أرى أني ما ازال في حيرة من أين أبدأ، فالموضوع يحتاج منا جميعا الإهتمام، فالحكومات مطالبة بإتخاذ إجراءات أمنية وإعلامية، والمؤسسات الدينية مسؤولة عن الجانب التوعوي، والأسرة مطالبة بأن تقوم بدورها التربوي، وكلنا راع ومسؤول عن رعيته كما جاء في الحديث الشريف، وتجاهل الأمر ليس حلا كما رأينا.. يجب أن نجلس مع أبنائنا وألا ننشغل عنهم حتى يكونوا أفرادا مستقيمين لنطمئن على مستقبلنا جميعا.
✨ اتجاه الفساد نحو القلوب سهل إذا كان مِن جهةٍ تَعرِفُ كيف تعمل، كيف تشتغل.. الإفساد للقلوب سهل، إذا كانت قلوباً فارغة، إذا كانت قلوباً خالية، ليست مملوءة بما يُحصِّنها مِن مثل هذه الخطورة!
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha