عبدالجبار الغراب ||
من مجزرة تنومة والى الآن سلاسل متوالية وكبيرة من الإجرام تقوم بها مملكة قرن الشيطان بحق شعب اليمن والايمان ، ففي يوم 17 من شهر ذو القعدة 1341 هجرية كانت للمأساة والفاجعة وجودها المرعب والجبان ، وإخراجها للحقد والخبث والكراهية ، ليستفيق العالم كله وبدون إستثناء مسلمين ومسيحين ونصارى وهندوس وبوذيين ويهود ومن مختلف المعتقدات على صاعقة كبرى وفاجعة في مقامها الأول إنسانية بإمتياز ووحشية في طريقة القتل والغدر ، وجريمة صنفت كأكبر جرائم العصر حدوثآ : وهم يشاهدون أناس عزل مترجلين يمشيون على أقدامهم غايتهم والهدف الحج والطواف حول بيت الله الحرام ، قادمين من اليمن لباسهم ثياب الإحرام واصواتهم التلبية وذكر الله العزيز المنان ، وجهتهم أراضي النجد والحجاز مملكة الرمال السعودية حاليا ، لتخيم هذه الفاجعة على كل المسلمين بصورة عامة واليمنيون على وجه الخصوص ، ليضع النظام السعودي نفسه ضمن الطغاة والظلمة والمستكبرين.
فتنومة مجزرة وحشية لماضي أليم وذكرى حالية لإجرام سعودي متكرر مرير ، قامت بها مملكة قرن الشيطان بحق شعب اليمن والإيمان وعلى مدى أكثر من مائة عام ، فذكرى مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيون هي تذكير واجب وضروري لهذه الأجيال والتي تعقبها لما قام به النظام السعودي من جرائم بحق اليمنيون ، فلا هنالك احترام حتى لمن يلبي نداء الله بالذهاب لأداء فريضة الحج ، فهم لا يفرقون بين هذا وذاك ، فهدفهم ومن زمان وما زالوا سائرون عليه الآن هو ستهداف اليمن بكل المجالات ، وجاعلين من اليمن فسحه لهم متى يشاوؤن للتجول بها ، باسطين فيها نفوذهم ناهبين للثروات محققين لمطامع الصهاينة والأمريكان.
تنومة ذكرى لمجززة مروعة أليمة ، وتذكير لما تعرضت لها الإنسانية بمعناها الكبير من اكبر عملية إجرام في التاريخ ، وإستذكار للأمة الإسلامية لما حدث لأكثر من 3500 حاج يمني من مذبحة هم في طريقهم لأداء فريضة الحج على أيادي النظام السعودي ، وتذكير دائم للمسلمين عمومآ بما تعرض له الدين الإسلامي من جريمة نكراء على أيادي من يدعون خدمة الشعائر المقدسة نظام آل سعود وقيامهم بذبح الحجاج اليمنيون وهم في طريقهم الى بيت الله الحرام لأداء الفريضة الدينية بمحتواها العظيم ، العرب في لغتهم للكلام ، القريبين مع بعضهم بحكم الجوار كدول.
فمن تنومة المجزرة السعودية قبل أكثر من مئة عام و الى الآن أرتكبت مملكة قرن الشيطان السعودية الألأف من الجرائم بحق شعب اليمن والإيمان ، وبإستمرار وبكافة الأنواع والأشكال وبمختلف الوسائل والأساليب استخدمتها ضد اليمن وشعبها ، فلا بالقتل والتدمير للبيوت ومساكن المواطنيين ولابقصفهم المباشر بالطائرات للمدن والأحياء السكنية والملاعب والمنشآت ومستودعات ومخازن التجار والمرافق الحكومية وحتى دور العبادة والمستشفيات وأيضا لم تسلم مخادع الحيوانات والخيول ولا حتى في تشريدهم لملايين المواطنيين وعلى مدى ثمانية أعوام من عمر حربهم العبثية اكتفوا بذلك : بل كان للحصار ومنذ الوهلة الأولى لعدوانهم وبمختلف الأنواع استخدموه للانتقام من كامل الشعب اليمني لعلهم يحققوا ما عجزوا عنه عسكريآ ، وها هم الآن وبعد كل هذه الأعوام اعترفوا بخسارتهم عسكريآ ، لكنهم جعلوا من ورقة الإنسان بديل وغاية وابتزاز لتعويض انتصار فقدوه بقوة السلاح ، واستمروا في تدمير حياة الإنسان اليمني ، فلا مرتبات ولسنوات ، ولا مطارات قد تعين المرضى للسفر للعلاج ، وإغلاق وبإجحاف للمواني وعدم السماح لناقلات الغذاء والمشتقات من الدخول ، وقطعهم المستمر لكامل الطرقات بين العديد من المحافظات ، فضائع همجية لكوارث إنسانية تعمدوا في إيجادها ، حتى في إطار الهدنة لم يلتزموا بها وكم يا خروقات ارتكبوها وما زالوا والى الآن ، ليحدثوا على إثرها أكبر كارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيل.
