عبدالملك سام ||
كثافة التسجيل في الدورات هذا العام فاقت كل التوقعات، وهذا انما يدل على نجاح الدورات السابقة، وبأن الأباء والأمهات لمسوا فوائد هذه الدورات على أبنائهم، فسارعوا إلى التسجيل هذا العام، كما انهم أدركوا كذب الشائعات التي نشرتها الأبواق الإعلامية للعدوان والمرتزقة حول هذه الدورات في الأعوام الماضية وحتى اليوم، والتي أنفقوا عليها أموال كانت تستطيع أن "تسد عين الشمس" كما يقال!.
من لم يقتنع حتى اليوم بهذا العمل العظيم الذي يحمي أولاده من الفراغ فهو الخاسر، وغدا تتضح الرؤية أكثر عندما يرى نتائج أفعاله، عندما يرى الفارق بين من تربوا ونشأوا في هذه الدورات، وبين من تخلف عنها.
رغم أني لا أريد أن أجبر أحد على شيء لا يقتنع به، ولكني اتسائل عن البديل الذي لديهم؟! فالمهم الا يضيع على أبنائنا هذا الوقت الثمين، والبديل برأيي أن يتفرغ الآباء والأمهات لتدريس أبنائهم بأنفسهم؛ فالمعاهد المختلطة والبعيدة عن الرقابة ليست بديلا معقولا، بالإضافة إلى تكاليفها الباهضة!.
أما مدعيي التحضر الغربي المستورد فلهم أن يشاهدوا آثار هذا النموذج المدمر الذي يؤدي إلى التفكك الأسري والتفسخ الأخلاقي، فقد علت أصوات الأسر الغربية التي تشكو من أزدياد المشاكل الإجتماعية وفقدان هذه الأسر السيطرة على أبنائهم، والموضوع لم يعد مبهما كما يظن البعض، وبإجراء بحث بسيط من خلال الشبكة العنكبوتية يمكن أن نحصل على إحصائيات مرعبة في معظم الدول الغربية تدل على عمق هذه المشكلة العالمية!.
فمثلا، قبل أيام شاهدنا مقطع فيديو من ألمانيا، وفيه رأينا قوات الشرطة تأخذ ولدا صغيرا من أسرته المسلمة ليتربى لدى أسرة المانية، والسبب أن أسرة الطفل مسلمين ويعلمون أبنهم أن "الشذوذ" الجنسي حرام! أي أنهم قوم يتطهرون!! وهذا موقف واحد يجعلنا ندرك ماذا يريد هؤلاء من البشرية، وما هي الخطورة المحدقة بأبنائنا من هذه الثقافات الدخيلة.
في المقلب الآخر نرى الكيان الصهيوني يحرص على أن يلتحق الأطفال فيه بدورات قتالية بحته، وفيها يتعلم الأطفال استخدام الأسلحة بجميع أنواعها، وذلك لمعرفتهم بما هم مقدمون عليه؛ فهم لن يسمحوا لأبنائهم أن يكونوا مجرد مواطنين همهم المأكل والمشرب ولا يستطيعون حماية أنفسهم وما يعتبرونه أرضهم!.
نحن لم نصل إلى تعليم القتال في الدورات التي تقام في بلدنا اليوم رغم أهميته عملا بالقول المأثور: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، ولكننا على الأقل نحاول ألا تضيع أوقات أبنائنا دون فائدة، وأن نحصن أبنائنا من الغزو الفكري والثقافي الذي يحاول الأعداء نشره في اوساط أمتنا. أو على الأقل ألا يبقى بيننا من لا يعرف عن القرآن سوى بضع آيات لا يقرأونها إلا بصعوبة، ومن لا يعرف عن تاريخه ودينه سوى الأسماء فقط كما هو حاصل في معظم الدول العربية..
فالحذر من التفريط في مسؤولياتنا حتى لا ياتي اليوم الذي يلعننا فيه أبنائنا لأننا قصرنا في تربيتهم وإعدادهم، وأضعنا عليهم فرصة أن يعرفوا من هم.. والله من وراء القصد.
⏱ الوقت يمضي، فلا تتأخر (عزيزي الأب وعزيزتي الأم)، وعلى الاقل يمكنك أن تراقب ماذا يتم تدريس أطفالك في هذه المراكز، وبعدها فالموضوع راجع لتقديرك بأن يستمروا أم لا.. يكفي أن هذه الفرصة ضاعت على جيلنا، فلا تكرر هذا الخطأ!
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha