محمد صالح حاتم ||
تعد التعاونيات احد الركائز الاساسية في تحقيق التنمية الشاملة، ومنها التنمية الزراعية.
حيت تسهم التعاونيات الزراعية في دعم صغار المنتجين والمزارعين ، وتوفير فرص عمل جديدة، وحماية المصالح الاقتصادية.
وتعد التعاونيات أهم حلقات العملية الإنتاجية الزراعية في جميع بلدان العالم.
ففي كينيا تتقاسم التعاونيات 80% من حصة سوق القهوة، و67% من حصة سوق الألبان، و95% من حصة سوق القطن، وفي الولايات المتحدة الامريكية تسيطر التعاونيات على نحو 80% من إنتاج الألبان، وفي البرازيل تعتبر التعاونيات مسؤولة عن 40% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي.
وامام هذه الارقام والاحصائيات نتسأل ماذا حققت التعاونيات في اليمن، وماذا قدمت للتنمية، ومامدى مساهمتها في الناتج المحلي الزراعي؟
ثمة اسئلة تحتاج إلى اجابات وتنتظر من سيجيب عليها...
العمل التعاوني في اليمن مر بمراحل عديدة ولكنها مراحل شابها الكثير من السلبيات، لدرجة وصولها للفشل، باستثناء فترة الشهيد ابراهيم الحمدي والتي نجحت فيها التعاونيات في المساهمة في النهوض الاقتصادي والتنموي.
فامام التحديات التي تواجها اليمن وهي كثيرة، ومنها التحديات الاقتصادية، تأمين الغذاء، وزيادة البطالة، وارتفاع نسبة الفقر، وغيرها الكثير، وشحت الموارد المالية، والتي يصعب على الحكومة مواجهتها، وهو ما يتوجب العمل على ايجاد تعاونيات تسهم في تحويل تلك التحديات إلى فرص، وتقوم بدعم الاقتصاد الوطني...
ومع الاهتمام الجاد بالقطاع الزراعي من قبل القيادة الثورية والسياسية والعمل على تعزيز دور هذا القطاع في التنمية الشاملة، وتحقيق الامن الغذائي وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، يتطلب الأمر لتحقيق كل ذلك ايجاد تعاونيات حقيقية، ومنها القيام بتقييم التعاونيات السابقة، والتوسع في انشاء تعاونيات في كل المحافظات والمديريات والعزل وحتى القرى،وتسهيل الإجراءات ومرونتها،وضبطها، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجها، سواء كانت معوقات قانونية او اقتصادية او اجتماعية و غيرها، بما يسهم في تفعيلها ومساهمتها في مكافحة الفقر،وتنمية الريف،واستيعاب العمال في الريف،واستيعاب المزارعين اصحاب الحيزات الصغيرة،ودمج المجتمع الريفي في الاقتصاد،و تحقيق التنمية الزراعية..
وهذا يتطلب التحرك الجاد والمدروس من قبل قيادة الاتحاد التعاوني الزراعي والاتحادات النوعية، ووزارة الزراعة والري والشؤون الاجتماعية والعمل وبقية الجهات المعنية. في ايجاد آلية عمل او وضع استراتيجية وطنية للعمل التعاوني في اليمن، بما يتوأم مع طبيعة المرحلة وحساسيتها وخطورتها..
فعلينا عدم التهاون او التساهل في العمل الحقيقي تجاه تنمية القطاع الزراعي، كونه الأمل المعقود عليه انقاذ الاقتصاد الوطني، وهذا لن يتحقق بدون تعاونيات حقيقية.
فالواقع والتجارب تقول إن التعاونيات هي مؤسسات المستقبل ومحركات الاقتصاد العالمي وعليها يراهن العالم في تحقيق تنمية مستدامة، فما عجزت عن تحقيقة الحكومات استطاعة التعاونيات أن تحققه.
https://telegram.me/buratha