وعلى هذا الواقع الحالي وللبيان والتبيان الحقيقي وللإيضاح التام وبسرد كامل الدلالات لكل الممارسات التي تتخذها مملكة قرن الشيطان جاعلين من اليمن وشعبها ضمن أولاوياتهم في الإستهداف والتحكم في القرار وجعلها تابعة لهم وتحت وصايتهم الأبديه , ومن هذا الجانب فقد أتضحت للجميع بأن كل مجريات الأحداث السابقة وما تدور عليها حاليآ من صراعات فلها أسبابها ومسبباتها وهو جعل اليمن وشعبها تحت التصرف السعودي والتبعية المطلقة ، ولهذا كان لابد على اليمنيون مواجه مملكة قرن الشيطان والتصدي لكل مخططاتها العدوانية وتأمرات الأمريكان معها لجعل اليمن تابعة لهما.
وللعلم والإدراك ان السعودية ومنذ نشأتها سلكت العديد ومن الشعاب والمسالك التي صنعها لها الأمريكان والصهاينة وبريطانيا , ليكون منفذين لكل أوامرهم ولهذا فقد أدخلت مملكة قرن الشيطان الأحزان والآلام والجراح لكل بيت يمني فلا يخلو منزلآ الا والذكرى الأليمة ترافق كل أفراد العائله بسبب إجرام وطغيان مملكة بني سعود ، لتكون مجزرة
تنومة ذكراها الأليمة لكل الشعب اليمني فالدين والشعائر وضيوف الرحمان وحجاج بيت الله الحرام اليمنين ومن مختلف البلاد شمالها وجنوبها وشرقها وغربها كان مسلكهم إبتغاء مرضات الله تعالي شيوخآ ونساء ومعهم حاجياتهم ومتطلبات السفر شادين الترحال الى الوصول لبيت الله الحرام ، فلا كان لحرمة الدين خوف ولا إحترام لأداء ركن من أركان إتمام الإسلام ، ولا كانت لهم حق التكريم لمن يريد الزيارة لبيت الله لبلد آخر أكرمه الله بالإستضافة لحج بيته العتيق.
لتزداد معاناة اليمنيون حتى الآن بالإجرام الحالي السعودي المرير وفي هذا العام تم وضع التعقيدات للحجاج اليمنيون الراغبين بالذهاب الى أداء فريضة الحج ، فالعدد محدود وقليل ويصل ففط الى 24 الف حاج واليمن دولة جوار لبيت الله الحرام ، حتى انه لا يستطيع الحاج الذي في الشمال بمناطق حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء أخذ جواز السفر وقطع التأشيرة الا من المناطق الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي وعن طريق العبور بمنفذ واحد الغير مؤهل للسفر وهو معبر الوديعة البري الطويل والذي هو شاق ويبلغ ايام السفر للحاج الى اكثر من سبعة ايام ، مع ارتفاع مخيف لتكاليف الحج تصل الى 20 الف ريال سعودي ، ليجعلوا من كل ذلك تحكم وأستغلال وادخال ضمن الاطار السياسي وهذا ما يجب على كامل الدول الاسلامية جعل شوؤن الحج تحت إدارة المسلمين ، وهذا كله حقد وخبث دفين من قبل بني سعود لما تلقوه من هزيمة نكراء من قبل الشعب اليمني العظيم طوال حرب فرضوها على اليمنيون دخل عامها التاسع قبل شهور ، وهاهم يبحثون عن حلول تخرجهم من ورطتهم بحربهم على اليمن ، وبزيارتهم الأخيرة الى صنعاء ومعم الوسيط العماني بدأت ملامح الانفراج ، لكنهم كلما كانت للحلول إيجادها لإحلال السلام ارجعتهم أمريكا الى الوراء ، عابثين من جديد في مناطق جنوب اليمن بالتحديد ، متخذين سيناريو التقسيم وتشظي اليمن الى اقاليم مربط من مرابط الضغط على اليمنيون لتحقيق مآربهم وهو المستحيل بفضل الله وبفضل قيادة سياسية وثورية بصنعاء امتلكت القوة وحققت النصر وعندها خيارها المنتظر القريب الذي يحطم أحلام وأماني العدوان في شرذمة وتقسيم اليمن الكبير ، وان غدآ لموعده لقريب فنتظروا ان لمعكم لمنتظرين.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha